بحث بعنوان : الاتحاد قوة ( بيان ثمراته والحذر من الفرقة )
للشيخ : رضا الصعيدى
لتحميل البحث pdf اضغط أدناه
الاتحاد قوه – بيان الثمرات والحذر من الفرقة
العناصر :
1- واقع مر .
2- دعائم الوحدة .
3- عواقب التفرق .
4- الواجب علينا .
المقدمة :
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)[آل عمران: 102-103].
واقع مر :
قديما قالوا:
اذا اجتمع خمس صينيين كتبوا حكمة..
واذا اجتمع خمس يابانيين اخترعوا آله..
واذا اجتمع خمس أمريكان تآمروا على العرب..
واذا اجتمع خمس فرنسيين ألفوا كتابا..
أما اذا اجتمع خمس عرب شكلوا خمس طوائف وخمس احزاب وخمس قوانين يعلن كل واحد منهم انه الرئيس دون جلسة نقاش واحده وتبدأ التحالفات ثم الخصومات ثم الفتنة ثم التكفير ثم استيراد الاسلحة ثم القتل..
تعريف الاعتصام بالله:
لغة: هو التمسُّك بما يعصمك، وما يمنعك من المحذور، ومن المخُوف، فالعصمة هي الحِمية، الاعتصام هو الاحتماءُ، والاعتصام هو الالتجاءُ.
اصطلاحا: هو التوكل علي الله وحد والالتجاء به وحده والثقة فيه وحده في كل رحال سواء كان في اليسر أو الشدة ………..
الأمر بالاعتصام بالله:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن الله يرضى لكم ثلاثاً، ويكره لكم ثلاثاً، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا. ويكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال” ( مسلم).
ما هي دعائم هذه الوحده ؟
تأليف الله لقلوب المؤمنين :
فما اجتمعت أمة الإسلام الا بفضل من الله ، قال تعالى : (وألف بين قلوبهم) ، وجمع بين قلوب المؤمنين ، وقد نزلت الآية في الأوس والخزرج، بعد التفرق والتشتت، على دينه الحق، فصيَّرهم به جميعًا بعد أن كانوا أشتاتًا، وإخوانًا بعد أن كانوا أعداء.
وقوله: (لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم) ، يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: لو أنفقت، يا محمد، ما في الأرض جميعا من ذهب ووَرِق وعَرَض، ما جمعت أنت بين قلوبهم ، ولكن الله جمعها على الهدى فأتلفت واجتمعت، تقوية من الله لك وتأييدًا منه ومعونة على عدوك…[تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (14 / 45) ]
وحدة الدين :
دعاهم جميعًا للدخول في الإسلام:
﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض ﴾ [الأعراف: 158].
لذا قال تعالى:[وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا](آل عمران: 103).
وحبل الله هو الطاعة والجماعة، وهو القرآن، وهو الإخلاص والتوحيد، وهو الإسلام، كما قال المفسرون، وهذا شيء في النهاية واحد، سُمِّيَ ذلك حبلاً؛ لأن الممسك به ينجو كالمتمسك بالحبل في بئر وغيره، تمسكوا بحبل الله، السبب الذي يوصل إلى الله سبحانه وتعالى، وينجِّيكم.
فالله واحد ، وكتابه القرءان واحد ، وكذلك سنة نبيه محمد صلوات الله عليه ،وقبلتنا واحدة ، كما شرعت لنا صلاة الجماعة ، وكذلك فقد بعث الله الأنبياء بالاجتماع، ووحدة الصف: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ)[الشورى: 13].قال البغوي رحمه الله: “بعث الله الأنبياء كلهم بإقامة الدين والألفة والجماعة، وترك الفرقة والمخالفة”.
ثمرات الاتحاد :
ظهور المسلمين كالجسد الواحد :
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن مواجهة المسلمين للمحنة إذا نزلت ببعضهم، وعن البلاء إذا حل بطائفة منهم: “مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المؤمن لِلْمؤْمن كالبُنْيان يَشُدُّ بَعْضُه بَعْضا، ثُمَّ شَبّك بين أَصابعه) رواه البخاري. قال ابن بطال في شرح الحديث: “تعاون المؤمنين بعضهم بعضاً في أمور الدنيا والآخرة مندوب إليه بهذا الحديث، وذلك من مكارم الأخلاق”. وقال ابن حجر: “المعاونة في أمور الآخرة، وكذا في الأمور المباحة من الدنيا مندوب إليها”. وقال ابن عثيمين: “والأمة الإسلامية أمة واحدة، يجب أن يعتقد كل إنسان أنه لبنة في سور قصر مع إخوانه المسلمين لقول النبي صلى الله عليه وسلم:المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا”.
