بحث بعنوان (نعمة الماء وكيف نحافظ عليها ) للشيخ رضا الصعيدي
28 يوليو، 2025
خطب منبرية

بحث بعنوان (نعمة الماء وكيف نحافظ عليها )
للشيخ : رضا الصعيدي
كيف كانت نعمة الماء من أجل نعم الله علينا؟ وكيف جعله من نعيم الجنة ؟ ولما جعله بلا لون ولا طعم ولا رائحة ؟ وكيف كان سببا في تكفير الذنوب ؟ وسبيل الرزق ؟ وما الواجب علينا ؟
ان من أجل نعم الله نعمة الماء ، وتتجلى هذه النعمة في مظاهر كثيره منها ان منه كل شي حي ، ومنه اللؤلؤ والمرجان ، منه الطهور للاستعداد العبادة بالوضوء ليكون نورا يوم القيامه ، ويستعمل في الرقية الشرعية ، ويستدل به على الوحدانية والقدرة الإلهية وخشية الله وبه الإغراق كقوم نوح وفرعون وسيل العرم وبه الاحراق كالبحر المسجور وبه النجاة كيونس عليه السلام ، استمعت الى برنامج محياي ومماتي للدكتور وليد فنيحي -ح17 موسم أول – قال فيه : تشير الدراسات الى ان اكثر الامراض التي يعاني منها البدن انما صرخات استغاثه منه لنقص المياه والعطش لشرب الماء، وان الشعور بالعطش يأتي متأخرا عن الحاجه الفعلية للماء..
وان مجرد جريان الماء على بدن الانسان يصنع له نضره عجيبة ويقتل الجراثيم … وتشير الدراسات ان ملامسه الماء لجلد الانسان بالغسل معجزة شفائيه وعلاجيه حيث تنقل شعيرات الاعصاب الدقيقه الموجوده على سطح جلد الانسان طاقه الماء لتحسين الدوره الدمويه وتساعد في تخفيف الضغط والتوتر .. واثبتت الدراسات ان الماء له قدره على تخزين المعلومات – ولذا شرعت الرقية الشرعية على الماء – وفي الماء ذاكرة ويتاثر بالطاقه ويحمل طاقه الشفاء الى كل عضو من اعضاء جسم الانسان … وعملوا تجربة على ماء زمزم – الذي يختلف عن اي ماء في الدنيا – فوجدوا له تفاعلا غريبا وخاصا لما قرئ عليه البسمله فوجدوا ان قطراته ربما تكون صوره من صور التسبيح لله رب العالمين.. واليك التفصيل
جعل الله من الماء كل شيء حي:
إن نعم الله على الإنسان لا يحدها حد, ولا يحصيها عد، قال تعالى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ )النحل18) ،ومن أجل نعم الله عز وجل على الإنسان، وأعظمها؛ نعمة ” الماء ” فلعظيم قدره وجليل أمره حفل القرآن الكريم بذكره والتنويه بشأنه في أكثر من ستين موضعا في القران الكريم، منها قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) ﴿الأنبياء ﴾..وقد ذكرت تفصيل ذلك في بحث بنفس الاسم .
يسقى بماء واحد :
وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)
جعله في مخازن الأرض :
وقال تعالى: { وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ } ﴿المؤمنون: ١٨﴾، فملأ الأرض بالمياه الجوفية ليجد الناس ماء ربهم عندما تخوي الآبار.
سريان الينابيع في الأرض:
قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ) ﴿الزمر: ٢١﴾.
لم يجعله مقتصرا في ملكيته على أحد :
فالماء ليس ملكاً لأحد بل هو منة وعطية للخالق – عز وجل- للناس جميعاً فيقرر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك صراحة في حديثه الصحيح «إن الناس شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار» .. (سنن ابن ماجه).
