ذكر بعض من احوال النبى ﷺ وصاحبيه سيدى عمران بن أحمد عمران

سلسلة مقالات سيدى عمران بن أحمد عمران المالكى الشاذلى

كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يمكث ثلاثاً طاوياً ويعصب بطنه الشريف بحجر أو حجرين وينتعل بالمخصوف ويلبس المرقوع ويحلب الشاة ويركب الحمار ويلبس الصوف ويعين خادمه ويتنقد حوائج الخادم قال أنس رضى الله عنه:
“خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة سنين ما قال لى فى شيء فعلته لم فعلته ولا في شيء تركته لم تركته”

وكان يخدم أهله ويطحن على الرحي بيده الشريفة ويحمل حاجته على عاتقه من السوق، ويقول: “صاحب الشيء أحق بحمله، وكان يخفف على أصحابه “فقد كان صلى الله عليه وسلم ما خير في أمرين الا اختار أيسرهما ما لم يكن اثماً”.

ودخل عليه عمر بن الخطاب فوجده متكئاً على مخدة من ليف والحصير أثر فى جنبه الشريف فبكي وقال:
يارسول الله كسري وقيصر في نعيم ورفاهية وأنت رسول الله وهذا الحصير قد أثر فى جنبك وتتكيء على هذه المخدة!
فقال له: يا ابن الخطاب أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة. فبكي عمر وقال: رضيت يا رسول الله”

وقد تفردت كتب السير بذكر أحواله الشريفة وان شئت فراجع المواهب اللدنية أو الشفا للقاضي عياض أو الشمائل.

واشتد خوف الصديق حتى كان يشم من فيه رائحة الكبد المشوى مع قربه من رسول الله وشهادة القرآن له بالصحبة
“إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا” الاية 40 من سورة التوبة،
وقال في حقه صلي الله عليه وسلم “لو وزن ايمان الأمة وايمان أبي بكر لرجح ايمان أبي بكر” وقد أنفق ماله على رسول الله حتى نقذ فتخلل بالعباء. و بشره بالجنة وانه أول السابقين ومع ذلك لم يسترج خاطره ولم يأمن مكر الله بل قال: “لو كانت احدى رجلى داخل الجنة والأخرى خارجها ما آمنت مكر الله”.

وكان سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه كثير البكاء حتى طرق الدمع فى خديه طريقين سوداوين، وكان يقول “يا ليت أم عمر لم تلد عمر”، وكان يقول: “ياليتني كنت تبنه”، وسمع القارئ يقرأ قوله تعالى “وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ” سورة الحجر 43، فمرض ثلاثين يوماً والناس لا يعرفون سبب مرضه، وسمعه بعض أصحابه يقول لنفسه “عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بخ بخ والله ياعمر لتتقين الله أو ليعذبنك”، وكان يصوم الدهر لا يفطر حضراً ولا سفراً قوته فى اليوم والليلة ملء كفٍ من دقيق كل ذلك وغيره من تشديده على نفسه حتى كان يحاسبها كل ليلة و يضربها بالدرة  وهى السوط العريض  حتى رؤى الضرب على جسده الشريف بعد موته، مع تبشير رسول الله له بالجنة وسماعه من رسول الله أنه من الفائزين لم يستقر قراره ولم يهدأ باله، قال له بعض الناس في مرض الموت: “والله يا أمير المؤمنين انى لأرجو الا تمس النار جلدك” فقال: “والله ان من غررتموه المغرور، ليتني أخرج من الدنيا كفافاً لا علي ولا لى”، ورؤى في المنام بعد موته وقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: “كاد عرشى يهوي بي لولا أنى وجدت رباً رحيماً”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *