المستشرقين والتاثير في الحياة التأثير في الحياة الثقافية والفكرية في العالم الإسلامي

لقد حقق الاستشراق نجاحاً كبيراً في التأثير في الحياة الثقافية والفكرية في العالم الإسلامي فبعد أن كان القرآن الكريم والسنة المطهرة وتراث علماء الأمة الذين فهموا هذين  المصدرين فهما جيدا منارة يسترشد بها المسلمون في فهمهم للحياة، وعاش المسلمون على هدي من هذه المصادر في جميع مجالات الحياة، أصبحت المصادر الغربية تدخل في التكوين الفكري والثقافي لهذه الأمة ، سواء أكان في نظرتها لكتاب ربها سبحانه وتعالى ولسنة نبيها أو للفقه و العلوم الشريعة الأخرى ، أو في منهجية فهم هذه المصادر ومنهجية التعامل معها كما أثر الفكر الغربي في مجالات الفكرية الأخرى؛ كالتاريخ وعلم الاجتماع وعلم النفس وغيره من العلوم .

وقد استطاع الاستشراق تحقيق هذا النجاح بما توفر له من السيطرة على منابر الرأي في العالم الإسلامي ، فقد أنشأ الغرب العديد من المدارس في العالم الإسلامي، كما أن العديد من أبناء الأمة الإسلامية تلقوا تعليمهم على أيدي المستشرقين في الجامعات الغربية، ولما كانت بعض البلاد العربية والإسلامية خاضعة للاحتلال الأجنبي فقد مُكّن لهؤلاء الذين تعلموا في مدارسه، و تبوأوا أعلى المناصب القيادية في مجالات الحياة المختلفة .

ومن المنابر التي استطاع الغرب أن ينشر من خلالها الثقافة والفكر الغربيين وسائل الإعلام المختلفة، من الصحافة وإذاعة وتلفاز ونشر بأشكاله المتعددة، فقد أنشئت الصحف والمجلات التي تولّى رئاسة تحريرها ، أو الكتابة فيها كثير من الذين تشبعوا بالثقافة الغربية .

وكان للاستشراق دوره في مجال الأدب شعرا ونثرا وقصة، فقد استغلت هذه الوسائل في نشر الفكر الغربي العلماني وبخاصة عن طريق ما سمي ( الحداثة ) التي تدعو إلى تحطيم السائد والموروث، وتفجير اللغة وتجاوز المقدس، ونقد النصوص المقدسة، وقد استولى هؤلاء على العديد من المنابر العامة، ولم يتيحوا لأحد سواهم أن يقدم وجهة نظر تخالفهم وإلا نعتوه بالتخلف والرجعية والتقليدية وغير ذلك من النعوت الجاهزة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *