اللي مش متصل بسيدنا النبي – صلى الله عليه وسلم – مقطوع
29 أغسطس، 2025
قبس من أنوار النبوة

بقلم الدكتور : عبدالفتاح سعيد وزير
الباحث بجامعة الأزهر الشريف
كان رسول الله يحتفل بيوم مولده أسبوعيا
حتى قصرنا نحن في حبه وجعلناه سنويا
لا تنسَ ذكرَ الهاشميِّ الأكرَمِ
إنَّ الصَّلاةَ على النبيِّ وسيلةٌ
فيها النَّجاةُ لكلِّ عَبدٍ مُسلِمِ
صَلُّوا على القمرِ المُنيرِ فإنهُ
نُورٌ تبدَّى في الغمامِ المُظلمِ
إن في قلب كل مسلم ينبض حبٌ عظيمٌ لرسول الله، صلى الله عليه وسلم. هذا الحب ليس مجرد عاطفة، بل هو رابطٌ متينٌ يربط المسلم بمصدر الهداية والنور. فمن لا يرتبط بسيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، هو حقًا “مقطوع”. هذا الانقطاع ليس مجرد انقطاع مادي، بل هو انقطاع روحي، عقلي، وقلبي، يؤدي إلى الضياع والشقاء في الدنيا والآخرة
أن الارتباط بالنبي ليس اختيارًا، بل هو أساسٌ من أُسس الإيمان. الله تعالى جعل طاعة النبي من طاعته، ومحبته من محبته. يقول تعالى:
“مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ”
ويقول الله عز جل: “قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ”
أن الحب الحقيقي لله يمرّ عبر اتباع النبي. ومن يتجاهل هذا الطريق، فإنه ينقطع عن الله.
قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
“لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ”
هذا يرفع منزلة حب النبي إلى مرتبة تفوق حب الأهل والناس أجمعين، مما يؤكد أن هذا الحب ليس اختياريًا، بل هو شرطٌ أساسيٌ لكمال الإيمان.
أن النبي هو سند المؤمن، وهو مصدر عِزّته، وهو منبع الفخر له. ومن لا يجد سنده في النبي، فإنه يبقى وحيدًا وضعيفًا.
أما الإمام الشافعي، رحمه الله، فقد قال:
“إذا كان اتباع النبي دليلًا على حب الله، فمخالفته دليلٌ على بغضه”.
هذا يوضح أن الارتباط بالنبي هو مقياسٌ لحب الله، ومن يخالف النبي، فإنه يبغض الله.
الانقطاع عن النبي، صلى الله عليه وسلم، يؤدي إلى عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة. فمن يبتعد عن هديه، يضيع في متاهات الحياة، ويقع في البدع والخرافات، ويخسر سعادته. فهو كالسفينة التي فقدت ربانها، تائهة في بحرٍ هائج.
إن الارتباط بالنبي، صلى الله عليه وسلم، ليس مجرد عقيدة، بل هو منهج حياة. ومن لا يرتبط به، فإنه مقطوعٌ عن الخير، محرومٌ من الهداية، تائهٌ في ظلمات الحياة، ولا يجد طريقًا للوصول إلى الله.