العقاب في الإسلام

بقلم أ : أحمد عوف
باحث ماجستير علم نفس تربوي

تقويم هذا الخالي من الآداب الحسنة، سيئ السلوك، لتحويله من ولدٍ خالٍ من الآداب إلى مولودٍ مهذّبٍ مؤدّب.

وللإسلام أسلوب تربوي رائع، وسطي في التقويم، يشمل الحزم والرقة، ويتناسق مع العقاب النفسي والبدني، من غير عنفٍ ولا إفراطٍ ولا تفريط.

إنه نموذج عقابي تربوي ينبغي تدريسه وتطويره، أسلوب يتناسب مع نوع الخِلقة؛ فالله خلق فينا معاني، وخلق لنا جسدًا، وكما أن المعاني التي بداخلنا تتعاقب، يجب أيضًا أن يُعاقب الجسد عند الحاجة.

وقد فرض الله علينا في كتابه أنواعًا من العقاب، كالجلد والصيام؛ فهذا عقاب للجسد، وذاك عقاب للمعنى والنفس والغريزة التي بداخلنا.
فنجد أمامنا نموذجًا تربويًّا عقابيًّا رادعًا قويًّا، يشمل الحزم وروح التأديب.

العقاب في الإسلام:
الأصل فيه هو الرحمة والعفو، فالتجاهل لا يعني الإهمال والترك كما في بعض أنظمة التربية الغربية، التي رأت أن العقاب نوع من العنف لا وسيلة للتقويم، فاستُبدل العقاب بالإهمال، حتى صارت الرذيلة عندهم حقًّا مكتسبًا.

والعقاب في الإسلام له هدف:
التحسين والإصلاح، لا تفريغ الغضب أو ممارسة العناد.
ويجب أن يكون بالحسنى، لا بالفُحش أو إهانة النفس وإذلالها.

كما يجب أن يكون العقاب على سلوكٍ واحد بعقوبةٍ واحدة، فالتعدّد في العقوبة على فعلٍ واحدٍ ظلمٌ بيِّن.

ومن المهم أيضًا التدرج في العقاب وطريقته، مراعاةً للحال والسياق.

فلسفة العقاب في التربية الإسلامية

العقاب ليس غاية، بل وسيلة إصلاح تضبط السلوك وتحفظ الكرامة. وهو محكوم بالرفق والرحمة.

• ابن سحنون – آداب المعلمين:

العقاب محدود ومقنن؛ لا يزيد على ثلاث، ولا يكون مع الغضب؛ الأصل الرفق، والضرب آخر الحلول.

• الغزالي – إحياء علوم الدين:

الغاية إزالة العيب لا إذلال النفس؛ الطفل كالعود اللين، يبدأ التدرج بالتوجيه، فالتوبيخ، فالعقوبة الخفيفة.

• ابن خلدون – المقدمة:

الإفراط في الضرب يولّد الخوف والكذب والكسل، ويدفع إلى المكر لا الصلاح؛ التربية تقوم على التشجيع أولًا.