د. إسلام عوض يكتب:”د.عمر عثمان”نجم في سماء العبقرية المصرية
12 أغسطس، 2025
أخبار العالم الإسلامى

بقلم الدكتور : إسلام عوض
مدير تحرير بجريدة الأهرام المصرية
في زمنٍ تداهمنا فيه صراعات التريندات ومظاهر البهرجة، وتطفو على سطحه قصص الثراء الفاحش وتستحوذ على اهتمام الجمهور، تمرّ أحياناً قصصٌ حقيقية تستحق أن نتوقف عندها ونتأملها ولا يصح أن تمر علينا هكذا كمرور الكرام.
إنها قصصٌ الإنجاز والعزيمة، قصص العقول النيّرة المنيرة التي تصنع الفارق وتترك بصمةً في سجلّ الزمن، لا تمحوها الأيام ولا يطويها النسيان.
ومن بين هذه القصص المضيئة التي تضيء ظلمة الليل الحالك، وتنشر شعاع الأمل، تبرز قصة الشاب المصري “د.عمر عثمان”، الذي يُعدّ نموذجًا للعبقرية المصرية التي نادى بها كثير من المفكرين وعلى رأسهم الدكتور جمال حمدان في موسوعته العظيمة “شخصية مصر.. دراسة في عبقرية المكان”.
النشأة والتعليم المبكر في مصر
وُلد “عمر عثمان” في مصر في 1 مارس 1996، وظهرت عليه علامات النبوغ في الرياضيات منذ سن مبكرة جدًا. لاحظ معلموه تفوقه الاستثنائي، خاصةً في الصف السادس الابتدائي عندما حل مسألة رياضية بحلول بديلة.
وعلى الرغم من عدم وجود لوائح أكاديمية تسمح له بالالتحاق بالجامعة وهو في سن مبكرة، إلا أنه درس بشكل غير رسمي في كلية العلوم بجامعة القاهرة، وحضر محاضرات في الجامعة الألمانية والأمريكية وهو لا يزال في المرحلة الإعدادية.
المسيرة الأكاديمية في فرنسا
في سن السادسة عشرة، سافر “عمر” إلى فرنسا بمنحة دراسية، بعد أن تعرفت عليه إحدى الأساتذة خلال مدرسة صيفية للموهوبين، التحق بالمدرسة العليا للأساتذة في باريس، وتمكن من الحصول على درجة البكالوريوس في عام واحد فقط، ثم أكمل الماجستير في سن الـ19.
وفي عام 2018، حصل على درجة الدكتوراه في الرياضيات من جامعة باريس ديدرو، وهو في سن الـ22 عامًا، في مجال “الهندسة غير التطابقية”، وبذلك، أصبح أحد أصغر الحاصلين على هذه الدرجة العلمية في العالم.
أين وصل الآن؟
آخر المعلومات المتاحة تشير إلى أنه في عام 2023، كان يعمل باحثًا في معهد الدراسات المتقدمة في برينستون بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو نفس المعهد الذي عمل به العالم الشهير ألبرت أينشتاين.
يريد كل مهتم بالعلم والعلماء أن يعرف هل ما زال “د.عمر عثمان” يعمل باحثًا في معهد الدراسات المتقدمة في برينستون، أو انتقل إلى جامعة أخرى، شبابنا في أمس الاحتياج للاحتذاء به، فـ”د.عمر عثمان” يمثل نموذجًا فريدًا للعبقرية المصرية التي تحتاجها الأمة في هذه الأيام أكثر من أي وقت آخر، ومتابعتهم وتسلط الضوء على قصص نجاحهم التي يمكن أن تلهم الشباب المصري والعربي للاهتمام بالعلوم والاجتهاد.
كما يجب أن يشعر علماء وعباقرة مصر في الخارج بأن وطنهم يتابعهم ويفخر بهم، وهذا التواصل يرسخ شعورهم بالانتماء ويشجعهم على الاستمرار في إنجازاتهم، وربما يفكرون في نقل خبراتهم إلى بلادهم، للاستفادة من خبراتهم، كما يمكن أن تكون خبرات “د.عمر عثمان” الأكاديمية والبحثية في مجالات متقدمة مثل الرياضيات والفيزياء النووية السلمية ذات القيمة الكبيرة لمؤسساتنا التعليمية والبحثية في مصر، مما يساهم في تطوير البحث العلمي داخل الوطن، كما يمكن من خلال دعم مصر ورعاية عقول أبنائها، يتأكد العالم أن مصر ليست فقط مصدرًا للثقافة والتاريخ، بل هي أيضًا منبع للعقول المبتكرة والمبدعة القادرة على المنافسة عالميًا.
الخلاصة
قصة “د.عمر عثمان” هي دعوةٌ لإعادة النظر في معايير النجاح والاهتمام، وتركيز الضوء على العقول التي تبني المستقبل وتُعلي من شأن الأوطان، فلن تنهض أمتنا إلا بالعلم والعمل.