من أكبر الطامات: شعورك بالاستقامة وأنت لست أهلًا لها
23 سبتمبر، 2025
الوهابية ومنهجهم الهدام

بقلم الشيخ: عبد الله قدرى سعد
وأنا أطالع في تاريخ نجد لابن غنام وقفت على مصيبة كبرى، وهي كيف خرج محمد بن عبد الوهاب، فجعل نفسه ومن وافقه هو المسلم، ومن خالفه فهو كافر، ولو شهد الشهادتين!
بل إن من سار معه، ثم رأى أنه ليس على خير، حُكم عليه بأنه مرتد عن دين الله، واستُبيح دمه. وكم تقطّع القلب وأنا أقرأ عن كثرة القتلى والدماء التي أُهدرت بسبب هذا الفكر النجس.
والأعجب أن أخاه العلامة سليمان بن عبد الوهاب لما كشف زيغه، وبيّن أن ما يفعله لا يفعله مسلم، لم يجد منه إلا وعيدًا بالقتل، واتهامًا بالضلال والإضلال.
وهكذا ورثت الوهابية من أبيهم الروحي هذه القسوة وذلك الفهم العقيم، الذي لا يعرف إلا تكفير المسلمين واستباحة دمائهم باسم “التوحيد”. دعوى ظاهرها الإصلاح، وباطنها الفساد والعدوان، حتى صار الإسلام عندهم:
من وافقهم فهو داخل تحت قبة الإسلام.
ومن خالفهم فهو خارج من الدين!
هذا ما رأيناه قديمًا في تاريخ نجد، وما نراه اليوم في جماعات التطرف التي خرجت من رحم الوهابية، لا ترى إلا نفسها على الحق، وتكفر الأمة كلها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.