ليس له لون ولا طعم ولا رائحة:
ولو كان للماء طعم لأصبحت كل المأكولات من الخضار والفواكه بطعم واحد وهو طعم الماء فكيف يستساغ أكلها؟!! {يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}( الرعد: 4) ؛ ولو كان للماء رائحة لأصبحت كل المأكولات برائحة واحدة فكيف يستساغ أكلها بعد ذلك؟! لكن حكمة الله فى الخلق اقتضت أن يكون الماء الذى نشربه ونسقى به الحيوان والنبات ماء عذبًا أى بلا لون ولا طعم ولا رائحة.
أننا بالماء نستبيح فعل بعض العبادات والطاعات:
فالصلاة لا تصح إلا بالطهارة المائية، أو الترابية عند فقد الماء أو تعذر استعماله، قال (صلى الله عليه وسلم): (لَا تُقْبَلُ صَلَاةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ وَلَا صَدَقَةٌ مِنْ غُلُولٍ…)(رواه مسلم).
تكفير الذنوب:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ – أَوِ الْمُؤْمِنُ – فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ – أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ -، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ -، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مَعَ الْمَاءِ – أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ – حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ» ([1])
جريان السفن عليها:
قال تعالى: ( اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ) ﴿ابراهيم: ٣٢﴾
أصل المعاش وسبيل الرزق:
يقول عمر رضي الله عنه: ( أينما كان الماء كان المال، وأينما كان المال كانت الفتنة)، فلا شراب إلا بماء، ولا طعام إلا بالماء، ولا دواء إلا بالماء ولا نظافة إلا بالماء، ثم لا زراعة إلا بالماء، بل ولا صناعة إلا بالماء؛ ولم تنقص قيمته لا بتقدم الإنسانية ولا بتخلفها، بل لقد زادت أهميته ثم زادت، حتى صاروا يتحدثون عن الأمن المائي والصراع على موارد المياه ومصادرها ومنابعها.
الماء من جنود الله :
يسخرها كيف شاء فتارة يكون لنصرة قوم وتارة يكون لهلاك قوم وتارة أخرى يكون معجزة لنبي من الأنبياء وهكذا…
كيف أهلك الله قوم نوح ؟ بالماء ..
وكيف حمل موسى وهو في المهد ؟ على الماء ..
وكيف أرسل الله عليهم سيل العرم؛ فانهار السد واجتاح الماء بلادهم واجتث زروعهم وثمارهم وأتلف أموالهم ومحاصيلهم، فتحولت أفراحهم أتراحا؟
وكيف اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ؟
وكيف أغرق الله فرعون ؟
وفي ليلة بدر (… وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11)) الأنفال:11.
وتذكر نبع الماء لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..
وتذكر أن في صدر سورة الطور أقسم سبحانه بجملة من آياته الكونية تأكيداً على وقوع عذابه بالكافرين، ووعده بالجنات للمتقين، ومن جملة ما أقسم به سبحانه قوله عز وجل: {والبحر المسجور} (الطور:6)..
وهو من عذاب أهل النار:
قال تعالى: (وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً) [الكهف:29] ، قال ابن عباس: المهل الماء الغليظ، مِثْلُ دُرْدِيِّ الزَّيْتِ.
تأثير القرءان على الماء :
قراءة القرآن في الماء ، فيه حديث مختلف في صحته ، وهو حديث ثابت بن قيس الآتي ، وهو مروي عن جماعة من السلف ، وكذلك كتابته في إناء ونحوه وغسله بالماء ، ثم شربه أو الاغتسال به .
قال ابن القيم رحمه الله : “ورخص جماعة من السلف في كتابة بعض القرآن وشربه ،وجعل ذلك من الشفاء الذي جعل الله فيه ” انتهى من “زاد المعاد” (4/ 358)…يقول الدكتور عبد الدائم الكحيل :
يتحدث بعض العلماء اليوم عن الطبيعة العجيبة للماء وأنه يتأثر بالكلام الذي يتردد حوله، وقد قام عالم ياباني بهذه التجربة فأثبت أن الماء عندما نؤثر عليه بكلمات جميلة يتأثر وتتشكل بلورات شكلها جميل (بعد تجميده على شكل ثلج طبعاً)، والعكس صحيح حيث وجد أن البلورات يكون شكلها قبيح مع قراءة الكلمات القبيحة على الماء.
