البلد التى سيخرج منها الامام المهدى عليه السلام
26 أكتوبر، 2025
علوم آخر الزمان

المقال الثانى والثلاثون من سلسلة (علوم آخر الزمان).
بقلم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور / محمد عبد الله الأسوانى
الكل متفق ان الامام المهدى عليه السلام سيكون رجل عربى، وإذا كان رجل عربى فلابد ان يكون خروجه من احدى البلاد العربية .
فلابد ان يكون للبلد التى سيخرج منها الامام المهدى عليه السلام لها صفات معينة، أن يكون شعبها متدين، ويمتاز بالقوة، والوحدة وان يكون شعبها من الصعب تفريقه او وضع الفتنة بين اطيافه.
وإذا خمنا ان الدجال سيخرج من اى البلاد ؟ فإننا سنفرض بعض الفروض:
فالبعض يظن ان الدجال سيخرج من اسرائيل وأنا استبعد تلك الفرضية ، فرغم ان اسرائيل هى من اكثر البلاد شراً وفساداً ومحادة لله تعالى ، إلا انه يوجد فيما بينهم الفلسطينيون وهم من وصفهم رسول الله تعالى أنهم باكناف بيت المقدس القائمون على الحق الذين لا يضرهم خذلهم حتى قيام الساعة كذلك يوجد هناك خير رباط وهو عسقلان طبقاً للأحاديث النبوية الشريفة .
كذلك وجود اسرائيل داخل محيط عربى واسع يقلل احتمالية خروج الدجال منها.
فلابد ان يخرج الدجال من اكبر قوة للشر كما ان الامام المهدى لابد ان يخرج من اكبر قوة للخير، فلهذا ارجح اى بلد سيخرج منها الدجال فى الدرجة الاولى امريكا بنسبة لا تقل عن 80 % او 90 % على الاقل ثم فى الدرجة الثانية احدى الدول الاوروبية ثم اسرائيل كفرضية اخيرة وان كنت استبعد هذا .
اما بالنسبة للبلاد التى من الممكن ان نرجح خروج الامام المهدى منها :
وبالنسبة للإمام المهدى عليه السلام نرجح اقوى الدول العربية وهى مصر بنسبة كبيرة كما يذكر ذلك الجفر وكثير من المبشرين بالإمام المهدى عليه السلام ، وكذلك الاحاديث النبوية التى ذكرت مصر واهل مصر “اذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جنداً كثيفاً فذلك الجند خير اجناد الارض فانهم وأزواجهم فى رباط الى يوم القيامة” وقوله صلى الله عليه وسلم ” استوصوا بأهل مصر خيراً” والذكر القرآنى لمصر فى كثير من الآيات ، والوصايا القرآنية والنبوية التى تخص مصر اهلها، وتعد مصر من اثر الاماكن التى ذكرت فى القرآن الكريم مع مكة والمدينة ، حتى ان سورة يوسف احداثها بالكامل دارت فى مصر.
وقد ذكرت مصر فى عدة مواضع فى القران الكريم منها قول الله تعالى ” وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا” يونس : 87.
وقوله تعالى ” وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ” يوسف : 21
وقوله تعالى “فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ” يوسف : 99.
وقوله تعالى “وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ” الزخرف: 51
وقوله تعالى ” اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ” سورة البقرة، الآية 60.
ونضع بعد ذلك بلاد الحجاز لانها ارض مقدسة وبدأ فيها الوحى ورسالة الاسلام وقد يكون بعث الامام المهدى عليه السلام من هناك أيضاً.
والبعض قال ان يكون خروج الامام المهدى عليه السلام من اليمن وانا استبعد ذلك لان الحرب بها منتشرة واليمن مفتتة ومجزأة ومتفرقة من الصعب ان تنصر الامام المهدى عليه السلام اذا خرج منها ولهذا السبب ارجح مصر لأنها من اصعب البلاد ان تفرق بين اهلها وشعبها.
فقد روى عن أبو ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ، وَهِيَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا”، أَوْ قَالَ: “ذِمَّةً وَصِهْرًا” أخرجه مسلم في “صحيحه”،
وروى عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهَ اللهَ في قبطِ مِصرَ؛ فإنَّكم ستظهرونَ عليهم، ويكونُون لكم عُدَّةً وأعوانًا في سبيل الله”.
وروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إِذَا فَتَحَ اللهُ عَلَيكُم مِصرَ فَاتَّخِذُوا فِيهَا جُندًا كَثِيرًا؛ فَذَلِكَ الجُندُ خَيرُ أَجنَادِ الأرْضِ” فقال أبو بكر: ولم يا رسول الله؟ قال “لِأَنَّهُم وَأَزْوَاجُهُم فِي رِبَاطٍ إِلَى يَومِ القِيَامَةِ” ذكره ابن عبد الحكم في “فتوح مصر”.
وروى في الأثر: “مِصرُ كنَانَة الله في أَرْضِهِ، مَا طَلَبَهَا عَدُوٌّ إلَّا أَهْلَكَهُ اللهُ” “المقاصد الحسنة” وعند أبي محمد الحسن بن زولاق في “فضائل مصر” بهذا المعنى؛ ولفظُه: “مِصْرُ خَزَائِنُ الأرْضِ كُلِّهَا، مَن يَرِدهَا بِسُوءٍ قَصَمَهُ اللهُ”، وعزاه المقريزي في “الخطط” لبعض الكتب الإلهية.
وذكر الحافظ السخاوي في “المقاصد الحسنة”: عن عمرو بن الحمق مرفوعًا: “تكون فِتنة أسْلَم النَّاس فِيها أو خَير النَّاسِ فِيها الجُندُ الغَربِيُّ”، قال: “فلذلك قدمت عليكم مصر”، وعن أبي بصرة الغفاري أنه قال: “مصر خزائن الأرض كلها، وسلطانها سلطان الأرض كلها، ألا ترى إلى قول يوسف “اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ” ففعل فأغيث بمصر، وخزائنها يومئذٍ كل حاضر وبادٍ من جميع الأرَضين”.
وروى في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنكم ستقدمون على قوم جعد رؤوسهم، فاستوصوا بهم، فإنه قوة لكم، وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله” [صحيح ابن حبان] يعني قبط مصر.
وروى َعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أَنَّهُ قَالَ: “دَعَا نُوحٌ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- رَبَّهُ؛ لِوَلَدِهِ وَلِوَلَدِ وَلَدِهِ: مِصْرَ بْنِ بَيْصَرَ بْنِ حَامِ بْنِ نُوحٍ، وَبِهِ سُمِّيَتْ مِصْرُ، وَهُوَ أَبُو الْقِبْطِ. قَالَ – أَيْ نُوحٌ -عَلَيْهِ السَّلَامُ: اللهم بَارِكْ فِيهِ وَفِي ذُرِّيَّتِهِ، وَأَسْكِنْهُ الْأَرْضَ الْمُبَارَكَةَ الَّتِي هِيَ أُمُّ الْبِلَادِ، وَغَوْثُ الْعِبَادِ، وَنَهْرُهَا أَفْضَلُ أَنْهَارِ الدُّنْيَا، وَاجْعَلْ فِيهَا أَفْضَلَ الْبَرَكَاتِ، وَسَخِّرْ لَهُ وَلِوَلَدِهِ الْأَرْضَ، وَذَلِّلْهَا لَهُمْ، وَقَوِّهُمْ عَلَيْهَا”.
وفى الختام نستيع القول بان انحسار خروج المهدى من ارض العرب كما ان انحسار خروج الدجال من ارض الروم وهى اوروبا وامريكا.