لزوم اتباع شيخ مربى وشروطه


إعداد الشيخ : الحسين بن أحمد المالكى الأزهرى

اعلم أنه ينبغي للسالك شيخ مرشد مرب ليخرج الأخلاق السيئة منه بتربيته ويجعل مكانها خلقا حسنا.

ومعنى التربية يشبه الفلاح الي يقلع الشوك. ويخرج النباتات الأجنبية من بين الزرع ليحسن نباته. ويكمل ريعه، ولا بد للسالك من شيخ يربيه ويرشده الى سبيل الله تعالى لأن الله أرسل للعباد رسولا للإرشاد الى سبيله فإذا ارتحل ﷺ فقد خلف الخلفاء في مكانه حتى يرشدوا الى الله تعالى.

وشرط الشيخ الذي يصلح : أن يكون نائبا لرسول الله ﷺ
١-أن يكون عالما إلا أن كل عالم لا يصلح للخلافة.
وإني أبيّن لك بعض علاماته على سبيل الإجمال حتى لا يدّعي كل أحد أنه مرشد فنقول:
١-من يعرض عن حب الدنيا وحب الجاه.
٢-وكان قد تابع شيخا بصيرا تتسلسل متابعته الى سيد المرسلين ﷺ.
٣-وكان محسنا رياضة نفسه من قلة الأكل والقول والنوم وكثرة الصلوات والصدقة والصوم
٤-وكان بمتابعة الشيخ البصير جاعلا محاسن الأخلاق له سيرة: كالصبر والصلاة والشكر والتوكل واليقين والسخاء والقناعة وطمأنينة النفس والحلم والتواضع والعلم والصدق والحياء والوفاء والوقار والسكون والتأني وأمثالها.
فهو إذا نور من أنوار النبي صلى الله عليه وسلم يصلح للإقتداء به ولكن وجود مثله نادر أعز من الكبريت الأحمر.

المصدر
رسالة أيها الولد لحجة الإسلام أبوحامد الغزالى.