والنبي كان يقرأ باسم الله على أي شيء يشربه أو يأكله، بل كان يستعيذ بالله من شر المخلوقات وكان يستعيذ بالله من شر الشيطان، مع أننا لا نرى الشيطان والعلم لا يعترف بوجود الشيطان، وهذا لا يعني أن الشيطان غير موجود!
بل إن كل شيء وكل ذرة من ذرات هذا الكون تسبح الله تعالى، ولذلك فهي تتأثر بكلام الله تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44].
جعله من نعيم أهل الجنة :
وقال تعالى: (وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا) ﴿الانسان: ٢١﴾، وشراب الجنة ليس مثل شراب الأرض، بل “شراباً طهوراً” (الإنسان 21:76)، أي سيعملُ على تطهير المؤمنين من أنواع الحسد والحقد والغل والأذى وسائر الأخلاق الرَّديئة. وأكثر أنواع الشّراب التي ذكرها القرآن هي الخمر، فالمؤمنون سيشربون من “كأسٍ مِنْ معين” إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)……وما أنواع المياه في الجنة ؟؟ … منها (( السلسبيل والتسنيم والزنجبيل والكافور والخمر واللبن والعسل وماء الانهار الجارى )) ، وقال تعالى: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ) محمد.
الواجب علينا تجاه نعمة الماء :
حفظ النعمة بالشكر :
قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (إبراهيم 7)، وعَن أبي أيوبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَكَلَ أَوْ شَرِبَ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَ وَسَقَى وَسَوَّغَهُ وَجَعَلَ لَهُ مخرجا» ([2]) …وهذا النعيم سيسأل عنه الإنسان يوم القيامة فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ – يَعْنِي العَبْدَ مِنَ النَّعِيمِ – أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ نُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ، وَنُرْوِيَكَ مِنَ المَاءِ البَارِدِ ) ([3])، ولقدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-حَفِيّاً بنِعْمَةِ اللهِ يُعَظِّمُها ويَشكرُها، وما أَكْثَرَ الدَّعَواتِ التي كانَ يَدعُو بِها رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-حِيْنَ يَفرُغُ مِنْ طَعامِهِ إِذَا طَعِمَ وشَرابِهِ إِذَا شَرِبَ، فكانَ إذا فَرَغَ مِنْ طعامهِ وشرابهِ قال: ((الحَمدُ للهِ الذي أَطعمنا وسَقَانا وجعلَنا مُسلِمِين))، وجاءَ في رِوايةٍ: كانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-إذا أَكَلَ أو شَرِبَ قالَ: ((الحمدُ للهِ الذي منَّ علينا وهدانا، وأشبعنا وأروانا، وكلَّ الإحسانِ آتَانا))، وكانَ إِذَا شَرِبَ الماءَ قالَ: ((الحمدُ للهِ الذي سقَانا عَذْباً فُرَاتاً بِرَحْمَتِه، ولم يَجعلْهُ مِلْحاً أُجاجاً بِذُنُوبِنا))، إِنَّ هذهِ البَشَاشةَ التي يَستَقْبِلُ بِها رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-نِعْمَةَ الماءِ وشُكرَ مُسدِيها الأعلى جلَّ شأنُه لها أَعْظَمُ دَلاَلةٍ على أَهَمِّيَّةِ هذهِ النِّعْمَةِ العَظِيمَة.
واستمع إلى هذا الخبر روى عن داود عليه السلام أنه قال)أي رب كيف لي أن أشكرك وأني لا أصل شكرك إلا بنعمتك قال فأتاه الوحي أن يا داود أليس تعلم أن الذي بك من النعم مني قال بلى يا رب قال فإني أرضي بذلك منك ).
