يقول السائل ما هو حكم الاحتفال بمولد النبى صلى الله عليه وسلم؟
ج – بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اما بعد.
فقد حضت الشريعة الإسلامية على اظهار محبة النبى صلى الله عليه وسلم كما فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم عندما قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : ” لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك”، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “الآن يا عمر”؛ رواه البخاري.
وكان أول محتفى ومحتفل بميلاد النبى صلى الله عليه وسلم هو نفسه صلى الله عليه وسلم فقد كان يصوم يوم الاثنين ويقول ” ذاك يوم ولدت فيه”.
وكان أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم أكثر الناس احتفاء به ومحبة له وفرحاً به وكانوا يظهرون محبته حتى ان هناك أثرا جاء فى سيرة ابن هشام عن الزهرى قال: ” فقام من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم – يقصد عروة بن مسعود الثقفي – وقد رأى ما يصنع به أصحابه ، لا يتوضأ إلا ابتدروا وضوءه ، ولا يبصق بصاقا إلا ابتدروه . ولا يسقط من شعره شيء إلا أخذوه . فرجع إلى قريش ، فقال : يا معشر قريش ، إني قد جئت كسرى في ملكه ، وقيصر في ملكه . والنجاشي في ملكه . وإني والله ما رأيت ملكا في قوم قط مثل محمد في أصحابه ، ولقد رأيت قوما لا يسلمونه لشيء أبدا ، فروا رأيكم”.
لقد كان أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم يحتفلون بالنبى صلى عليه وسلم متى رأوه أو حتى استذكروه بالصلاة والسلام عليهم وكذا خفض الصوت وشدة الانصات له فكان إذا تحدث كانوا كمن يقف على رؤوسهم الطير من شدة انصاتهم للنبى صلى الله عليه وسلم.
فالاصل فى الاشياء الإباحة وجاء فى الآية ٥٨ من سورة يونس “قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ”
وقال صلى الله عليه وسلم “يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة’ رواه البخارى.
ثم إنه من أدلة الشرع المعتبرة العرف، فلقد جرى العرف فى ديار الإسلام التوسعة على الأهل والأولاد فى مولد النبي صلى الله عليه وسلم كما أنه يكثر فيه ذكر الله تعالى وذكر مفاخره صلى الله عليه وسلم وهذا ندبت اليه الشريعة الإسلامية وحضت عليه.
ولا عبرة بقول من يقول بأن الاحتفال بالمولد بدعة وضلالة وان محبة النبى تكون باتباع أثره، فهل يا ترى من يحتفى ويحتفل بميلاد النبى لا يستن بسنة مطلقا!!
المعلوم أن المحتفلين بمولد صلى الله عليه وسلم هم أشد الناس اتباعا لسنته المطهرة واتقاهم نفوسا واطهرهم قلوبا ، يظهر ذلك فى معاملاتهم وفى سيمائهم ، كيف لا وكبار علماء الإسلام فى الأزهر الشريف وغيره احتفلوا بميلاد النبى صلى الله عليه وسلم فى كل عصر وزمان.
ونذكر بعض ما يحدث في الاحتفال بالمولد النبوى الشريف كثير من الفوائد التى اوجبها الشارع الحكيم والتى تؤدى إلى محبة النبى صلى الله عليه وسلم القائل “أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي”. رواه الترمذي.
ومن هذه الأشياء على سبيل المثال لا الحصر:
ذكر مناقب خير البرية.
الصلاة علي خير البرية.
مدح خير البرية.
اطعام الطعام وتوزيعه على الفقراء والمساكين.
التوسعة على الأهل والأولاد.
فهل كل هذا مكروه أو حرام!!
ولقد أمرنا الله تعالى بمحبة نبيه صل الله عليه وسلم لتفضيله عند الله علي سائر الانام بل والإخلاص فى محبته لانه صلى الله عليه وسلم رحمة لأمته بل لجميع الخلق فهو رحمة للعالمين
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.
والله اعلى واعلم.