قد تري الجميع يسعي جاهدا لانتهاز الفرص ربما لدرجة التقاتل مع الأخرين رغم أنها قد تكون فرص واهية، أو ربما فرصة الاستفادة منها ضئيل وفي نهاية المطاف مهما كثرت أو قلت درجة الاستفادة فهي منتهية، ولكن ما يغيب دائما عن أذهان الجميع هو انتهاز الفرص الثمينة الباقية إلى ما لا نهاية.
والفرص الغائبة عن أذهاننا انتهازها هي فرص فعل الخير…
اري في عينك تعجب وكأنك تسأل نفسك وهل فعل الخير أصبح فرصة في هذا الزمن؟!
نعم وليست فرصة عادية بل إن فعل الخير فرصة عظيمة لكل شخص لا يضمن متي ستكون اخر لحظة بعمره الثمين، ولذلك أقول لك انتهز كل فرصة تظهر أمامك لعمل الخير بدون تردد فقد تكون الفرصة الأخيرة وأنت لا تدري.
ولابد أن تعي وتفهم أن فعل الخير ومد يد العون لمن حولك من العادات التي يمكن أن تصبح صفة مكتسبة مع الوقت فتجعلك ممن قال فيهم حبيبنا المصطفي صلي الله عليه وسلم (خيرُ الناسِ أنفعُهم للناسِ)، وفي روايةٍ أخرى قال: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا، و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا، و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، و لَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ، و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَام)
وقد قالوا قديما افعل الخير ولو في غير موضعه. فحتما ستري ثمرة هذا الفعل الطيب في حياتك.