نعمة كبيرة تستوجب الشكر.. شربة الماء هذه ان منعت عنك بكم تفديها…؟ وإن شربتها وحُبست بداخلك بكم تفديها ..؟
أصيب الرجل العجوز صاحب الـ 80 عاماً بإحتباس فى البول .. ذهب ابناؤه به إلى المستشفى فقام الطبيب المعالج بتركيب قسطرة لوالدهم فخرج البول وذهب وجع الوالد .. شكر الأبناء الطبيب ثم التفتوا إلى والدهم فوجدوه غارقاً فى البكاء .. اخذوا يهدئونه ويسألونه عن سبب بكائه بعد إنتهاء الالم فأجاب من وسط دموعه : ساعدني الطبيب مرة واحدة فقط و استشعرنا فضله و معروفه و شكرناه كثيرًا ، و ثمانون عامًا يغمرني الله – جل جلاله – بكرمه و إحسانه و ستره و بدون الحاجة إلى أي عملية و لم نستشعر فضله!
استجلاب الماء باستغفار الله:
قال تعالى: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تتولوا مجرمين) هود.
وجاء رجل إلى الحسن البصري فقال له: إن السماء لم تمطر !! فقال له الحسن البصري: استغفر الله. ثم جاء رجل آخر فقال له: اشكوا الفقر!! فقال له الحسن البصري: استغفر الله. ثم جاء ثالث فقال له: امرأتي عاقر لا تلد!! فقال له الحسن البصري: استغفر الله. ثم جاء رابع فقال له أجدبت الأرض فلم تنبت !! فقال له الحسن البصري: استغفر الله. فقال الحاضرون للحسن البصري: عجبنا لك أو كلما جاءك شاك قلت له استغفر الله؟! فقال لهم الحسن البصري ما قلت شيء من عندي وقرأ قوله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} (نوح 10- 12 ).
الاستقامة على أمر الله والحذر من الذنوب :
قال تعالى:{ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً}[الجـن:16].
ومن السنة ما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ: لَوْ أَنَّ عِبَادِي أَطَاعُونِي لَأَسْقَيْتُهُمْ الْمَطَرَ بِاللَّيْلِ وَأَطْلَعْتُ عَلَيْهِمْ الشَّمْسَ بِالنَّهَارِ ؛ وَلَمَا أَسْمَعْتُهُمْ صَوْتَ الرَّعْدِ ” ( أحمد والحاكم وصححه ).
وعن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا مَعْشَرَ المهاجرينَ ! خِصالٌ خَمْسٌ إذا ابتُلِيتُمْ بهِنَّ ، وأعوذُ باللهِ أن تُدْرِكُوهُنَّ : لم تَظْهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قَطُّ ؛ حتى يُعْلِنُوا بها ؛ إلا فَشَا فيهِمُ الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تَكُنْ مَضَتْ في أسلافِهِم الذين مَضَوْا ، ولم يَنْقُصُوا المِكْيالَ والميزانَ إِلَّا أُخِذُوا بالسِّنِينَ وشِدَّةِ المُؤْنَةِ ، وجَوْرِ السلطانِ عليهم ، ولم يَمْنَعُوا زكاةَ أموالِهم إلا مُنِعُوا القَطْرَ من السماءِ ، ولولا البهائمُ لم يُمْطَرُوا …. الخ الحديث ” (ابن ماجة والبيهقي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي).
لذلك كان الحسن البصري -رحمه الله- إذا رأى السحاب قال: في هذه والله رزقكم، ولكنكم تحُرمونه بخطاياكم وذنوبكم. وقال الله تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات:22]، فالرزق المطر، وما توعدون به الجنة، وكلاهما في السماء.
ومن أقوال السلف : قال مجاهد: إن البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السَنَة – أي : القحط – وأمسك المطر , وتقول : هذا بشؤم معصية ابن آدم . وقال عكرمة : دواب الأرض وهوامها ، حتي الخنافس ، والعقارب يقولون : مُنعنا القطر بذنوب بني آدم .
ولذلك كان المسلمون على تعاقب العصور والأزمان ينظرون إلى تأخر المطر وقحط السماء وجدب الأرض على أنه نوع من العقوبة الإلهية بسبب الذنوب والمعاصي والسيئات فيبادرون إلى التوبة والإنابة إلى الله.