وحدة ضد العصبيات، وإزالة الفوارق:
وهي التي تباعد بينهم، وبيَّن لهم أنهم جنس واحد، ومن عائلة واحدة، أبوهم آدم، وأمهم حواء، ولا فضل لشعب على شعب، ولا لأحد على أحد إلا بالتقوى، وأنهم متساوون أمام الله ودينه.
قال الحبيب محمد – صلى الله عليه وسلم -: ((الناس كلهم بنو آدم وآدم من تراب)) ( )، ولا نجد نداءً في القرآن خاصًا بالعرب، إنما النداء؛ إما بقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ﴾ [البقرة: 21]، فيعم الإنسانية كلها، أو بقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [البقرة: 104]، فيعم المؤمنين ويخصهم…. قال تعالى: ﴿ وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مَنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [سورة الأنعام : الآية 52] .
تحقيق الألفة والعدالة والمحبة والتآخي :
فالاجتماع سيحقق كل هذه المعاني عندما نصلي في مسجد واحد ، ونقف في صف واحد ، نركع جميعا ، نسجد جميعا ، نحج جميعا ، كل هذا فيه معنى الترابط والتلاحم والألفة ، وعدم التفريق بين المسلمين .
القضاء على العصبية القبلية ، فإننا إذا اجتمعنا في المسجد صلى فيه الجميع الكبير والصغير والشريف والوضيع والغني والفقير ، كلهم يخضعون ، يسجدون لله – سبحانه وتعالى – فالعلاقة بيننا هي علاقة الدين ، كما قال سلمان الفارسي – رضي الله عنه – :
أبي الإسلامُ لا أبَ لي سواه إذا افتخروا بقَيْس أو تَمِيم
قال الإمام الشافعي:
الناسُ من جِهة التِّمثالِ أكْفاءُ
** أَبوهمُ آدمُ والأُمُّ حوَّاءُ
فإنْ يَكُنْ لَهُمُ في أصْلِهم شَرَفٌ
** يُفاخِرون به فالطِّين والمَاءُ
ما الفخْرُ إلا لأهْل العِلْم إِنَّهُمُ
** على الهُدى لمَن استهْدَى أَدِلاَّءُ
ففُزْ بعلمٍ تَعِشْ حيًّا به أبَدًا
** فالناسُ موْتَى وأهْل العلْمِ أحْيَاءُ
الامتثال لأمر الله:
قال تعالي “﴿ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (سورة الحج: 78).
النصر على الأعداء ، ومواجهة التحديات والاستخلاف في الأرض:
فالنصر والاستخلاف في الأرض بني على وحدة الايمان ووحدة الصف ، قال تعالي “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ” النور.. وقال تعالى ” أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20)” .
قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) ﴾ الروم ، وقال تعالى: ﴿ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ الروم ، فبين الله تعالى أن النصر للمؤمنين ولم يقل لمؤمن واحد.
نصر الله لمن ينصره: قال تعالي” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) “محمد
وقال تعالى ” كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21) سورة الحشر.. وقال تعالى ” وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)” سورة الصافات.
فنحن إذا اجتمعنا نستطيع أن نصمد أمام التحديات العصرية ، ولن تستطيع الأمة أن تواجه هذه التحديات إلا بالاجتماع .
ولذلك يسعون بكل جهودهم وطاقاتهم إلى تمزيق وحدتهم وجعلهم متفرقين دولاً وأحزاباً وجماعاتٍ متشاحنةً متحاربةً يقتل بعضهم بعضاً ؛ وقد صرحوا بهذا الحقد والحسد على وحدة المسلمين واجتماعهم في كتبهم واجتماعاتهم ومؤتمراتهم، ففي بروتوكولات (حكماء صهيون) قالوا: ” إننا لن نستطيع التغلب على المسلمين ما داموا متحدين دولاً وشعوباً تحت حكم خليفة واحد ، فلا بد من إسقاط الخلافة وتقسيم الدولة الإسلامية إلى دويلات ضعيفة لا تستطيع الوقوف في وجهنا فيسهل علينا استعمارها “.
