( سلسلة سؤال وجواب ) يجيب عنها فضيلة أد / مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
يسأل بعض الأصدقاء هناك بعض الناس على صفحاتهم وأحيانا في فضائياتهم وجرائدهم لا هم لهم إلا الطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وحكاية ما جرى من بعضهم أو مع بعضهم على وجه النقص والذم …
ماذا نقول لهم ؟
الجواب لا شك أن من المسالك الخاطئة بل والمهلكة الخوض في الصحابة الكرام ..
ومن حمق المسلم سب أحد من الصحابة لأنه لو كان من أولى الألباب لتجنب هذا المسلك حتى لا يدخل نفسه في صفات أهل النار فإن الله تعالى يقول في صفاتهم ( ما سلككم في سقر . قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين . وكنا نخوض مع الخائضين )
وإذا كان الخوض في سيرة الناس بالباطل حراما فالخوض في سيرة الصحابة الكرام أشد حرمة وأعظم جرما ..
هذا وهناك بعض الضوابط لابد من معرفتها لكل من يتعامل مع الصحابة الكرام بأي وجه إليك أهمها مما نصت عليه دار الإفتاء المصرية
أولا : الالتزام باعتقاد أهل السنة فيهم من حبهم جميعا بلا إفراط في حب أحدهم أو تفريط في حب البعض الإخر .
وذلك كمن يغالى في حي علي رضي الله عنه فيسب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وهو صحابي جليل ..
قال الإمام الطحاوي في عقيدته المرضية ( ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم ، ولا نتبرأ من أحد منهم ، ونبغض من يبغضهم ، وبعير الخير يذكرهم ، ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان ، وبعضهم كفر ونفاق وطغيان )
ثانيا : التأكيد على حرمة جميع الصحابة لشرف صحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم والتوقير والاحترام لشخصياتهم .. وكذلك يحرم الطعن فيهم والاستخفاف بهم والتقليل من شأنهم
ثالثا : عند نقل سيرتهم يجب التحري والدقة وأن تنقل من مصادر صحيحة ، وألا ينصب المتكلم أو الكاتب من نفسه حكما عليها أو ناقدا لها ..
بل يجب الحرص على بيان دورهم المشرف في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ الدين ونقل الشريعة ونشر الإسلام .. راجع فتاوى دار الإفتاء المصرية ج 39 ص 269 – 270
رابعا : نذكر كل من يطعن في الصحابة الكرام أنه يقوم بعمل هو سبب لطرده من رحمة الله تعالى عن عبدالله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) رواه الطبراني وهو حديث حسن ، انظر صحيح الجامع رقم 6285 والسلسلة الصحيحة رقم 3340
اللهم بلغت اللهم فاشهد
تنبيه انشروا هذه الفائدة عسى أن تكون رادعا بعون الله عز وجل لمن كان دأبه سب الصحابة أو سب أحدهم .