مكارم الأخلاق بين يدي المصطفى طريق السعادة في الدنيا والآخرة


بقلم : الكاتب والداعية الاسلامى
الدكتور : رمضان البيه

ما أعظم هدي الهادي البشير السراج المنير سيد أهل المكارم والفضائل والمحاسن والقيم الإنسانية النبيلة والمنارة العظمى في الكون والوجود والحياة ومحل الإقتداء والتأسي والدال على الله تعالى بتمام كمال الدلالة ..

تأمل معي عزيزي القارئ هذا النصح والتوجيه والإرشاد النبوي الشريف وتلك الوصايا العظيمة التي تحض على التحلي بالمكارم والفضائل والمحاسن والقيم الإنسانية النبيلة والتي إذا ما أخذ المسلمين بها وتمسكوا بها وعملوا لسلموا في الدنيا وسادت المحبة والرحمة وعم السلام والخير الأرض ولحقق الإنسان مراد الله تعالى في إستخلافه في الأرض والمنوطة بعمارة الأرض وإثراء الحياة عليها ونشر الرحمة والعدل في ربوعها .

ولساد السلام بينهم وتحقق الأمن والأمان لهم في الدنيا ولنجوا وفازوا وسعدوا في الآخرة .. يقول على حضرته وعلى آله الصلاة والسلام ” لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباده الله إخوانا .. المسلمين أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذله، ولا يحقره ..

ثم أشار إلى قلبه الطاهر وقال : التقوى ها هنا .قالها ثلاث ، وبحسب المرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ..كل المسلم على المسلم حرام ” دمه وماله وعرضه ” ..

لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه . .
يا أيها الناس أفشوا السلام . وأطعموا الطعام . وألينوا الكلام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ..

ثم يعرف عليه الصلاة والسلام المسلم فيقول ” المسلم من سلم الناس من لسان ويده ..والمؤمنين من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم .. ثم يشير إلى فضل حسن الخلق ويحث عليه فيقول عليه الصلاة والسلام ” أقربكم مني منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا “
ويقول ” ما من شيئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن .وإن الله يبغض الفاحش البذئ ..

ويقول ” إن من أحبكم إليه وأقربكم مني منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ..وإن من أبغضكم إليه وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون ، والمتشدقين . والمتفيقهون..’ أي المتكبرون ‘ ..

هذا ومن وصاياه الكريمة تلك الوصية التي قال فيها ” عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ومازال الرجل يَصُدق ويتّحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا. وإياكم والكذب فإنه يَهدي للفجور والفجور يَهدي إلى النار ومازال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ” ..

ويشير عليه الصلاة والسلام إلى الركن الركين للإيمان وبدون إقامته ينتهي الإيمان . وهو تقديم محبة الله تعالى ورسوله عن محبة من سواها فيقول ” لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواها ” . وفي حديث آخر يقول ” لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ” .

وفي بيان محبته عليه الصلاة والسلام ومحبة أهل بيته الأطهار يقول ” لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وعترتي أحب إليه من عتره وأهلي أحب إليه من أهله وذاتي أحب إليه من ذاته “