كم يستغيث بنا المستضعفون وهـم ** قتلى وأسرى فما يهتز إنســــان
ماذا التقاطع في الإسلام بينـكــم ** وأنتم يا عبــاد اللـه إخـــوان
ألا نفوس أبيّات لهـا هـمـــم ** أما على الخير أنصار وأعــوان
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهمُ ** أحال حالهمْ جورُ وطُغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم ** واليومَ هم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ ** عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ ** لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما ** كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت ** كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً ** والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ ** إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
إظهار وحدة وعظمة الإسلام :
انها أمة واحدة ورب واحد …قال تعالى: (وإنَّ هَذِهِ أُمَّتكُمْ أُمَّة وَاحِدَة وَأَنَا رَبّكُمْ فاتقون) المؤمنون قال تعالى: (إنَّ هَذِهِ أُمَّتكُمْ أُمَّة وَاحِدَة وَأَنَا رَبّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) الأنبياء.
وهذا هو ما وصفهم به المقوقس ملك مصر في خطاب له وجهه إلى هرقل الروم فقال ( والله أنهم على قلتهم وضعفهم أقوى وأشد منا على كثرتنا وقوتنا أن الرجل الواحد يعادل مائة رجل منا ، ذلك لأنهم قوم الموت احب لهم من الحياة يقاتل الرجل منهم وهو مستبسل ويتمنى ان لا يرجع إلى أهله ولا إلى بلده ولا إلى داره ويرون أن لهم أجراً عظيماً فيمن قتلوا منا ويقولون أن قتلوا أدخلوا الجنة ونحن قوم نكرة الموت ونحب الحياة فكيف نستقيم نحن وهؤلاء وكيف صبرنا معهم ) هذا ما فعله الإيمان وفعلته العقيدة بقوم آمنوا بالله ورسوله وبذلوا كل شيء لله مقابل الجنة ورضوان الله ففازوا في العاجل والآجل ورضى الله عنهم ورضوا عنه ( أولئك حزب الله ألا أن حزب الله هم المفلحون ) .
تحقيق البركة :
روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يد الله مع الجماعة”، وله من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله لا يجمع أمتي”، أو قال: “أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة ” والحديث صحيح كما في صحيح الجامع برقم (1848)…
وقال عليه الصلاة والسلام: “الجماعة بركة، والفرقة عذاب”…قال ابن مسعود: “يا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة؛ فإنهما..” السبيل في الأصل إلى حبل الله الذي أمر به، وإنما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة”.وهذه الفرقة تعطيل، وهذه الفرقة هلاك، وقد قال تعالى: (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)[الأنفال:46].
فهي سبب الهزيمة والفشل.(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)[الأنعام: 159].فهؤلاء ليسوا من الجماعة؛ لأنهم فرقوا دينهم، وافترقوا عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.والأمة محتاجة لوحدة الصف، وهذا أمر فطري تتعلق به أفئدة جميع المسلمين، وخاصة عندما يظهر تكالب الأعداء، وإذا كان الاجتماع ضرورياً في كل وقت وحين، فالأمة اليوم أحوج إليه بكثير من ذي قبل.
والتاريخ خير شاهد على ذلك، اتحدَّ المسلمون في غزوة بدر، فانتصروا بإذن الله.
وشرح هذا المعنى أحد الحكماء لأولاده؛ ليُلقنهم درسًا في الاتحاد، فقدم إليهم حُزمة من العصي قد اجتمعت عيدانها، فعجزوا عن كسْرها، فلما فُكَّ الرباط، وتفرَّقت الأعواد، تكسَّرت واحدًا واحدًا..
كُونُوا جميعًا يا بَنيّ إذا اعتَرى
** خَطْبٌ ولا تتفرَّقوا آحادَا
تأبَى العِصِيُّ إذا اجْتمعْنَ تكسُّرًا
** وإذا افْتَرَقْنَ تكسَّرت أفْرادَا
-طرد الشيطان وإغاظته :
لأنه يَهُمّ بالواحد ، وهو عن الاثنين أبعد ، عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – ، قال : سمعت رَسُول اللهِ – صلى الله عليه وسلم – ، يقول : (( مَا مِنْ ثَلاثَةٍ فِي قَرْيةٍ ، وَلاَ بَدْوٍ ، لا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلاَةُ إلاَّ قَد اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِم الشَّيْطَانُ . فَعَلَيْكُمْ بِالجَمَاعَةِ ، فَإنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ مِنَ الغَنَمِ القَاصِيَة )) ( ) . يعني أن الذئب إذا انفردت الماعز ، أو الضأن أكلها ، فإذا كانت في جماعة ضعف عن ذلك ، فكذلك الإنسان إذا اجتمع مع إخوانه ، فإن هذا يضعف الشيطان .
