شمائل أولياء الله تعالى وأصافهم

بقلم الكاتب والداعية الاسلامى
الاستاذ الدكتور : رمضان البيه

 

بعد رحلتي في طريق الله تعالى التي إمتدت أكثر من خمسون عاما والتي أشرفت على الإنتهاء إليك عزيزي القارى خلاصة ما أثمرته الرحلة .

وجدت العز في طاعة الله تعالي وذكره والذل في معصيته تعالى والغفلة عن ذكره ، والسعيد من إستقام وأطاع وإقتدى وإهتدى بهدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وخالف النفس والهوى وتحرر من أسر الأنا والشهوات.

من هنا ليس هناك أسعد حالا وأهنأ بالا من أهل محبة الله تعالى وولايته فهم الذين زف الله تعالى لهم البشرى بالأمن والأمان والسعادة والطمأنينة في الدنيا والآخرة حيث يقول عز وجل ” ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم “

والولي هو المؤمن التقي نقي النفس طاهر القلب والسريرة وهو الذي توالت أعماله على الموافقة..أي ما يوافق ما جاء في كتاب الله تعالى وسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وهو من أسلم قلبه لله فتولى الله جوارحه والولي من قام بحق العبودية له سبحانه والدعوة إليه عز وجل.

وأصل كلمة الولى من الولاء والقرب والنصرة فولي الله هو الذي يأتمر بأوامر الله وينتهي بنواهيه ويلتزم بحدود الله تعالى وأحكامه وهو الذي يتقرب إلي الله تعالى بالنوافل وأعمال البر والمعروف والإحسان وهو المستغرق في النظر إلى آيات الله ومعرفته سبحانه وتعالى فإن نظر رآى أيات الله وإن سمع سمع كلام الله وإن نطق نطق بالثناء على الله وإذا تحرك تحرك في طاعة الله وهو الذي لا يفتر عن ذكر الله وحاله عند النعمة الشكر وعند الإبتلاء الرضا والصبر وعند القضاء التسليم والرضا بقدر ربه ومولاه .

هذا والولاية لا شك أنها تأتي على أثر توفيق الله تعالى وعنايته سبحانه منها الولاية الكسبية أي التي تكتسب على أثر المجاهدات في أعمال العبادات والطاعات والذكر لقوله تعالى ” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ” ولقول سبحانه” وما يلقاها إلا الذين صبروا..أي صبروا على الطاعة وعن المعصية وعلى البلاء..وهناك ولاية وهبية توهب من الله تعالى لقوله تعالى.. ” وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم “

وهي تأتي على أثر نظر الحق عز وجل إليهم في عالم الأرواح أو عالم الذر بعين عنايته ثم منحنهم أنوار الهداية بعدما أذن لهم بالظهور في عالم الدنيا وإلى ذلك أشار عز وجل بقوله “إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ” وقوله سبحانه. ” للذين أحسنوا الحسنى وزيادة “

هذا ومن أفضل ما ما قرأته عن أهل الولاية ما قاله العارف بالله ذي النون المصري رضي الله عنه قال :هم قوم ذكروا الله عز وجل بقلوبهم تعظيما لمعرفته بجلاله سبحانه وهم حجج الله على خلقه .ألبسهم النور الساطع من محبته ورفع لهم أعلام الهداية إلى مواصلته وأقامهم مقام الأبطال لإرادته وأفرغ عليهم الصبر عن مخالفته وطهر أبدانهم بمراقبته وطيبهم بطيب أهل مجالسته وكساهم حللا من نسج مودته ووضع على رؤوسهم تيجان مسرته. ثم أودع في قلوبهم من ذخائر الغيوب فهي معلقة بمواصلته. همومهم إليه صاعدة.وعيونهم إليه سبحانه بالغيب ناظرة .هذا ولا يصل العبد إلى محبة الله تعالى وولايته إلا بالزهد في الدنيا فلا يجتمع حب الله تعالى وحب الدنيا

اترك تعليقاً