ماهي أوصاف الإنسان في القرآن ، وما الحكمة الإلهية فيها ؟
12 أغسطس، 2025
منهج الصوفية

المقال الثانى عشر من سلسلة ( سألت شيخى فقال : )
بقلم الكاتب والداعية الإسلامى
الدكتور : رمضان البيه
في إحدى اللقاءات بشيخي البيه رضوان الله عليه قلت له شيخي : معلوم أن الإنسان هو أشرف الكائنات وسيد المخلوقات وهو مراد الله من بين جميع خلقه وتعددت أوصافه في القرآن فماهي اوصاف الإنسان في القرآن . وما الحكمة الإلهية فيها ؟
فأجابني قائلا : ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تصف الإنسان بصفات مختلفة، تدور معظهما حول ” الضعف، والكفران، والعجلة، والجزع، واليأس، والغفلة، والظلم ، والجهل .. فعن ضعف الإنسان أشار بقوله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا) . وعن ظلم الإنسان وجهله
قال تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) وعن كفرانه ونكرانه وجحوده بفضل الله تعالى ونعمه .
قال تعالى: (وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .. وعن الجدل والمخاصمة .
قال تعالى: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا) وعن .
عجلته وتسرعه وعد تأنيه
قال تعالى: (وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا) . وعن جزعه وهلعه وحرصه وبخله.
قال تعالى: ( إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ) . وعن غفلته ونسيانه وجحوده بربه تعالى
قال تعالى: (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) .. وعن ظلمه لنفسه وجهله قال تعالى:
( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوما جهولا ) . وعن تعجله في معرفة ربه عز وجل
قال جل شأنه (خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ) ومن العجلة تقديم الدنيا وتفضيلها على الآخرة، قال تعالى .. ( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى ) .
هذا وأما عن الحكمة الإلهية من خلق الإنسان بكل هذه الصفات التي تدور حول الضعف والعجز والجهل والجزع واليأس حتى يَكُن الإنسان في حال عوز وإحتياج ولجوء دائم إلى ربه تعالى ومولاه جل في علاه ، فالضعيف محتاج للقوي ، والعاجز محتاج للقادر ، والجاهل محتاج للعليم ، واليؤوس محتاج لمن يبعث في نفسه الرجاء والأمل ،وحتى يلزم منهج الله تعالى وهدي الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى تتبدل أوصافه الدنية بأوصاف ربه تعالى الجليلة العلية
والله عز وجل شرع للإنسان في منهجه القويم وشريعته الغراء ما يبدل كل تلك الأوصاف بل ما يجعله عبدا ربانيا مُتصفًا بصفاته تعالى . وفي الحديث القدسي يقول سبحانه ” إذا أطاعني عبدي جعلته عبدا ربانيا يقل للشئ كن فيكون ” .