إشارات ومعاني في القرآن ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)


بقلم الكاتب والمفكر الإسلامى

الدكتور : رمضان البيه

عزيزي القارئ إليك معنى عزيز في إشارة قرآنية , يقول تعالى ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ”

هذه الآية الكريمة تحمل الكثير والكثير من المعاني والإشارات منها :

الإشارة في مطلع الآية وهي ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ” كلمة كان تشير إلى الفعل الماضي ، والإشارة فيها إلى أن الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم تم له الإعداد والتجهيز من قبل أن يٌكلف ببلاغ أعظم وأجل رسالة وهي رسالة الإسلام ، فقد أدبه الله تعالى أزلا ورباه وخلقه بأخلاقه عز وجل ، وصدق عليه الصلاة والسلام إذ قال ” أدبني ربي فأحسن تأديب ” .

وإلى ذلك الخُلق النبوي العظيم أشار الحق سبحانه بقوله تعالى ” وإنك لعلى خلق عظيم ” . هذا وعندما يُشير الحق عز وجل على أن الرسول الكريم هو مناط ومحل الإقتداء والتأسي يشير إلى مدى كمالات الرسول ومدى عظمة خلقه وإلى أنه المنارة العظمى التي تُنير الكون بأسره وتنير للبشرية السبيل إلى الهدى والنور والرشد والرشاد والسلامة من شرور النفس وأهواءها ومن الآفات والأمراض المبطونة فيها ، وكذا السلامة من الشيطان ومكائده ، والسلامة أيضا من زينة الدنيا وفتنها ، وكذا الفوز والنجاة والفلاح في الآخرة ..

نعود إلى كلمة لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة . ونجد إشارة أخرى تُشير إلى التجلي الإلهي القديم على أصل ذاته النورانية القديمة بأوليته للخلق عليه الصلاة والسلام مذ أن كان أبينا آدم عليه السلام بين الماء والطين وهو مُجندل في طينته كما أخبر النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بقوله ” أنا نبي وآدم بين الماء والطين ولا فخر . أنا نبي وآدم مجندل في طينته ولا فخر . انا نبي ولا آدم ولا ماء ولا طين ولا فخر ” ..

هذا ونبينا الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم .موضع نظر الله تعالى ومعين تجليات حيث كان نورا وهو أصله من القدم من قبل خلق الخلق ، والله تعالى دائم التجلي بأنوار أسماءه الحٌسنى وصفاته العٌليا المعلوم منها والمكنون على حبيبه الأعظم وخليله الأكرم وذلك من خلال صلواته جلا جلاله القديمة من قبل خلق الخلق والدائمة والتي لا منتهى لها والإشارة إلى ذلك جاءت في قوله سبحانه ” إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ” ..

عزيزي القارئ نستكمل الحديث بمشيئة الله تعالى في المقال التالي ..