وتلك الأيام نداولها بين الناس

بقلم : د رانيا عبدالمولي
اخصائي الصحة النفسية والإرشاد – واعظة بوزارة الأوقاف المصرية

 

{إن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِين}(140) ال عمران).

آيه لو تمعنت في معناها لرضي قلبك وتيقن أن التغيير سنة الحياة فمن كان بالأمس حزين يبكي، اليوم سعيد فرح بما رزقه الله جزاء صبره، ومن كان بالأمس منعم سعيد مع أحبابه فربما اليوم وحيد حزين، ومن كان بالأمس ضعيف محتاج فاليوم ربما يكون ذو سلطان، وهكذا هي الحياة نسير فيها جميعا بين يسراً وعسر.

فربما معرفتك وتيقنك أن هذه هي سنه الحياة تمنحك قوة علي تحمل البلاء، وتحميك من غرور النفس والتكبر والتباهي فالتجارب أثبتت أنه ليس من شيء دائم في هذه الحياة.
ولو تمعنت لوجدت أن المنع ربما يحميك من حسد الآخرين وبغضهم لأنهم تفوقوا في هذه اللحظة وأنت ما زلت عالق في المنتصف، تحميك من الضعف والتخلي عن أحلامك، وربما في لحظات الضعف والتعب تحميك من جلدك لذاتك.

فما من شيء في هذه الحياة إلا بقدر ومقدار من الله سبحانه وتعالى وحتما ستنال نصيبك من الحزن والفرح فجميعاً نتساوى في نفس المقدار، لكننا نختلف في الكيفية التي نري بها الأحداث والمواقف.

اسأل الله دائماً أن يمنحك الفطنة والبصيرة لتري الأمور والأحداث والأشخاص بشكل أوضح وأن يمنحك الحكمة لتحسن التصرف في المواقف الصعبة وأن يرزقك الصبر على اختبارات الحياة واليقين بأن الله لا يأتي إلا بالخير وأن أمر المؤمن كله خير.

وأنا هنا أذكر نفسي وأذكرك بجملة عظيمة تقول: (لو علم العبد مقاصد الأقدار لبكى من سوء ظنه بالله).
فمن رحمته سبحانه وتعالى بنا عندما تجزع أنفسنا من الحياة أنه يرسل لنا بعض المواقف لنفيق من غفلتنا ونتذكر نعمه علينا.

فلا تحاول تغيير سنن الحياة فقط افهمها بشكل مختلف.