خطبة بعنوان «سر الماء في سيرة الأنبياء» ج٣ للشيخ أحمد عزت حسن
28 يوليو، 2025
خطب منبرية

إعداد الشيخ/ أحمد عزت حسن
خطبة الجمعة ٧ من صفر ١٤٤٧هـ الموافق الأول من أغسطس ٢٠٢٥م
العناصر:
أولًا: سر الماء في سيرة الأنبياء
ثانيًا: الماء في حياة نبي الله نوح
ثالثًا: الماء في حياة نبي الله موسى عليه السلام:
رابعًا: الماء في حياة نبي الله عيسى عليه السلام
خامسًا: الماء في حياة خاتم الأنبياء ﷺ
الموضوع
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا رسول الله ﷺ، “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا”، وبعد،
سر الماء في سيرة الأنبياء والتابعين
وفي التاريخ قصة عظيمة عن الماء نعلمها جميعًا وهي قصة أشرف ماء في الأرض قد نبع من أرض مقدسة من تحت رجل طفل صغير عند فقد ماء وزاد، وهذه القصة تعود إلى زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما ذهب مع زوجته هاجر وابنهما إسماعيل عليهما السلام إلى موضع قرب مكة وتركهما إبراهيم عليه السلام هناك، وكان الماء والزاد نفدا فرزقهما الله تعالى ماء فأخذت هاجر عليها السلام تحيطه بيديها وهي تقول زم زم خوفا من ضياع الماء فسمي بزمزم.
** وأما في حياة الرسل والأنبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلوات وأزكى التسليم فكان له معهم شأن عظيم، فكان نجاةً وهلاكًا في آنٍ واحدٍ!! نعم جعل الله تعالى “الماء” وسيلة نجاة وعذاب وانتقام:
١- وقد تجلّى ذلك في طوفان نبينا نوح عليه السلام
فقد كان الماء وسيلة نجاة له ولكل من آمن معه: (وقال اركبوا فيها باسم الله مجريها …).
٢- وكان “الماء” وسيلة انتقام من ابنه الشارد: (ونادى نوح ابنه وكان في معزل … وحال بينهما الموج فكان من المُغرقين).
٣- وأرسله الله عذابًا على قومه عندما لم يتبعوا ما دعا إليه نوح عليه السلام نحو ألف سنة إلا خمسين عامًا فما آمن معه إلا قليل، وهذا يبينه الله تعالى في الفرقان الفارق بين الحق والباطل قائلا: “ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون” (العنكبوت: ١٤)، وهذه القصة هي عبرة لنا أيضًا؛ فما حل بقوم سيدنا نوح عليه السلام من دمار وعذاب، كان بسبب زيادة سقوط المطر عن الحدود التي قدرها الله، وقد صور القران الكريم هذا المشهد العجيب بقوله سبحانه: {ففتحنا أبواب السماء بماءٍ منهمرٍ وفجرنا الأرض عيونًا فالتقى الماء على أمر قد قدر وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر} (القمر: ١١-١٤).
٤- الماء في حياة نبي الله موسى عليه السلام:
نبي الله موسى عليه السلام له صلة كبيرة بذلك الجندي الذي أذل فرعون وجنده منذ ولادته وحتى انتصاره على من قال أنا ربكم الأعلى وذلك في مشاهد عديدة في حياته عليه السلام:
المشهد الأول: مشهد النجاة من الذبح:
لقد قرر فرعون اللعين أن يقوم بجريمة بشعة تخبر عن مدى كرهه للحق وأهله وتخبر عن مدى غلظته وظلمه قرر أن يقتل الأبناء الصغار حديثي الولادة ويستحيي النساء قال رب الأرض والسماء {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى . أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي . إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَامُوسَى . وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} [طه: ٣٨-٤١] يقول الشيخ الشعراوي -رحمه الله- وبالله عليك أي أم هذه التي تُصدِّق هذه الكلام: إنْ خِفْتِ على ولدك فألقيه في اليم؟ وكيف يمكن لها أن تنقذه من هلاك مظنون وترمي به في هلاك مُتيقّن؟ ومع ذلك لم تتردد أم موسى لحظة في تنفيذ أمر الله، ولم تتراجع، وهذا هو الفرق بين وارد الرحمن ووارد الشيطان، وارد الرحمن لا تجد النفس له ردّاً، بل تتلقاه على أنه قضية مُسلَّمة، فوارد الشيطان لا يجرؤ أن يزاحم وارد الرحمن، فأخذتْ الأم الوليد وأَلْقَتْه كما أوحى إليها ربها. وتلحظ في هذه الآيات أن آية القصص لم تذكر شيئًا عن مسألة التابوت: {فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليم} [ القصص: ٧] هكذا مباشرة. قالوا: لأن الحق سبحانه تكلم عن الغاية التي تخيف، وهي الرَّمي في اليم، وطبيعي في حنان الأم أنْ تحتال لولدها وتعمل على نجاته، فتصنع له مثل هذا التابوت، وتُعِدّه إعدادًا مناسبًا للطَفْو على صفحة الماء.