وقد خرج أهل دمشق يستسقون وفيهم بلال بن سعد فقام فقال : يا معشر من حضر ألستم مقرين بالإساءة ؟ قالوا : نعم ، قال : اللهم إنك قلت : { ما على المحسنين من سبيل } ، وقد أقررنا بالإساءة ، فاعف عنا واسقنا ، فسُقي الناس يومئذ بإذن الله …
الإكثار من الصدقات:
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِفَلاَةٍ مِنَ الأَرْضِ ، فَسَمِعَ صَوْتاً في سَحَابَةٍ : اسقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ فَأفْرَغَ مَاءهُ في حَرَّةٍ ، فإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدِ اسْتَوْعَبَت ذَلِكَ الماءَ كُلَّهُ ، فَتَتَبَّعَ المَاءَ ، فإذَا رَجُلٌ قَائمٌ في حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الماءَ بِمسحَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ : يَا عَبْدَ اللهِ، ما اسمُكَ ؟ قال : فُلانٌ للاسم الذي سَمِعَ في السَّحابةِ ، فقال له : يا عبدَ الله ، لِمَ تَسْألُنِي عَنِ اسْمِي ؟ فَقَالَ: إنِّي سَمِعْتُ صَوتْاً في السَّحابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ، يقولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلاَنٍ لاسمِكَ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا، فَقَالَ: أمَا إذ قلتَ هَذَا، فَإنِّي أنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، فَأتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ، وَآكُلُ أنَا وَعِيَالِي ثُلُثاً، وَأردُّ فِيهَا ثُلُثَهُ » ([4]).
التصدق به فهو من الصدقات الجارية:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا علمه ونشره وَولدا صَالحا تَركه ومصحفا وَرَّثَهُ أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ أَوْ صَدَقَةً أخرجهَا من مَاله فِي صِحَّته وحياته يلْحقهُ من بعد مَوته» ([5]) …
قال بعض التابعين: “من كثرت ذنوبه فعليه بسقي الماء” ( تفسير القرطبي )…ومن فضائل سقي الماء أيضاً أن يسقيه الله من الرحيق المختوم في الجنة، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” أَيُّمَا مُسْلِمٍ كَسَا مُسْلِمًا ثَوْبًا عَلَى عُرْيٍ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ خُضْرِ الْجَنَّةِ؛ وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ أَطْعَمَ مُسْلِمًا عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ؛ وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ سَقَى مُسْلِمًا عَلَى ظَمَإٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ “. ( أحمد وأبو داود والترمذي ) .
، فعَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: أَنَّ أُمَّهُ مَاتَتْ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ، أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «سَقْيُ الْمَاءِ». (أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه )؛ قال الإمام القرطبي في تفسيره مُعَلِّقًا على هذا الحديث: ” دل على أن سقي الماء من أعظم القُرُبَات عند الله تعالى” ..حتى ولو كانت هذه الشربة لحيوان أو طير أو غيرها فقد غفر الله لرجل لأنه سقى الكلب.
المحافظة عليها وعدم الإسراف في استعمالها:
قال تعالى (… وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (الأعراف 31
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ ، فَقَالَ : مَا هَذَا السَّرَفُ ؟ فَقَالَ : أَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ. ” (أحمد وابن ماجه) ؛ قال البخاري: ” بَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ فَرْضَ الْوُضُوءِ مَرَّةً مَرَّةً؛ وَتَوَضَّأَ أَيْضًا مَرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا وَلَمْ يَزِدْ عَلَى ثَلَاثٍ؛ وَكَرِهَ أَهْلُ الْعِلْمِ الْإِسْرَافَ فِيهِ؛ وَأَنْ يُجَاوِزُوا فِعْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “. (صحيح البخاري)…. انظر بحث حرمة الاسراف والتبذير في المياه.
القيت في شهر 8 -2024
القيت في أول شهر 8-2025
[1])) صحيح مسلم
[2])) صحيح سنن أبي داوود
[3])) صحيح الجامع
[4])) صحيح مسلم
[5])) مشكاة المصابيح (حسن)