من أسرار الخلق: الطبائع والعناصر الأربعة


بقلم الكاتب والداعية الإسلامى

الدكتور : رمضان البيه

سألني أحد المحبين عن سر تنوع وإختلاف أطباع البشر وما الأصل فيها ؟ .

فأجبته :
إعلم يابني أن الأصل في أطباع البشر المختلفة هو المراحل التي مر بها الإنسان والعناصر التي تكون منها في صورة أبو البشر أبينا آدم عليه عندما خلقه الله تعالى .

العنصر الأول ” التراب “ وهو تلك القبضة قبضها عزرائيل عليه السلام بأمر الله تعالى جمع فيها كل عناصر تربة الأرض ومعادنها وهذا سبب وسر تعدد ألون البشر .

ثم العنصر الثاني وهو ” الماء ” الذي به عجن التراب فتحول إلى طين ثم ترك فتحول إلى حمأ مسنون لزج متغير الرائحة .

ثم العنصر الثالث وهو النار الذي سلطت على الجسد الطيني الآدمي ‘ اي ‘ من إدم الأرض فتحول إلى صلصال كالفخار . جسد فخارفي أجوف أشبه ما يكون بالتمثال الفارغ من الداخل بلا حياة وبلا حراك .

ثم العنصر الرابع وهو ” الهواء ” الذي لطف نارية الجسد الصلصالي الفخاري ولطف حرارته وبرده ..

ومنها هنا جاءت الأطباع الأربع وهي ” الترابي / المائي / الناري / الهوائي ” .

وهذه العناصر الأربع موجودة ومجتمعة في جسد وتكوين الإنسان بنسب معينة غير متساوية . وينسب طبع الإنسان على أعلي نسبة لعنصر بين العناصر .

فإذا كان نسبة عنصر التراب أعلا نسب إليه الطبع ” الترابي ” .
وإذا كان نسبة عنصر الماء أعلى ينسب إليه الطبع ويكون ” مائي ” .
وإن غلب العنصر الناري على العناصر الأخرى ينسب إليه ” طبعه ناري ” .
وإذا غلب عنصر الهوى على باقي النسب ينسب إليه فيكن ” هوائي الطبع ” .

هذا واما عن سر التنوع يكمن في تعددت العناصر والطباع ونسبها ..

هنا إستوقني السائل وقال : معذرة شيخي بما تعلم الطبائع .أن فلان هذا طبعه ترابي أو مائي أو كذا أو كذا ؟ .
فقلت : يعلم نوع الطبع بأمرين .

الأمر الأول يعلم بالنور والفراسة وهذا للأولياء وأصحاب البصائر فبمجرد النظر في الوجه يعلم ويرى بنور الله تعالى طبع من يقع عليه بصره وفي الحديث عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال ( إتقي فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله ) .

هذه واحدة

أما الثانية فهناك ما يسمى بالجمل بضم الجيم الكبير والصغير وهو عبارة عن جدول حسابي خاص بعلم الحروف والأرقام ويتم عمل حسبة بعد أخذ الإسم وإسم الأم وإسقاط أعداد من مجموع الإسمين إلى أن تصل إلى رقم من الأرقام الأربع الخاصة بالطبع وهو علم يحصل بالتعلم وهو علم معروف من العلوم التي خص الله تعالى به نبيه سيدنا إدريس عليه السلام ..ثم قلت : إعلم يابني أن أسرار الكون كله تقع ما بين أسرار الله عز وجل في الحروف العربية حروف كلام الله تعالى في كتابه الكريم وقرآنه العظيم .

وبين الأرقام . ومن يفتح الله عليه بهذا العلم يعلم ويدرك الكثير والكثير والكثير من الأسرار الكونية والتي منها علم الأفلاك والأملاك .

ومنازل المجموعة الشمسية والأوقات الطيبة السعيدة التي تقضى فيها الحوائج وتيسر فيها الأمور والمصالح . والأوقات النحسة وغير ذلك مما يتعلق بعلم المنازل والأوقات .. هذا وهناك سر متعلق بالأسماء الحسنى والطبائع قد لا يعلمه الكثير من مشايخ التربية والسلوك خصني به شيخي وأستاذي ومعلمي سيدي العارف بالله الشيخ البيه رضوان الله عليه ..من أسرار الخلق: الطبائع والعناصر الأربعة