فالكلام هنا لإعداد الأم وتهيئتها لحين الحادثة، وفَرْق بين الخطاب للإعداد قبل الحادثة والخطاب حين الحادثة، فسوف يكون للأمومة ترتيب ووسائل تساعد على النجاة، صنعتْ له صندوقًا جعلت فيه مَهْدًا ليّنًا واحتاطتْ للأمر، ثم يطمئنها الحق سبحانه على ولدها: {وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تحزني} فسوف نُنجيه؛ لأن له مهمة عندي {إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المرسلين}. فإذا ما جاء وقت التنفيذ جاء الأمر في عبارات سريعة متلاحقة: {أَنِ اقذفيه فِي التابوت فاقذفيه فِي اليم فَلْيُلْقِهِ اليم بالساحل}. لذلك، تجد السياق في الآية الأولى هادئًا رتيبًا يناسب مرحلة الإعداد، أما في التنفيذ فقد جاء السياق سريعًا متلاحقًا يناسب سرعة التنفيذ، فكأن الحق سبحانه أوحى إليها: أسرعي إلى الأمر الذي سبق أنْ أوحيتُه إليك، هذا الكلام في الحبْكة الأخيرة لهذه المسألة. وقوله تعالى: { فَلْيُلْقِهِ اليم بالساحل} أي: تحمله الأمواج وتسير به وكأن لديها أوامر أن تُدخِله في المجرى الموصِّل لقصر فرعون. فعندنا إذن لموسى ثلاثة إلقاءات: إلقاء الرحمة والحنان في التابوت، وإلقاء التابوت في اليم تنفيذًا لأمر الله، وإلقاء اليَمِّ للتابوت عند قصر فرعون. وقوله تعالى: {يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ} [ طه: ٣٩] (عَدُو لِي) أي : لله تعالى؛ لأن فرعون ادعى الألوهية ، ( وَعَدُوٌّ لَهُ ) أي : لموسى؛ لأنه سيقف في وجهه ويُوقفه عند حَدِّه . وفي الآية إشارة إلى إنفاذ إرادته سبحانه، فإذا أراد شيئاً قضاه، ولو حتى على يد أعدائه وهم غافلون، فمَنْ يتصور أو يصدق أن فرعون في جبروته وعُتوه وتقتيله للذكور من أولاد بني إسرائيل هو الذي يضم إليه موسى ويرعاه في بيته، بل ويُحبه ويجد له قبولاً في نفسه .[تفسير الشعراوي (ص: ٥٦٧٤)]. فهنا كان “الماء” وسيلة نجاة لموسى من القتل
المشهد الثاني: مشهد النجاة من حر العطش
لا فرق بين حر ووهج السيف وحر العطش فكلاهما سلاح قاتل، بل حر العطش أقوى وأمضى وأشد تعذيبًا من الصارم البتار، ومما أيد الله تعالى به سيدنا موسى وجنده تفجير الماء بضرب الحجر بالعصى قال الله تعالى {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ الله وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [البقرة: ٦٠]
ومعنى الآية الكريمة: واذكروا يا بني إسرائيل وقت أن أصاب آباءكم العطش الشديد وهم في صحراء مجدبة، فتوسل إلينا نبيهم موسى -عليه السلام- في خشوع وتضرع إلى الله أن يمدهم بالماء الذي يكفيهم، فأجبناه إلى ما طلب، إذ أوحينا إليه أن اضرب بعصاك الحجر ففعل، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا بمقدار عدد الأسباط، وصار لكل سبط منهم مشرب يعرفه ولا يتعداه إلى غيره، وقلنا لهم: تمتعوا بما من الله به عليكم من مأكول طيب ومشروب هنيء رزقكم الله إياه من غير تعب ولا مشقة، {وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأرض مُفْسِدِينَ} فتتحول النعم التي بين أيديكم إلى نقم وتصبحوا على ما فعلتم نادمين .(الوسيط لسيد طنطاوي (ص: ١٠٠)]
المشهد الثالث: مشهد النجاة من فرعون وجنده
وهنا في ذلك المشهد يبين الله تعالى عتو وعلو فرعون الذي خرج بحده وحديده وقضه وقضيضه يحاد الله وموسى عليه السلام في جيش جرار أراد به أن يستأصل موسى وقومه ولنترك المشهد القرآني يحدثنا عن تلك الأحداث العظام {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ . إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ . وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ . وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ . فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ . كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ . فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ . فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ . قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ . فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ . وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ . وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ . ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ . إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ . وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الشعراء: ٥٣ – ٦٨]
إن في إنجاء الله لأوليائه فلم يغرق منهم أحد، وإغراقه لأعدائه فلم يخلص منهم أحد – آيةً عظيمة وبرهان قاطع على قدرته تعالى العظيمة، وصدق رسوله ﷺ فيما جاء به عن ربه من الشريعة الكريمة والمناهج المستقيمة. فكان الماء وسيلة لهلاك فرعون: (حتى إذا أدركه الغرق …).
