أفيقوا يا أهل مصر من المخطط الماسوني

بقلم فضيلة الشيخ : حسين السمنودي
إمام وخطيب ومدرس على درجة مدير عام بمديرية أوقاف القاهرة

 

المخطط الماسوني ليس خيالاً أو أسطورة من حكايات الماضي، بل هو مشروع عالمي قديم ومنظم، يهدف إلى إعادة تشكيل العالم وفق أفكار نخبة قليلة تتحكم في السياسة والاقتصاد والإعلام، وتؤمن بأنها وحدها الجديرة بالحكم والقيادة. ومنذ قرون طويلة، تتحرك هذه القوى في الظل، مستغلة الصراعات والحروب والأزمات الاقتصادية والصحية لتحقيق مصالحها.

وهذه المخططات لا تقتصر على السيطرة على بلد أو إقليم، بل تتجاوز ذلك إلى السعي للهيمنة على العالم كله، حتى لا يبقى على وجه الأرض سوى مليار إنسان، بينما يتم التخلص من باقي الشعوب بوسائل متنوعة، سواء عبر الحروب أو الأمراض أو تجويع الأمم وإفقارها. وهم يعلنون بوضوح – في كتبهم ومحافلهم السرية – أنهم “أسياد الناس” و”الشعب السامي”، وبقية البشر مجرد أدوات لخدمتهم.

الأخطر من ذلك، أن مخططاتهم تستهدف العقيدة والهوية والمقدسات، وعلى رأسها المسجد الأقصى، الذي يخططون لهدمه وإقامة ما يسمونه “هيكل سليمان” مكانه، في خطوة استفزازية تمهيداً لفرض سيادتهم الدينية والسياسية. وليس هذا فحسب، بل إن أطماعهم تمتد إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث يسعون – في خيالهم المريض – إلى محوهما من الخريطة الإسلامية وإعادة تسميتهما بـ”يثرب”،وإعادة اليهود إليها في محاولة لطمس التاريخ الإسلامي ومحو معالمه.

إن مصر، بتاريخها وحضارتها وقوة شعبها، كانت وستظل العقبة الكبرى أمام هذه المخططات قديما وحديثا وفى كل وقت وحين . لذا، فإن استهداف وعي المصريين وتضليلهم وإشغالهم بقضايا هامشية هو جزء من الحرب الناعمة التي تُشن عليهم.حتى أنهم سيسعون إلى دب الفرقة والفوضي في الملاعب الرياضية المصرية لتفريق المصريين لإحداث نوع من الغليان الشعبي بيت مناصري الفرق الرياضية . والواجب اليوم هو اليقظة، وإدراك أن المعركة ليست فقط على الحدود أو في ميادين القتال، بل هي معركة وعي، معركة الحفاظ على الدين والهوية والمستقبل.

إن من يظن أن هذه المخططات بعيدة أو غير واقعية، يكفيه أن ينظر إلى ما حدث ويحدث في منطقتنا: تدمير دول، تمزيق شعوب، تهجير ملايين، والسيطرة على ثرواتنا ومقدساتنا. كلها حلقات من نفس السلسلة.

واليوم، كل مصري مطالب بأن يكون خط الدفاع الأول، بالوعي والمعرفة، برفض الشائعات التي تصب في مصلحة أعداء الأمة، وبالتمسك بالدين والأخلاق والوحدة. فاليقظة ليست خياراً، بل فرض عين على كل من يريد أن يحيا حراً كريماً، ويحفظ لأبنائه أرضهم وعقيدتهم وتاريخهم.

إن النصر في هذه المعركة يبدأ من العقول قبل أن يكون في الميدان، ومن الوعي قبل السلاح. أفيقوا، فالمؤامرة ماضية ولن تتوقف أبدا ، ولكن عزيمة الشعوب الحرة أقوى من كل مخطط خبيث.

إن مخططات بني صهيون والماسونية العالمية ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد لقرون من التخطيط الممنهج الذي يسعى إلى السيطرة على مقدرات الشعوب، وتوجيه العالم وفق رؤيتهم الشيطانية التي تضع المال والسلطة فوق أي قيمة إنسانية أو دينية. هذه القوى لا تتحرك عشوائياً، بل تعمل بخطوات محسوبة، تبدأ بإفساد الأخلاق ونشر الانحلال، وتدمير القيم المجتمعية، وإبعاد الشباب عن دينهم وهويتهم، حتى يصبحوا فرائس سهلة لأفكارهم وأجنداتهم الخبيثة.

هم يدركون جيدا أن الشباب هم وقود الأمة وحماة مستقبلها، ولذلك يركزون جهودهم على ضرب وعيهم، عبر الإعلام الموجه، ومواقع التواصل الاجتماعي، والألعاب الإلكترونية، والأفلام والمسلسلات التي تحمل رسائل خفية لزرع التطبيع مع الباطل، وتشويه صورة الدين، وتحقير رموز الأمة، واستبدال القدوة الصالحة بنماذج هابطة. إنهم يريدون جيلاً ضعيفاً، فاقد الهوية، مشغولاً بتوافه الأمور، بعيداً عن القضايا الكبرى التي تهدد وجوده.

ولا يخفى على ذي بصيرة أن مشروعهم الأكبر هو هدم المقدسات، وعلى رأسها المسجد الأقصى، وإقامة هيكلهم المزعوم، ثم التوسع نحو مكة والمدينة، في محاولة لاقتلاع جذور الأمة من أساسها. لكن الخطر الحقيقي يبدأ عندما يغفل الشباب عن هذه الحقائق، وينشغلون باللهو والجدل العقيم، تاركين الساحة فارغة أمام أعداء لا يعرفون الرحمة.

لذلك، فإن الوعي هو خط الدفاع الأول، والتمسك بالدين والقيم هو السلاح الذي لا يمكن أن يُهزم. على كل شاب مصري وعربي ومسلم أن يدرك أن هذه المعركة ليست معركة جيوش فقط، بل معركة أفكار وعقائد وقلوب. إذا سقط الوعي، سقطت الأمة، وإذا بقي الوعي حياً، فإن أي مخطط مهما كان ماكراً سيُهزم أمام إرادة الشعوب الحرة.

إن مواجهة هذه المخططات تبدأ من البيت، من الأسرة التي تغرس في أبنائها حب الدين والوطن، ومن المدرسة التي تربي على الفهم الصحيح للتاريخ، ومن الإعلام النزيه الذي يحصن المجتمع من السموم الفكرية. فالشباب هم الأمل، وإذا وعوا حجم الخطر، فإن الماسونية وبني صهيون لن يجدوا إلى أهدافهم سبيلاً.

إنها دعوة صريحة لكل شاب وشابة: لا تكونوا وقوداً لمؤامراتهم، ولا أداة في أيديهم. كونوا حراساً لعقيدتكم، أوفياء لأرضكم، واعلموا أن الأمة التي تحمي مقدساتها وتصون تاريخها، لا يمكن لأي قوة في الأرض أن تكسرها.