رحلة الرجوع إلى الله: بين ضعف النفس ونور الهداية
5 ديسمبر، 2025
حوار مع شيخى

بقلم الكاتب والداعية الإسلامى
الدكتور : رمضان البيه
سألني أحد الأحباب قال : سيدي لقد سئمت من المعاصي وكرهتها وكلما عزمت على التوبة أضعف أمام هوى نفسي وشهواتي وأقع في المعصية وهذا الأمر يتكرر معي كثيرَا وعندما أكون في مجلسك وأسمع نصائحك ومواعظك أتألم وأبكي وأتحسر على نفسي وأشعر بخيبة الأمل في صلاح حالي وأعزم على التوبة وألتزم بصلاتي عدة أيام ثم أعود إلى المعصية مع إني أحب الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام وأحب أهل بيته والصالحين وعايز أتصالح مع ربنا وأتقرب إليه فكيف أبدأ وأتوب إليه توبة نصوح خالصة وكيف أتخلص من هوى نفسي ومن وساوس شيطاني وفتن الدنيا ؟
فقلت له :
يابُني عليك أولا : عقد نيتك بأخلاص والعزم على التوبه،
ثانيا : أبتعد نهائي عن صٌحبة السوء من شياطين الانس واهل الغفلة عن طاعة الله تعالى وذِكره ، وألزم صٌحبة الصالحين .
ثالثًا : كُن على طهارة ووضوء فالوضوء سلاح المؤمن وحافظ على الصلاة في أوقاتها ، وغٍض بصرك عن الحرام ، وتذكر دائما أن الله تعالى يراك فأستحي منه ، وألزم باب المجاهدة ، مُجاهدة أهواء النفس وشهواتها ومُجاهدة الشيطان بمخالفته وعدم الإستماع إليه وعدم إتباعه ، وتذكر أن المُجاهدة تفتح أبواب الهداية إلى السٌبل التي تُوصل إلى الله عز وجل ، حيث يقول تعالى ” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا ” .
رابعًا : كلما ضعفت ووقعت في معصية عليك بالندم والبكاء والإعتذار لله تعالى بالإستغفار وكُن طالبًا دوما من الله لإمدادات الإعانة وذلك ان تكثر من قراءة الفاتحة . وأجعل لك وردا من الذكر كل يوم فالذاكر حي والغافل ميت . فمن لم يكن له وردا من الذكر فهو مقطوع عن الله سبحانه . والزم الاستغفار فهو عبارة عن صنفرة ربانية للقلب تنظف أثر سواد الذنوب والمعاصي من القلب . والإستغفار سبب للمغفرة وبه تفتح خزائن رحمات الله تعالى ومدده وعطاءه. يقول تعالى ” فقلت إستغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرار ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ” .. وعليك بكثرة الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله فبها تُكفَىَ الهموم وتُقضى الحوائح .. وعليك بكثرة ذكر كلمة التوحيد والإخلاص . كلمة ” لا اله الا الله ” فمن مات عليها دخل الجنة وهي كما قال رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام تهدم الذنوب هدما ،،هذا مع تطييب المِطعم ،أي الاكل من الحلال، عليك بمُصاحبة الصالحين وإستعن بالله العلي العظيم دوما، وإن أحسنت فأشكر الله تعالى . وإن اسأت فاستغربت سبحانه . وأحدث لك ذنب توبة .السر بالسر والعلن بالعلن ولا تيأس أبدا من روح الله عز وجل ورحمته وأعلم انه سبحانه كتب على نفسه الرحمه وانه هو الغفور الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيئ سبحانه وهو القائل ” قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ” وقوله تبارك في علاه ” إن الله لا يفغر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ” . ولك مني خالص الدعوات ،،وأسأل الله جل جلاله لنا ولك ولأمثالك التوفيق ..