٥- الماء في حياة نبي الله عيسى عليه السلام
ومما أيد الله تعالى به عيسى عليه السلام – أيده بأن سخر له الماء يمشي عليه عن بكر بن عبد الله المزني قال فقد الحواريون نبيهم فانطلقوا يطلبونه فإذا هو قد انطلق نحو البحر وإذا هو يمشي على الماء فقال له رجل منهم يا نبي الله أجئ إليك! قال: نعم، فذهب يرفع رجلا ويضع أخرى فإذا هو في الماء فقال له عيسى: ناولني يدك يا قصير اليقين فلو أن لابن آدم من اليقين قدر ذرة لمشى على الماء.
عن بكر بن عبد الله المزني قال: فقد الحواريون نبيهم عيسى فقيل لهم: توجه نحو البحر فانطلقوا يطلبونه فلما انتهوا إلى البحر إذا هو قد اقبل يمشي على الماء يرفعه الموج مرة ويضعه أخرى وعليه كساء مرتدي بنصفه ومتزر بنصفه حتى انتهى إليهم!! فقال له بعضهم -قال أبو هلال ظننت أنه من أفاضلهم-: ألا أجئ إليك يا نبي الله! قال: بلى. قال: فوضع إحدى رجليه في الماء ثم ذهب ليضع الأخرى فقال: أوه غرقت يا نبي الله! قال: أرني يدك يا قصير الإيمان لو أن لابن آدم من اليقين قدر شعيرة مشى على الماء. [تاريخ دمشق – (ج٤٧: ٤٠٨)].
أيها الإخوة المؤمنين: إن الدنيا عرَضٌ حاضر، يأكل منه البر والفاجر، وإن الآخرة لوعد صادقٌ يحكم فيها ملك عادل، فطوبى لعبدٍ عمِل لآخرته وحبله ممدود على غاربه، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فتوبوا إلى الله واستغفروه وادعوه وأنتم موقونون بالإجابة.
الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله ﷺ. قاد سفينة العالم الحائرة في خضم المحيط، ومعترك الأمواج حتى وصل بها إلى شاطئ السلامة، ومرفأ الأمان.
فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما; تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما;
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا، فاللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين … وبعد:
أيها الإخوة المؤمنين
٦- الماء في حياة خاتم الأنبياء ﷺ
أما إن سألتم عن الماء في حياة سيد الأصفياء فهذا موضوع يحتاج منا إلى خطب وإلى أبحاث فقد أيد الله تعالى نبيه -ﷺ- بمعجزات قاهرات وبصوارم قاتلات ولنأخذ بعض تلك المشاهد الدالة على نبوة نبينا -ﷺ-
وكل معجزة للرسل قد سلفت
وافى بأعجب منها عند إظهار
فما العصا حية تسعى بأعجب من
شكوى البعير ولا من مشي أشجار
ولا انفجار معين الماء من حجر
أشد من سلسل من كفه جار
يحدثنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما –عن ما حدث يوم الحديبية، فقال: “عطش الناس يوم الحديبية والنبي -ﷺ- بين يديه ركوة -إناء من جلد-، فتوضأ، فجهش-يعني: أسرع- الناس نحوه، فقال: (ما لكم؟) قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك، فوضع يده في الركوة، فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا، وتوضأنا”
* ولما سئل جابر رضي الله عنه عن عددهم في ذلك اليوم قال: “لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة” متفق عليه، واللفظ للبخاري
* ويروي الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ما حدث لهم في أحد الأسفار مع النبي -ﷺ- فقد كاد الماء أن ينفد ويهلكوا في الصحراء يحدثنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن ذلك فيقول: “كنا نعد الآيات بركة، وأنتم تعدونها تخويفًا، كنا مع رسول الله -ﷺ- في سفرٍ، فقلّ الماء، فقال: اطلبوا فضلة من ماء، فجاؤوا بإناءٍ فيه ماء قليل، فأدخل يده في الإناء، ثم قال: (حيّ على الطهور المبارك، والبركة من الله) ، فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله -ﷺ-، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل” رواه البخاري