فذكر إن نفعت الذكرى
3 أكتوبر، 2025
منبر الدعاة

بقلم الكاتب والداعية الإسلامى
الدكتور : رمضان البيه
جاء في هدي الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال ” الدين النصيحة .. قيل لمن يارسول الله ؟ .
قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم “
ومن هذا المنطلق أتوجه بهذه النصيحة لأحبابي ولإخواني المسلمين داعيا الحق عز وجل الأخذ والعمل بها وهي عبارة عن تذكرة ..
تذكر أخي المسلم جيدا أن مع كل لحظة من عمرك وكل نفس تتنفسه أنت تقترب من نهاية الأجل ولقاء ربك سبحانه وتعالى .
فهل أعددت نفسك لهذا اللقاء ؟ .
وهل تزودت لسفر الآخرة كما أمر الحق عز وجل بقوله تعالى ” وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ” ؟ .
أهل الله تعالى وعباده الصالحين يتطلعون لهذا اللقاء وما أشد فرحهم به .وذلك لأنه سيكون لقاء الحبيب بمحبوبه .
وفي الحديث ” أحب الله من أحب لقاءه ” ، أهل المحبة الصادقة في حال إقبال دائم على محبوبهم عز وجل يقودهم في إقبالهم نور وهدي نبيهم الحبيب الأعظم والخليل الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم . لا يغفلون عنه سبحانه لحظة وفي كل الأحوال فإذا نطقوا نطقوا بالثناء عليه سبحانه وبذكره جل جلاله .
وإذا نظروا تأملوا وتفكروا وتدبروا في آياته وشاهدوا عظمة الإبداع وطلاقة القدرة والهيمنة الإلهية وقالوا : سبحان الله . سبحان البديع المبدع .صباح الخالق المصور .سبحان الحي القيوم .سبحان من أتقن كل شئ خلقه .سبحان قيوم السموات والأراضين .سبحان رب العرش العظيم . سبحان الله ..
وإذا تحركوا تحركوا في طاعة الله .وإذا سكنوا سكنوا بالله .وإذا عملوا عملوا بإخلاص إبتغاء وجه الله .وإذا أجرى الله تعالى عليهم الإبتلاء صاحبهم الصبر الجميل لعلمهم أن كل ما يجريه المحبوب عز وجل لهم لا عليهم لقوله تعالى ” قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ” . وإذا أجرى عليهم قضاء إستقبلوه بالرضا والتسليم .
وإذا أجرى عليهم نعمة إستقبلوها بالشكر والإقرار بالفضل ، وإذا تحركت الأشواق في قلوبهم تعالت آهاتهم وزرفت أعينهم الدمع ، ولسان حالهم ينطق على الدوام بالتلبية . المحبة كامنة في قلوبهم ككمون النار في الحجر إن قُدِحَ أورى .، وإن تُرِكَ توارى ، حالهم كحال فتية أهل الكهف لم يدروا في كهفهم كم لبثوا ..
فأجتهد أخي الكريم أن تلحق بركبهم وإن تكن واحدا منهم وإن لم تستطع فعليك بمحبتهم والأدب معهم والقرب منهم فالمرء كما أخبر النبي الكريم عليه الصلاة والسلام يُحشر مع من أحب ” .