رحلة خمسون عامًا في طريق الله : دروس وعِبر
14 سبتمبر، 2025
منهج الصوفية

بقلم الكاتب والداعية الإسلامى الدكتور : رمضان البيه
لكل رحلة في الحياة خُلاصات ، ولا شك أن اعظم رحلة في الحياة هي رحلة سالك طريق الله تعالى ، والإرتحال إلى الله سبحانه وتعالى يتطلب الحب والصدق والإخلاص والإلتزام بمجاهدة النفس والإجتهاد في التخلص من الأمراض الكامنة فيها والتي منها الكِبر والتعالى والغرور والعُجب والبُخل والحرص والشُح والأنانية والحسد والطمع والجشع وحُب الشهوات وحُب الدنيا .
والمُرتحل إلى الله عز وجل يتقلب بين الهمة والكسل والقبض والبسط والطاعة والمعصية والوقوف على الجادة والإستقامة عليها والسقوط .
هذا ولكل صاحب رحلة تجارب وخبرة وخُلاصات يدركها بعد أن تتزكى نفسه ويطهُر قلبه ويفتح الله جل جلاله عليه فتوح العارفين به سبحانه ومن هنا وعلى أثر ذلك يُمنَح الخبرة في الطريق ولعل قول الله تعالى ” الرحمن فسأل به خبيرا ” إشارة إليه ..
هذا ومن خلال رحلتي في الله تعالى التي إمتدت على اكثر من الخمسون عاما تعلمت وأدركت الكثير والكثير ، ومما تعلمته :
أنه لا يأس أبدا من روح الله تعالى ورحمته مهما بلغت المعاصي .
وأن الصلح مع الله يأتي في لمحة .
وأن الصدق في المحبة يُقيل العثرات ويفتح باب الفضل والرحمات .
وأن الكريم لا يُضام مهما ضاقت به الأحوال .
وأن الحياة الحقة هي حياة القلوب والأرواح لا الأجساد والأشباح ويتأتى ذلك بالطاعة والذكر. .
وأدركت يقينا أن التعلق بسيدنا النبي وأهل بيته الأطهار والصالحين يفتح الأبواب المُغلقة .
وأدركت أن كل العباد يتقلبون في أقدار الله تعالى .
وأن مُراد الله سبحانه غالب على أمره وأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراده الله تعالى وأنا راحة القلب والبدن في التسليم لله عز وجل ورضاه سبحانه مبطون في رضى العبد .
وأدركت أن الكرامة في الإستقامة والعز في الطاعة ولم أرى أفضل من ساعة تمضى في ذكره تعالى وأدركت أن باب الفتح الرباني مِفتاحه في جبر خواطر العباد ولقمة في بطن جائع وكسوة لعريان وإغاثة الملهوف . وقضاء حاجة إنسان .
ولم أجد في الحياة أفضل من صُحبة الصالحين فهم أطباء القلوب ومحيوها..
ولا بد من ملازمة شيخ وراث محمدي كامل صاحب نور وبصيرة وفتح من الله تعالى فهو بمثابة الدليل والطبيب والمُعين على تزكية النفس وإصلاح القلب ومصاحبته بحسن الإعتقاد والأدب والسمع والطاعة ..