لتسكنوا إليها
23 سبتمبر، 2025
بناء الأسرة والمجتمع

كتبه : عاطف بخيت
«وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (الروم: 21).
في هذه الكلمات الربانية يتجلى جوهر العلاقة الإنسانية، التي ليست مجرد ارتباط مادي بل رابطة روحية تعبر عن أعمق معاني السكينة والراحة النفسية. “لتسكنوا إليها”معني يبين لما خلق الزوجين ذكر وانثي ليجد كل منهما في الآخر ملاذًا آمنًا وطمأنينة للنفس. فالسكينة هنا لا تعني فقط هدوءًا سطحياً، وإنما استقرارًا داخليًا ينبع من المحبة والاحترام والتفاهم.
هذا السكن لا يأتي صدفة، بل هو ثمرة مودة ورحمة، وهما الرابطان الأساسيان اللذان جعلهما الله عز وجل أساس العلاقة الزوجية. المودة التي تعني المحبة الحنونة، والرحمة التي تدفع الزوجين لتخطي الصعاب والتسامح مع بعضهما البعض. هذه المشاعر تحفظ استقرار الأسرة، واستمرار الحياة الزوجية والحفاظ عليها
في عالم متسارع ومتغير، ملئ بالضغوط كثيرة والقلوب أحيانًا تبتعد،و يبقى هذا السكن الملجأ الذي تستريح إليه الأرواح، وينمو فيه الأمل والعطاء. إن فهم هذه الآية والعمل بها يساعدان في بناء علاقة صحية ومتينة لا تقتصر على الزوجين فقط، بل تمتد لتشمل الأسرة والمجتمع.
وكما أن السكن في عناية الله ورضاه، يجب أن يكون السكن في قلوب من نحب، يعبر عن التوازن والطمأنينة التي تبحث عنها كل نفس. بذلك تصبح العلاقة ليست فقط مشاركة حياة، بل رحلة اكتشاف ودعم متبادل، تساعدنا على مواجهة متاعب الحياة بثبات.
هل فكرت يومًا كيف تجعل “السكن” في قلب شريك حياتك حقيقة يومية؟ وكيف تزرع المودة والرحمة في كل لحظة تعيشها معه براحة نفسية وبروح المحبة