الحفظ من الشيطان الرجيم: قال تعالى: “إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ”
وقال عليه الصلاة والسلام: “عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة؛ فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة”.
والاجتماع من سمات أهل السنة وصفاتهم، فهم يحرصون عليه، ويدعون إليه، كما قال الطحاوي رحمه الله: “ونرى الجماعة حقاً وصواباً، والفرقة زيغاً وعذاباً” .
قال شيخ الإسلام: “والخير كل الخير في اتباع السلف الصالح، والاستكثار من معرفة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتفقه فيه، والاعتصام بحبل الله، وملازمة ما يدعو إلى الجماعة والألفة، ومجانبة ما يدعو إلى الخلاف والفرقة، إلا أن يكون أمراً بيناً قد أمر الله ورسوله فيه بأمر من المجانبة، فعلى الرأس والعين”.وهذا يقتضي -أي الالتزام بالجماعة- الالتزام بطريقة السلف الصالح من الصحابة والتابعين، وسلوك نهجهم، والسير على دربهم؛ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: “الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك”.
وقال نعيم بن حماد: “إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد، وإن كنت وحدك؛ فإنك أنت الجماعة”.
عواقب التفرق :
التفرق سبب للعذاب:
عن النعمان بقمر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الجماعة رحمة الفرقة عذاب» ( ).
سبب لدخول النار:
فعَنْ أَنَسِ بن مالك رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ»
الخروج من الإسلام:
عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه”
نهاية الفرقة الضعف والهزيمة :
قال تعالى “ولاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ” الأنفال 46.
يقول الله تعالى في سورة آل عمران: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) ……. فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107)}[آل عمران].
نقل الحافظ السيوطي في “الدر المنثور” في سبب النزول هذه الآيات جملة آثار عن بعض الصحابة والتابعين، أكثرها تفصيلا: ما أخرجه ابن اسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن زيد بن أسلم قال: مر شاس بن قيس ـ وكان شيخا قد عسا في الجاهلية، عظيم الكفر، شديد الضغن على المسلمين شديد الحسد لهم ـ على نفر من أصحاب رسول الله (ﷺ) من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم، يتحدثون فيه، فغاظه ما رأى من إلفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية فقال: قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد، والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار، فأمر فتى شابا معه من يهود، فقال: اعمد إليهم فاجلس معهم، ثم ذكرهم يوم بعاث، وما كان قبله، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار، وكان يوم بعاث يوما اقتتلت فيه الأوس والخزرج وكان الظفر فيه للأوس على الخزرج، ففعل فتكلم القوم عند ذلك، وتنازعوا وتفاخروا، حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب، أوس بن قيظي أحد بني حارثة من الأوس، وجبار بن صخر أحد بني سلمة من الخزرج، فتقاولا، ثم قال أحدهما لصاحبه: إن شئتم والله رددناها الآن جذعة، وغضب الفريقان جميعا، وقالوا: قد فعلنا، السلاح السلاح، موعدكم الظاهرة ـ والظاهرة الحرة ـ فخرجوا إليها، وانضمت الأوس بعضها إلى بعض، والخزرج بعضها إلى بعض، على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية.
فبلغ ذلك رسول الله (ﷺ) فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين من أصحابه حتى جاءهم فقال: يا معشر المسلمين الله الله، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟ أبعد إذ هداكم الله إلى الإسلام، وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر، وألف به بينكم، ترجعون إلى ما كنتم عليه كفارا، فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان، وكيد من عدوهم لهم، فألقوا السلاح، وبكوا، وعانق الرجال بعضهم بعضا، ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، سامعين مطيعين، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس، وأنزل الله في شأن شاس بن قيس، وما صنع: (قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون). إلى قوله: (وما الله بغافل عما تعملون) وأنزل في أوس بن قيظي وجبار بن صخر ومن كان معهما، من قومهما الذين صنعوا ما صنعوا: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين) إلى قوله: (وأولئك لهم عذاب عظيم).
والآيات الكريمة دعوة قوية إلى توحيد الكلمة، واجتماع الصف المسلم على الإسلام، وقد حذرت دسائس غير المسلمين، ومن طاعتهم فيما يوسوسون به، فليس وراءها إلا الارتداد على الأعقاب، والكفر بعد الإيمان.
وعبرت عن الاتحاد بالإيمان، وعن التفرق بالكفر، فإن معنى (يردوكم بعد إيمانكم كافرين) أي بعد وحدتكم وأخوتكم متفرقين متعادين كما تدل أسباب النزول.
ومن كراهية الإسلام للفرقة والاختلاف نجد رسول الله (ﷺ) يأمر بالانصراف عن قراءة القرآن إذا خشي من ورائها أن تؤدي إلى الاختلاف بين الناس.
وروى الشيخان من حديث عبدالله بن عمر أن رسول الله (ﷺ) قال: «اقرأوا القرآن ما ائتلف عليه قلوبكم فان اختلفتم فقوموا عنه) أي تفرقوا وانصرفوا حتى لا يتمادى بكم الاختلاف إلى الشر ومن المعلوم لدى المسلمين فضل قراءة القرآن وأن لقارئه على كل حرف عشر حسنات فان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأذن بقراءته إذا أدت إلى التنازع والاختلاف سواء كان في القراءة أو كيفية الأداء.
فأمروا أن يتفرقوا عند الاختلاف وان يستمر كل منهم على قراءته، فالمعنى اقرأوا القرآن والزموا الائتلاف على ما دل عليه، فإذا وقع الاختلاف أو عرض عارض شبهة يقتضي المنازعة الداعية إلى الافتراق فاتركوا القراءة وتمسكوا بالمحكم الموجب للألفة، وأعرضوا عن المتشابه المؤدي إلى الفرقة ولقد جاء في حديث آخر (فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاحذروهم) متفق عليه.
إن أفراد الأمة إذا لم يجمعهم الحق فرقهم الباطل، وإذا لم توحدهم عبادة الرحمن مزقتهم عبادة الشيطان، قيل لأحد العلماء، رحمة الله عليه أدرك المصلين في المسجد يوشك أن يتقاتلوا قال: علامَ؟ قيل: بعضهم يريد أن يصلي التراويح ثماني ركعات، والبعض الآخر يريد أن يصليها عشرين ركعة، قال: ثم ماذا؟ قالوا: هم في انتظار فتواك، فقال الشيخ إجابة عن السؤال: الفتوى أن يغلق المسجد فلا تصلى فيه تراويح لأنها لا تعدو أن تكون نافلة ووحدة المسلمين فريضة مؤكدة ولا قامت نافلة تهدم الفريضة.
الواجب علينا :
الحذر التعصب والانتصار للنفس أو لطائفة :
عباد الله: لقد ساهم التعصب المذهبي في نتائج من الفرقة التي حصلت بين المسلمين ، مع أن الأئمة أنفسهم قد حذروا من التعصب لهم.قال أبو حنيفة: “إذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين”.وقال مالك: “ما من أحد إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر”، وأشار إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: “إنما أنا بشر أخطئ وأصيب؛ فانظروا في رأيي، فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه”.وقال الشافعي: “إذا صح الحديث فهو مذهبي”.
قال تعالى: (ومَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى)[النساء:115].
قال السعدي :
أي: ومن يخالف الرسول صلى الله عليه وسلم ويعانده فيما جاء. به { مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى ْ} بالدلائل القرآنية والبراهين النبوية… {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ْ} وسبيلهم هو طريقهم في عقائدهم وأعمالهم { نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى ْ}- أي: نتركه وما اختاره لنفسه، ونخذله فلا نوفقه للخير، لكونه رأى الحق وعلمه وتركه، فجزاؤه من الله عدلاً أن يبقيه في ضلاله حائرا ويزداد ضلالا إلى ضلاله.
فلا بد من العودة إلى أهل العلم.وأيضاً أهل العلم، أهل الإخلاص، أهل التقوى، الذين يبتغون وجه الله، وإخلاص الدين، والانتماء الحقيقي للإسلام: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[فصلت: 33].هذه المفخرة الحقيقية، الانتماء إلى الإسلام، الإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن بعضهم حاول أن يختطف هذا الإسلام ليسمي الإسلام إسلامات، وأنواع من الإسلام، والمقصود بالإسلام الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام.
