نبذة عن حياة الشيخ عبدالرشید صديق رضى الله عنه وارضاه الجزء الاول

بقلم ابنه فضيلة الشيخ الأستاذ / عبد الجواد حسين صديق

ولد فضيلة الشيخ حسين صديق أحمد الشهير بـ عبدالرشید صدیق ٢٥ مارس ۱۹۲۱ بقرية بنى زيد الأكراد وكان والده مزارعا حافظا لكتاب الله وأمه ربة منزل ولم يكن يعيش لهذه الأسرة أبناء سوى فضيلة الشيخ وأخ اسمه صديق توفی وعمره إحدى وعشرين سنة وترعرع فضيلة الشيخ في هذه الاسرة البسيطة.

نشأته وطلبه العلم :

وحفظ القرآن الكريم وهو دون التاسعة والتحق بالأزهر الشريف وله من العمر تسع سنوا بمعهد أسيوط الأزهرى بالقسم الداخلى ، وكان محباً للعلم شغوفاً في طلبه وكان من المجدِّين المجتهدين في دراستهم وتدرج فى التعليم حتى أنهى دراسته الثانوية والتحق بكلية الشريعة بالقاهرة ثم بعد تخرجه حصل على درجة العالمية وهي تعادل الماجستير .

حياته العملية فى التدريس:

وبعد ذلك عين مدرساً بمعهد أسيوط الأزهرى وكان عمره آنذاك ثلاثة وعشرين عاما وبعد عدة سنوات ألحقه الأزهر ببعثة لمدينة شقراء بالمملكة العربية السعودية لتدريس العلوم الدينية هناك ومكث بها أربع سنوات ورجع إلى مصر واشتغل بالتدريس بمعهد سوهاج الأزهرى ومكث به سنين ثم نُقل وكيلاً لمعهد منفلوط الدينى .

وهناك قصة لنقله الى معهد منفلوط حيث أنه حزن لنقله إلى معهد منفلوط وكان لا يريد هذا النقل ، ولكنه رأى رؤيا منامية لشخص يقول له إن رسول الله صلى الله عليه وسلم موجود هناك فسافر واستلم عمله فوراً ، ومكث هناك سنة واحدة ثم كُلِّف لدى بعثة إلى الرياض بالملكة العربية السعودية وهناك عمل مدرسا للحديث بجامعة الملك عبدالعزيز بن سعود بكلية الشريعة واستمر بها حتى عام ۱۹۷۷ .

ثم رجع مرة أخرى إلى أسيوط وعُيِّنَ مديراً مساعداً للمنطقة الأزهرية لمدة عام واحد وبعد ذلك

سوى المعاش ورجع إلى الرياض واستمر بها حتى عام ١٩٨٥ م ثم رجع إلى اسيوط واستقر بها حتى وافته المنية في 17/10/1994 م .

 

قصة دخول شيخنا طريق التصوف :

بداية رحلة الطريق إلى الله لسيدى العارف بالله الحجة فضيلة الشيخ عبد الرشيد صديق وقد أكرمني الله بسماعها من فمه المبارك وإني أسجلها هنا بألفاظ فضيلته وذلك من خلال تسجيل نادر مع فضيلته في جلسة خاصة بالإخوان في روضة الخلوتية بطهطا فى ۱۹۸۹/۸/۱۲م.

قال سيدى الشيخ رضى الله عنه : ( أخذت الطريق وأنا في – الدراسة – ثانية ابتدائي ، فأخذت طريق الميرغنية، وبعدين أخذت الطريقة البيومية، ثم الطريقة الخليلية ثم ختمت بالطريقة الخلوتية.

* شيخ الطريقة البيومية : كنت أعرفه وكان عابداً ومتعلماً ، وما رأيت شخصاً يحبه أهل بلده ويعظمونه مثل هذا الشيخ ! بل ما رأيت في حياتي أحداً يعظمه الناس ويخضعون له ويحبونه مثل هذا الشيخ.

* وكان يأتي إلى بلدتنا وبعدين حصل عندي شوق أن أقابله وآخذ منه الطريق، فرحت بلده وكان اسمها جزيرة بهيج وهي قريبة برضه من بلدنا، ولما وصلنا قال له الذي رافقنى إليه : “ده فلان عايز يأخذ الطريق ”

قال له الشيخ : ما طريقه العلم، ولكن هو عايز يأخذ الطريق.

قال لى: طيب تعالى .

جيت حطيت ايدي في يده ، ولقنى أول كلمة وثاني كلمة بصيت لقيت قلبي انقلب كدة عايز أسحب إيدى من يده. وبعدين قلت خليه يكمل وبس. فكمل العهد. لكن تشوفه وجهه منور قوى كان فيه كلوب منور ونحيف من الصيام والسهر لكن قلبي..

* واللي خلى انتباهي إسترعى قوى تعظيم الناس له ويعتقدوا أنه قريب من ربنا، ولكن قلبي غير مستريح فترددت عليه عايز أشوف إيه الحكاية دي.

ففي ليلة كنت عنده فقال لي : قوم نطلع في الخلاء . وكان الجو حر شويه وقعدنا في الخلاء لكن تحرك قلبي ده مخليني بفكر كتير وأنا قاعد محتار وبعدين جه الشيخ قائم وقال أجيب ضرورة من هنا وأجى.

* في هذا الوقت كبس علىَّ النوم.. نعست فرأيت واحد في المنام يقول لي إيه : (إقبال الناس عليه نتيجة مكتوب) ، جيت صاحي وقلت : (الحمد لله عرفت الحقيقة) وهي أن إقبال الناس عليه نتيجة حجاب كاتبه لاستمالة قلوب الناس. قلت خلاص وارتحت وعرفت الحكاية أنها بتاعة كتابة .

ويستمر الشيخ بأسلوبه العذب ورويه الذي يأخذ بالألباب فيقول :

( المهم وأنا راجع في ماكينة البحر (لنش) مش عارف كان اسمها إيه من بلدهم تمشى على عدة بلاد بيننا وبينهم لحد ما توصل إلى بلدنا.

* وبعدين كنت أسمع عن واحد اسمه (محمود رضوان لكن غرضي أشوفه قوی لأنهم قالوا لى أنه دخل الخلوة وقعد ثلاث سنوات وطلع مستوى تمام طلع من أهل الله العظام. لكن عايز أشوفه ما اقدرش .

المهم ركبت في الماكينة دى والناس قاعدين كتير. واللي استرعى إنتباهي واحد قاعد وشوية فلاحين قاعدين حواليه وبيتكلم كلام عالى قوى والواحد عامل نفسه مش ناظر إليه لكن وداني مستمعة تمام ، وبيتكلم كلام عالي.

 وبعدين حوَّدنا على بلد ناس نزلت وناس ركبت ، وبعدين جينا في بلد اضطررت اضطراراً لأن أقوم أقعد عنده من الزحام فقمت ورايح عنده فجاءت قعدتی قدامه.

* وعندما وصلت البلدى وأنا نازل كده قال: لله طرائق بعدد أنفاس الخلائق. أنا سكت.

ـ وبعدين قال لي: أنت تحسب إنك جيت هذا باختيارك.

ـ قلت: لا. جيت غصب عنى صحيح.

ـ وبعدين قلت له: أنت الشيخ محمود رضوان اللي بيقولوا عليه.

ـ قال أيوه أنا الشيخ محمود رضوان

ـ وبعدين قال لى: أنت جيت من أين ؟

ـ قلت له: من البلد دى اللى اسمها جزيرة بهيج.

ـ قال: كنت عند مين ؟

ـ قلت : الشيخ فلان .

قال لي : وبعدين اللى هنحرته نطبطبه التى هنحرته نخلبطه ثاني !! ثم سكت.

فقال لي : ما تجيش عنده تاني .

وأنا من الليل صممت العزم على ذلك. ودى الطريقة البيومية.

* ورحت مصر فلقيت واحد بيعمل الحضرة عند السيدة سكينة ، ففضلت معاه وبعد يوم في ليلة قعد يشرح لنا في معنى لا إله الا الله علم غزير !

المهم قعدت أتردد عليه .. فواحد زميلي قال لي : (خذ الطريق) .

قلت : زي بعضه آخذها.

وحطيت ايدي في يده واللي حصل مع الأول حصل مع الثاني عايز أسحب ايدي ولكن قلت خليه يكمل وأخذت الطريق.. وحضرت معاهم ولكن مش مستريح أبدا. وبعدين سيدنا الشيخ حسين معوض لم يكن أخذ الطريق الى الآن.

لكن في الأول كان غرضي أن يأخذ معايا الميرغني ، وكان الشيخ الميرغني في مصر.. وفي يوم من الأيام واحد بيقولى الشيخ حسين أخذ الطريق الخلوتي.. أنا زعلت زعل لأنني عايز أكون أنا وهو في طريقه واحده.

* وبعدين قابلته قلت له إيه يا شيخ حسين الطريق الخلوتية دى إيه يعني خلوتى : تأخد الطريقة الخلوتية كيف ؟

قال لي: يا أخي أعمل إيه أنا لقيت الشيخ الخلوتى ده راكب التروماي وبعدين ركبت جاره، فكنت عايز أقوم وأدخل في الجبة اللي هو لابسها فزعلت وسكت.

* وبعد كام سنة إذ بسيدنا الشيخ حسين يجرني للطريقة الخلوتية في مسجد العدوية وبه سيدنا الشيخ محمد سليمان وبعدين حطيت ايدى في يده.. ولما حطيت ايدى فى يده وقعد يلقنّيِ الطريق، مش تفكيري في سحب ايدي لا تفكيرى بعد ما يخلص العهد هايسيب ايدي ! هايسيبها كيف بس واسحب ايدي كيف.

وأعطاني العهد ، وخلاص الحالة اللى كنت بشوفها قبل كده خلاص انتهت والحمد لله ولا يخطر على بالى طريق غيرها لأنني وجدت فيها ما أطلبه وما أريده فالحمد لله.