بين فكر الوهابية وضلال الإخوان.. تاهت الأمة!
11 أكتوبر، 2025
الوهابية ومنهجهم الهدام

بقلم الشيخ : محمود البردويلي المالكي
“كلمة حق في زمن التلبيس…”
الإخوان والوهابية أسهموا في مسخ عقول كثيرٍ من الناس، حتى مِمَّن ينتسبون إلى العلم الشرعي، ويزعمون أنهم أزهريون أو أشاعرة أو صوفية.
فالوهابية شككت في عقائد العلماء وفقههم وتصوفهم، فأحدثت بذلك شرخًا في وحدة الأمة، وزرعت بذور الفتنة ومزّقت الصفوف.
وأما الإخوان، فقد أفسدوا مفهوم الانتماء الوطني، وأوهموا الناس أن حب الوطن يناقض حب الدين،مع أن الدين الحنيف أمر بحب الأوطان وصيانتها، وجعل الإخلاص في خدمتها من تمام الإيمان.
إنّ الانتماء للوطن لا يناقض الانتماء للدين، بل هو من مقتضياته، لكن الحكمة مطلوبة في ترتيب الأولويات، ومعرفة واجب الوقت وتقديمه على حكم الوقت.
نصيحة:
وإن كنتَ ممن تأثر بفكر الوهابية أو الإخوان، فاعلم – رعاك الله – أن الرجوع إلى الحق فضيلة، وأن الحق لا يُعرف بالرجال، بل يُعرف بالدليل وبمنهج العلماء الراسخين.
ارجع إلى كتب الأزهر الشريف، وتأمل منهج الوسطية الذي جمع بين العقل والنقل، واحذر أن تُستدرج باسم الدين إلى طريق يُفرّق ولا يجمع، ويهدم ولا يبني.
فوالله ما أراد العلماء للأمة إلا اجتماعها، ولا دعوا إلى حب الوطن إلا لأنه من تمام الإيمان، ولا ناصروا الاعتدال إلا لأنه سبيل النجاة في الدنيا والآخرة.
وفي الختام:
أسأل الله أن يطهّر بلادنا من الفكر المتشدد، وأن يعيد إلى الأمة وعيها وبصيرتها، وأن يُعلي صوت الحق والاعتدال على كل فكر منحرف أو مضلِّل.