أبي الإسلام لا أبا لي سواه * إذا افتخروا بقيس أو تميم
ضروة المحافظة على صلاة الجماعة:
علينا أن نحافظ على صلاة الجماعة؛ لأنها من أسباب الاجتماع…قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان؛ فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية”.قال السائب: “يعني بالجماعة الجماعة في الصلاة”.والشيطان يتسلط على من يخرج عن عقيدة أهل السنة والجماعة، ومن يجتنب مساجدهم ولا يصلي معهم؛ ولذلك كان الخروج عن عقيدة أهل السنة والجماعة، وترك مساجد أهل السنة والجماعة مما يؤدي إلى الفرقة.
الحذر من البغي والحسد والهوى:
لا بد من البعد عن البغي والحسد والهوى؛ فإن كثيراً من الخلافات شخصية، شخصية! وليست عقدية شرعية، ومع ذلك تستقطب هؤلاء وهؤلاء، ويصبحوا فرَقاً متناحرة، وبعض الخلافات أسبابها دنيوية: “فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بُسطت على من كان قبلكم؛ فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم”.
نريد أمة ينصرها الله، نريد أمة نقية، نريد أمة على التوحيد، على الحق، نريد أمة اجتمعت على ما جمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عليه؛ ولذلك فلا بد من الدعوة والبيان، والصراحة في قول الحق، وأن يكون الاجتماع على ماذا؟ لا بد من توضيح، الاجتماع على ماذا؟ هذا الكتاب، وهذه السنة، الأمر واضح بين، ولا غير.
الحذر من التفرق:
إن النهي عن التفرق في قوله: (كَالذِينَ تَفَرَّقُوا)[آل عمران: 105]إشارة إلى ما حصل لغيرنا من اليهود والنصارى، وغيرهم في الافتراق، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن افتراق اليهود على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وهذه الأمة يفترض أن تكون أمة واحدة: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)[الأنبياء: 92].فلذلك جاء الإسلام بإصلاح الاجتماع عن طريق إرشاد الخلق إلى توحيد صفوفهم.
معرفة حرمة التنازع والاختلاف:
قال تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ [الأنفال: 46]، ، وقال تعالى: [وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ] (آل عمران:105) .. وإن التاريخ يشهد أن من أهم أسباب سقوط الدول على اختلاف عقائدها ومللها التفرق والاختلاف، فقد سقطت الخلافة العباسية بعد أن تفرقت الدول الإسلامية في ذلك الوقت.
وسقطت الدولة الإسلامية في الأندلس بعد أن أصبحت دويلات متفرقة متناحرة. لا همّ لأحدهم سوى الملك والسلطان ، وها هو العالم الإسلامي اليوم. .منقسم إلى دويلات متفرقة تعيش على هامش التاريخ وتتجرع ألوان الهوان بين الأمم . ورغم أنهم يمتلكون أكبر ثروات العالم . إلا أنهم مصنفون من الدول الفقيرة أو النامية كما يسمونها … والسبب في ذلك كله هو الفرقة والاختلاف.
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِى يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلاَ يَتَحَاشَ مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلاَ يَفِى لِذِى عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّى وَلَسْتُ مِنْهُ » ( )،يتحاشى : لا يفزع لذلك ولا يكترث له ولا ينفر منه.
الأمر بالإصلاح بين المؤمنين وإزالة ما بينهم من فرقة واختلاف: قال تعالى: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الحجرات: 9].
الشورى: ما كان يُقدِم على أمر إلا بعد المشورة؛ استجابة لقول الله: ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 159]، ﴿ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ﴾ [الشورى: 38].
الإعداد الجيد سبيل للنصر:
قال تعالى : ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ ( سورة الأنفال الآية : 60 )
جاءت القوة نكرة ، والتنكير شمولي ، ففي عهد النبي عليه الصلاة والسلام القوة رباط الخيل ، وبعد حين القوة المنجنيق ، وبعد حين المدافع ، وبعد حين المدرعات ، الآن الطائرات ، ثم الإعلام ، كل قوة ينبغي أن نسعى إليها ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾ ( سورة الأنفال الآية : 60 )
تم بحمد البحث بحمد الله
أخوكم