مفهوم التصوف “1 “


بقلم الشيخ : محمد مصطفى صالح

إمام وخطيب بوزارة الأوقاف

يرى البعض أن التصوفَ شطحاتٍ وخيالات فقد قرأ في بعض الكتب قصصًا عن أهل التصوف لا يحتملهُا عقل ولا يقبلُها شرع فلا يعير للتصوف اهتمامًا ولا يقيمُ له وزنًا!

 تُرى هل التصوف شطحات وخيالات وقصص وخرافات ؟! وما المفهوم الصحيح للتصوف؟

ويظن البعض أن الطرق الصوفية كالطريقة النقشبندية والقادرية والشاذلية والإدريسية وغيرهِا فرقًا دينيةٍ ومذاهبَ اعتقادية ومن أجل ذلك لا يريد أن يسلك إحداها لأنه يريد أن يكون ملتزمًا لمذهب أهل السنة والجماعة !

 تُرى هل التصوفُ فِرَقًا دينية خارجةٌ عن أهل السنة والجماعة؟!

ويرى البعض من المنتسبين للتصوف وهو كثير الأوراد والأذكار غير أنه لا ينضبط بأحكام الشريعة في معاملاته المالية بل إن للناس عنده حقوقاً لا يؤديها !!

 تُرى هل التصوفُ ورد وذكر يشفع للمريد إن هو خالف أحكام الشريعة أو اعتدى على حقوق الناس ؟! 

لقد ‏نقلت الصحابة رضوان الله تعالى عليهم القرآن والسنة وفهمها عن النبي ﷺ إلى تلامذتهم التابعين ونقلها التابعون إلى تابعيهم وهؤلاء الثلاثة أعني الصحابة والتابعين وتابعيهم يُسَمَّوْنَ القرونَ الخيريةَ الأولى لقول النبي ﷺ كما في الصحيحين “خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم”.

ثم من بعد تابعي التابعين نقل العلماء هذه العلوم لمن ورائهم وتخصص كل منهم بفن من الفنون فعلماء قراءة القرآن الكريم وتفسيره سموا القراء والمفسرين ، وعلماء الحديث سموا الحفاظ والمحدثين ، ومن تخصص بالفقه سموا الفقهاء ، ومن تخصص بعلم العقيدة سموا المتكلمين ، ومن تخصص بعلوم اللغة سموا النحْويين والبلاغيين واللغويين ، ومن تخصص بالتربية والسلوك سموا المتصوفة ، فكل هذه الأسماء لم تكن في عهد النبي ﷺ وإن كانت مسمياتُها حاضرة ومنها التصوف.

إذن مفهوم التصوف هو :

هو التحلي بآداب الشرع الظاهرة والباطنة أو قل ” هو تزكية النفس بتخليها عن الرذائل وتحليها بالفضائل أو قل هو بلوغُ مقامِ الإحسان “بأن تعبدَ الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك” هذه المعاني جاء بها القرآنُ الكريم والسنةُ النبوية الشريفة وعلمها رسولُ الله ﷺ أصحابه ومن ورائهم

او قل هو التحلي بآداب الشرع الظاهرة والباطنة علمَهُ رسول الله ﷺ بل إن رسول الله ﷺ بعث  لأجلها.

او قل هو التحلي بالأخلاق الفاضلة والتخلي عن الرذيلة المذمومة  هذا جاء به رسول الله ﷺ  القرآن والسنة.

او قل هو الإحسان بأن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك هذا ما جاءت به الشريعة هذه المعاني جاء بها القرآن والسنة وعلمها رسول الله ﷺ أصحابه ومن بعده وإن لم تكن تسمى تصوفاً.

لقد كان أحد العلماء يقول إذا كان الاسم سيحول بين الناس وبين تحقيق مراد الله فليرفع الاسم ولنعد إلى تسمية القرآن تزكيةُ النفس

قال تعالى فى سورة الشمس ” وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا” الايات من 7 حتى 10 .

وقال تعالى فى سورة الاعلى ” قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى” الايتين 14 ـ 15 .

إذا كانت المشكلة مع الاسم فليرفع الاسم المهم أن أتحلى أنا وأنت بالأخلاق الحميدة المهم أن أتحقق أنا وأنت بأوامر الشريعة ونواهيها المهم أن اصل إلى رتبة أن أعبد الله تعالى كأنني أراه وأن تفعل أنت ذلك.

وللحديث بقية أن شاء الله تعالى ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *