فن اختيار الشريك المناسب: مفتاح لحياة مستقرة وسعيدة
12 يوليو، 2025
بناء الأسرة والمجتمع

بقلم الشيخ : عبده الأزهرى – من علماء الأزهر والأوقاف
( استشارى العلاقات الإنسانية والارشاد الأسرى )
فن اختيار الشريك المناسب: مفتاح لحياة مستقرة وسعيدة
الزواج ليس مجرد ارتباط بين رجل وامرأة، بل هو شراكة عمر، ومشروع حياة، وبداية لبناء أسرة مستقرة ومجتمع متوازن. ومن هنا تأتي أهمية حسن اختيار الشريك المناسب، فهو الخطوة الأولى والأهم في طريق السعادة أو المعاناة. سواء كنت رجلًا أو امرأة، فإن قرارك باختيار شريك حياتك يجب أن يكون مبنيًا على وعي، وعقل، وقلب صادق.
أولًا: لا تبحث عن الكمال… بل عن التوافق
لا يوجد إنسان كامل. لكن هناك من يناسبك فكريًا، وعاطفيًا، ودينيًا، واجتماعيًا. فالشخص المناسب ليس من يخلو من العيوب، بل من تقدر على التعايش مع عيوبه، ويملك من الصفات ما يساعدكما على بناء حياة متوازنة.
ثانيًا: القيم أهم من الشكل
قد ينجذب الإنسان إلى المظهر الخارجي، لكن هذا الجمال لا يدوم، ولا يضمن الاستقرار. القيم مثل الصدق، والاحترام، وتحمل المسؤولية، والرحمة، هي الأساس الحقيقي لأي علاقة ناجحة. اسأل نفسك: هل هذا الشخص يصلح أن يكون أبًا أو أمًا لأبنائي؟ هل نملك نفس النظرة للحياة؟
ثالثًا: لا تتجاهل الإشارات الحمراء
التحكم الزائد، الكذب، التقليل من الآخرين، عدم تحمل المسؤولية… كلها علامات يجب أن تقف عندها. لا تتغاضَ عنها بدافع الحب أو التعلق. فالعلاقات لا تبنى على الأمل في أن “يتغير” الطرف الآخر بعد الزواج. فكما يُقال: “لا تُراهن على تغيير الناس، بل اختر من لا تحتاج إلى تغييره.”
رابعًا: شارك قلبك مع عقلك
العاطفة وحدها لا تكفي، ولا العقل وحده. اجعل عقلك شريك قلبك في اتخاذ هذا القرار. الحب مهم، لكنه يجب أن يكون ناضجًا، قائمًا على معرفة حقيقية بالشخص، لا على وهم أو إعجاب لحظي.
خامسًا: استخر ربك واستشر أهل الخبرة
الاستخارة طريق المؤمن لاتخاذ القرار، والمشورة من أهل الثقة والعقل منجاة من الندم. لا تخجل أن تسأل من تثق بهم، سواء من الأهل أو الأصدقاء أو المستشارين النفسيين. الرؤية من الخارج أحيانًا تكون أوضح.
وأخيرًا:
اختيار الشريك ليس مسألة عادية، بل قرار مصيري يرسم ملامح مستقبلك، ويؤثر في أبنائك، وحتى في سلامك النفسي. لا تتعجل، لا ترضَ بالقليل إن كنت تستحق الكثير، ولا تفرّط في من يُشعرك أنك الأفضل دون أن يطالبك بأن تتغير لتناسبه.
فاختر من يُحبك كما أنت، ويكبر بك، لا عليك.
وكوني له أو لها كما تحبين أن يكون لكِ أو لك