سوء الظن بالصالحين من المهلكات


بقلم الكاتب والداعية الإسلامى الدكتور : رمضان البيه

مما تعلمته من سيدنا البيه رضوان الله عليه ألا أعترض على حال أحد وخاصة في ساحات أهل البيت عليهم السلام وخاصة المجاذيب ، فإن لهم أحوال خاصة ، ولله تعالى فيهم شأن خاص لا يعلمه أحد من عوام الناس .

والله عز وجل أعلم بالنوايا والقلوب والأحوال وهو المحاسب . وأن أحسن الظن بهم وبجميع الناس . وأن لا أفتش في أحوال العباد ولا أتتبع عوراتهم

وذكر لي حديث الرسول الكريم عليه وعلى آله الصلاة والسلام الذي قال فيه : ” إن الله أبهم ثلاثة في ثلاث ( أبهم ‘ أي ستر وخبأ  ) ولايته في خلقه فلا تحقرن أحد ربما أودع الله فيه ولايته ، وأبهم رضاه في طاعته فلا تستصغرن طاعة ربما كان فيها رضاه ، وأبهم سخطه في معصيته فلا تستصرغن معصية ربما كان فيها سخطه ” .

وأخبرني أن لبعض أهل الله تعالى أحوال قد ينكرها من يتمسكون بظاهر الشرع ولا يعلمون باطنه وممن يجهلون أحوال أهل السر وأرباب الأحوال وخاصة من جذبهم الله إليه سبحانه ،

وأن منهم من جذبه بالكليه فطاش عقله لغلبة الأنوار التي فاض الله تعالى بها عليه ، وهؤلاء لهم حال مع ربهم ولا يوزنون بميزان الشرع فميزان الشرع يوزن به أصحاب العقول الحاضرة ..

و منهم من جذبه الحق عز وجل ورزقه الثبات والتمكين ، وهؤلاء جمع الله جل جلاله لهم بين حالي السكر والمحو مع الصحو والحضور ، فهم في حال إستغراق في أنوار المحبوب سبحانه وعقولهم حاضرة مع الخلق ، أرواحهم معلقة بربهم تبارك في علاه وقلوبهم تحت العرش وأجسادهم في الأرض .

وهم الورثة المحمديين والعلماء الربانيين ، ولله تعالى فيهم شأن ، من ذلك الشأن :

أن جعلهم سبحانه منارات يهتدى بها في الظلم وهم حججه تعالى على العباد وكلفهم بالدعوة إليه وبتربية المريدين وإرشاد السالكين لطريقه جلاله وتصحيح المفاهيم الخاطئة المغلوطة التي تتنافي مع صحيح الدين .

ومنهم من أقامه الله جل جلاله في دولة الباطن ومنحه سر التصريف والإدارة في الباطن وهم على قدم سيدنا الخضر عليه السلام ..

وأذكر وقتها سألته رضي الله عنه عن دولة الباطن وهل هناك أدلة على وجودها ؟ .

فأجابني قائلا : إعلم يابني أن ما من ظاهر إلا وله باطن والإشارة إلى ذلك والدليل عليه قوله تبارك في علاه ” هو الأول والأخر وهو الظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم ” ثم أن المشيئة الإلهية إقتضت أن تدار حركة الحياة على الأرض في الظاهر بواسطة الملوك والرؤساء والحكام والأمراء والوزراء والقائمين على إدارة اط شؤون العباد والبلاد ..

وإقتضت أيضا حكمته ومشيئته سبحانه وتعالى أن يجعل من يدير البلاد في الباطن وهم أهل السر والتصريف وأصحاب الداووين .

ثم سكت برهة وقال : يابني لا يعلم ولا يعرف ما ذكرته لك أحد إلا أرباب القلوب والبصائر من العارفين بالله تعالى الذين أشرق الله سبحانه على قلوبهم بأنوار العلوم والمعارف والأنوار والأسرار والحقائق الربانية من فيض علمه عز وجل المسمى بالعلم اللدني وهو ذلك العلم الموحى إلهاما منه تعالى والذي أشار إليه جل ثناءه في تعريف العبد الصالح لسيدنا موسى عليه السلام بقوله سبحانه ” عبد من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ” وهو الذي علم سيدنا موسى وهو النبي والرسول وأحد أولوا العزم من الرسل . وهو الملقى عليه محبة من الله تعالى والمصطنع بعين الله والذي إصطنعه جل جلاله لنفسه ..

عزيزي القارئ هذه رسالة تنوير لك حفظا لك من أن تخوض أو تقع أو تسيئ الظن بأحد من هؤلاء الذين يعرفوا بأرباب الأحوال والمجاذيب ..

وفي الختام شغلني الله وإياكم بإصلاح أنفسنا والسعي إلى تزكيتها .. وعلينا أن ندع الخلق للخالق سبحانه ..