سيدى أبو الحسن الشاذلي على قدم النبي ﷺ

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.

إن من أعظم الشرف للمسلم بعد نسبته إلى الإسلام واتباع سيدنا رسول ﷺ أن يسلك طريقا موصلا إلى الله عبر منهج إسلامي تربوي يهذب نفسه ويقوم سلوكه والحمد لله لقد كثرت هذه المناهج وتعددت طرقها وجميعها وإن تعددت أسماؤها إلا أنه قد اتحدت في جوهرها وأصولها ألا وهي مناهج التربية الصوفية في الإسلام التي تعنى بتعريف المسلم الأخلاق الكريمة السامية التي هي في جوهرها أصل رسالة النبي ﷺ التي أعلن عنها فقال : (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) وفي رواية: (( صالح الأخلاق)) . وكثير من يتوهم أن طرق المناهج الصوفية مختلفة لاختلاف مسمياتها . وذلك فهم بعيد عن الحقيقة التي يفهمها أهل هذه المناهج والتربية بل جميعها اتفقت على أصول العقيدة والعبادات ولم يخالف أحد ذلك لأنهم هم أهل السنة اعتقادا وتعبدا ومعاملات وأخلاقا .

وحري بكل مسلم كما يقلد في الاعتقاد أهل الحق من علماء العقيدة كأمثال الإمام الأشعري رحمه الله والإمام أپو منصور الماتريدي رحمه الله … وكما يقلد في مسائل العبادات والمعاملات والمسائل الفقهية العديدة أئمة المذاهب الأربعة. فحري به أن يقلد في جانب تزكية النفس وارتقاء الروح وتقويم السلوك أحدا من أهل الله من كمل الأولياء رضي الله عنهم ذلك لأن هذا على التحقيق أولى ما يبدأ به في سلوكه إلى الله تعالى لأنه الأصل والأساس في صحة كل ما سبق من منهجية العقيدة ومنهجية العبادات والمعاملات لأن تقوى الله والنفس الزكية هي التي تؤدي كل ذلك بصدق مع الله والنبي والمؤمنين .
فأصبح الأخذ بتزكية النفس وتصفيتها من علائقها وعوائقها وأدرانها فرض عين على كل مسلم عاقل بالغ مدرك لمخاطر السير في الطريق إلى الدار الآخرة .

وهاهم أهل الفضل قد سبقوا وبعناية الله إليه قد وصلوا وبالنصيب الأعظم من ميراث النبي ﷺ قد أخذوا ألا وإنه من أعظم الفخر أن نفخر بسلوكنا في منهج هذه المدرسة الزكية النورانية ( المدرسة الشاذلية) نقلد فيها وليا عظيما فردا جليلا دل على الله بأفعاله وأقواله وصدق أحواله رضي الله عنه ألا وهو مولانا وتاج رؤوسنا الإمام الشاذلي قدس الله أسراره وزاد الله أنواره . فحق لنا الفخر والافتخار ولسان حالنا ومقالنا يقول كما قال شيخنا:

بدا علينا نور العلي * لما انتسبنا للشاذلي

قطب الوجود معطي الوفود * عميم جود أغنى مالي


شيخ الرجال أهل الكمال * لذي الجلال أسمى ولي


حبر إمام شهم همام * له الهيام أبهى حلي

فهو مولانا الإمام الشيخ الكبير العارف بالله الخبير الفقيه الإمام علم العلماء بالله الأعلام معدن الأسرار وبحر العلوم والأنوارالمودع فيه درر المعارف وجواهر الحكم رفيع المقامات والأحوال السنيةالمشهور بعظيم الكرامات والمناقب العلية المعترف له بكثرة العلوم والمشهود له بالقطبية جامع الفضائل والمفاخر والمحاسن وعلوم الشريعة والحقيقة  الظواهر منها والبواطن الناشر في الكون كمال محاسن الطريقة الناطق لسان حاله بالعبر ولسان مقاله بالحكم أستاذ العارفين ودليل السالكين  السيد الأجل الكبير والقطب العارف الوارث المتحقق بالعلم الصمداني  مبدي علوم الحقيقه بعد خفاء أنوارها ومظهر عوارف المعارف بعد خفائها الشريف الحسيب النسيب ذو النسبتين الكريم العنصرين حفيد مولانا الإمام الحسن ومولانا الإمام الحسين مولانا الإمام أبو الحسن الشاذلي علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشريف الحسيب النسيب الحسني الحسيني قدس الله تعالى روحه وسقى بماء الرحمة ضريحه .

قد صفا الوقت وراق * راح محبوب وفي

وبدت أنوار حان * خمرها شرب الولي

من تحسى منه كأسا * باح بالسر الجلي

قطرة منه تخلي العبد *في أعلى علي

تدع الجاهل حبرا *نهجه نهج التقي

فاغتنم شرب حميا * لشفا الداء الدوي

واملأ الكاس شرابا * من صفا الدن البهي

واجعل الكاس كؤوسا * في غداة وعشي

إن أهل الله غابوا * في سنا الكاس السني

واستعدوا فاستمدوا * حيث جدوا في الرقي

ذاك قطب الكل يدعى * بالإمام الشاذلي

حيث أعطاه الإله * باهي الفتح الجلي

وحباه الله فضلا * دونه كل ولي

من ينل منه فليس * يوم حشر بشقي

قد نزلنا سوح فضل * إن تشا فانزل صفي

لتنال الفوز حقا * في ظلال الهاشمي

هيا يا إخوان هيا * واعزلوا لوم الخلي

وتحسوا صفو كأس * من رحيق الأندري

قالوا لماذا تحب شيخك الشاذلي ؟!
فقلت أحببت إمامي وذبت فيه حبا لأنني رأيت فيه أحوال جده النبي . فعلمت أنهم لما وصفوه فقالوا (الشاذلي على قدم النبي ﷺ) . ما كان قولهم مجاملة بل على التحقيق فرأيته نورا من نور رسول الله ﷺ وحاله كحاله فتشرفنا بحبه وافتخرنا بنسبه لأنه وريث عظيم للنبي ﷺ شبيه بحضرته في كل أحواله . وعلى قدم سيادته في أخلاقه فلله دره من ولي .
لماذا تحب الشاذلي ؟!
هذا ما نعلمه في اللقاء القادم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *