هل سيكون للامام المهدى عليه السلام اتباع قبل  خروجه؟

المقال الرابع والثلاثون من سلسلة (علوم آخر الزمان).

بقلم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور / محمد عبد الله الأسوانى

هل سيكون الامام المهدى عليه السلام سيكون له اتباع قبل خروجه ام يكون رجل فرد ليس له اتباع؟ لكن ورد فى حديث العلماء السبعة أنهم سوف يتعرفون على الامام المهدى فى الحرم من اجل البيعة، ويذكر الحديث انهم يسألون اهل المعرفة به عن بعض صفاته التى يعرفونها، ربما يكونوا قد عرفوها عن طريق الالهام الالهى.

روى عن أبو عمر، عن ابن لهيعة، عن عبد الوهاب بن حسين، عن محمد بن ثابت، عن أبيه، عن الحرث، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: ” إذا انقطعت التجارات والطرق وكثرت الفتن، خرج سبعة رجال علماء من أفق شتى على غير ميعاد ، يبايع لكل رجل منهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ، حتى يجتمعوا بمكة فيلتقي السبعة فيقول بعضهم لبعض: ما جاء بكم؟ فيقولون: جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدأ على يديه هذه الفتن وتفتح له القسطنطينية، قد عرفناه باسمه واسم أبيه وأمه وحليته، فيتفق السبعة على ذلك. فيطلبونه فيصيبونه بمكة: فيقولون له: أنت فلان بن فلان، فيقول لا، بل أنا رجل من الأنصار، حتى يفلت منهم. فيصفونه لأهل الخبرة والمعرفة به، فيقال هو صاحبكم الذي تطلبونه، وقد لحق بالمدينة، فيطلبونه بالمدينة فيخالفهم إلى مكة، فيطلبونه بمكة فيصيبونه فيقولون : أنت فلان بن فلان وأمك فلانة بنت فلان وفيك آية كذا وكذا، وقد أفلت منا مرة فمد يدك نبايعك، فيقول: لست بصاحبكم، أنا فلان بن فلان الأنصاري، مروا بنا أدلكم على صاحبكم حتى يفلت منهم، فيطلبونه بالمدينة، فيخالفهم إلى مكة فيصيبونه بمكة عند الركن فيقولون: إثمنا عليك ودماؤنا في عنقك إن لم تمد يدك نبايعك، هذا عسكر السفياني قد توجه في طلبنا، عليهم رجل من جرم، فيجلس بين الركن والمقام فيمد يده فيبايع له، ويلقي الله محبته في صدور الناس، فيسير مع قوم أسد بالنهار، رهبان بالليل ” ذكره  ابن حماد: ص ٩٥ ولم يسنده إلى النبي صلى الله عليه وآله عقد الدرر، وعرف السيوطي ، والحاوي

وبنفس السند، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “يبايع المهدي سبعة رجال علماء توجهوا إلى مكة من أفق شتى على غير ميعاد، قد بايع لكل رجل منهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا فيجتمعون بمكة فيبايعونه، ويقذف الله محبته في صدور الناس، فيسير بهم وقد توجه إلى الذين بايعوا خيل السفياني، عليهم رجل من جرم، فإذا خرج من مكة خلف أصحابه ومشى في إزار ورداء، حتى يأتي الجرمي، فيبايع له فيندمه كلب على بيعته فيأتيه فيستقيله البيعة فيقيله، ثم يعبئ جيوشه لقتاله فيهزمه ويهزم الله على يديه الروم، ويذهب الله على يديه الفتن، وينزل الشام ” .

ورؤيتى فى العلماء السبعة انهم لن يكونوا علماء شريعة فقط، ولكن سيكونوا علماء ربانيين ومعنى ربانيين اى ملهمين يسيرون بالتعريف الالهى وهم اهل ولاية واهل معرفة واهل بصيرة ونستطيع ان نقول انهم من ورثة الانبياء.

فقد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “علماءُ أُمتي كأنبياءِ بني إسرائيلَ” ذكره الزرقاني فى مختصر المقاصد، ومحمد بن محمد الغزي فى إتقان ما يحسن، وابن مفلح فى الآداب الشرعية، والزركشي (البدر) فى اللآلئ المنثورة، وملا علي قاري فى الأسرار المرفوعة

وروى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “العلماءُ وَرَثَةُ الأنبياءِ” ذكره العجلوني فى كشف الخفاء، والصنعاني فى سبل السلام.

 وروى عن عبدالله بن عباس رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أكرِموا العلماءَ ، فإِنَّهم ورثَةُ الأنبياءِ”.

وفى الحديث الشريف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثوا دينارًا إنما وَرَّثوا علمًا” ذكره ابن العربي فى عارضة الأحوذي.

فالعلماء الذين يرثون الانبياء هم العلماء العاملين الربانيين الملهمين وليس اى علماء ، فسؤال العلماء لهؤلاء الناس دليل على ان هناك اناس يعرفونه قبل البيعة، قد يكون جميع اتباعه يعرفه قبل البيعة وقد يكون البعض لا يعرفه والبعض الآخر لا يعرفه.

ومن المؤكد ان الامام المهدى عليه السلام لن يقول انا الامام المهدى عليه السلام ، لكن قد يتعرف عليه اتباعه بالرؤيا او بالالهام فالرؤيا وحى المؤمن.

فقد روى عن أنس بن مالك عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  “رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة” صحيح مسلم، كتاب الرؤيا.

وروى عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : “الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة” صحيح مسلم، كتاب الرؤيا.

فحديث العلماء السبعة يؤكد على ان الامام المهدى عليه السلام له اتباع وهم يعرفونه ويعرفون صفاته، وفقهم الله لاتباعه ومحبته قبل البيعة التى سيعرفه بها عموم المسلمين.

ورؤيتى ان المهدى له اتباع قبل ظهور رسالته او قبل البيعة وله اتباع بعد البيعة يؤازرونه فى دعوته بعد البيعة واثناءها ، ولكن من اعظم انصاره هم العلماء السبعة والثلاثمائة وبضعة عشر رجل، وقيل ان عدد الانصار الذين ان يظهروا بعد السبعة او بعد الثلاثمائة وثلاثة عشر رجل قيل سيكون معه خمسة عشر الف أو اربعة عشر الف سيخرجون معه فان هؤلاء ربما سيكونون من خيرة الاتباع بعد المبايعة.

وهذا امر شديد وصعب لانه سيكون منازعة على السلطان، لان منازعة اصحاب الحكم على حكمهم قد تكون اشد الامور الذى يخوضها هذا الرجل.

فالاتباع الذين سيكونوا قبل البيعة لابد ان يكونوا موجودين ، يعينون هذا الرجل ويعرفون به، ومنهم من يعرف انه الامام المهدى عليه السلام ، ويعرفون بغضه لهذا الامر وزهده فيه، وهؤلاء من يدلون على العلماء السبعة عليه وانه هو صاحبهم الذى يطلبونه ، فهذه من ضمن الغيبيات قد تصح وقد لا تصح ولكل شخص رؤيته وهذه هى رؤيتى لهذا الامر وهو ان يكون لهذا الرجل اتباع يعرفونه قبل خروجه.

وجاء في الجفر عن الامام علي عليه السلام ما يدل على وجود علماء سماهم مرة بقوم ومرة بنواب ( قد سبقه ظهور المهدي على الأفواه برجال علم يعلّمون الناس مالم يعلموا يظهرون خبيء العلامات لمن جهلوا يقيم الله بهم الحجة على من قرأوا وكان لهم آذان تسمع وما سمعوا ، واعلموا ان الله تبارك وتعالى يبغض من عباده المجادل بالباطل والجاهل الذي لا يتعلم ولايحاول ويبغض المتلوّن وكاتم الحق وهو يعلم فلا تزولوا عن الحق وولاية اهل الحق فانه من استبدل بنا هلك ومن اتبع اثرنا لحق ومن سلك غير طريقنا غرق وان لمحبينا أفواجا من رحمة الله وان لمبغضينا أفواجا من عذاب الله طريقنا القصد وفي امرنا الرشد لا يضل من اتبعنا ولا يهتدي من انكرنا ولا ينجو من أعان علينا ولا من أعان عدونا فحذّرّوا الناس)

وروى الحاكم في مستدركه على صحيحي البخاري ومسلم ، بسندٍ صحّحّه على شرطهما عن محمّد بن الحنفية قال:  كنا عند علي رضي الله عن فسأله رجلٌ عن المهدي، فقال علي رضي الله عن: “هيهات؛ ثمّ عقد سبعاً؛ فقال : ذاك يخرج آخر الزمان، إذا قال الرجل: الله الله قُتل. فيجمع الله تعالى قومه؛ قزعٌ كقزع السحاب، يؤلف الله بين قلوبهم، لا يستوحشون إلى أحد، ولا يفرحون بأحدٍ يدخل فيهم ، على عدّةِ أصحاب بدر، لم يسبقهم الأوّلون، ولا يدركهم الآخرون، وعلى عدد طالوت الذين جاوزوا معه النهر” والقزع هى قطع السحاب المتفرقة. مستدرك الأحكام ٤ : ٥٥٤ ، عقد الدرر : ٥٩ ، مقدمة ابن خلدون : ٢٥٢ ، البرهان في علامات مهدي آخر الزمان ( للمتقي الهندي ) : ١٤٤ ، عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر : ٣۰ ، الإذاعة : ١٢٨ ، إبراز الوهم المكنون : ٥٣٨ عن مقدمة ابن خلدون وذكر قول ابن خلدون في تصحيح الحديث على شرط مسلم كما في معجم أحاديث الإمام المهدي ٣ : ١۰۰.