انتشار التحرش بالاطفال… لماذا يتزايد وما الطريق الى الحماية؟


بقلم الأستاذة : سيدة حسن

لم يعد خبر التحرش بالاطفال امرا نادرا
بل صار واقعا مؤلما يتكرر في المدارس والانديه والمراكز التعليميه وحتى في بيوت الله
وللسؤال الكبير: لماذا يزداد هذا الشر رغم ان الاماكن كلها كانت تعد آمنه؟

هذا الانتشار لا يجيء من سبب واحد
بل من عوامل متشابكه تمس البيت والمدرسه والمجتمع والقانون والاعلام

سقوط الاماكن المأمونه

كان المدرس قدوه والمدرب راعيا والامام ملاذا
لكن ظهرت فئه مريضه تختبئ خلف ملامح الوقار
تستغل ثقه الناس وغفلة الاهل وضعف المتابعه
فيضيع الطفل قبل ان يقدر حتى على الشكوى

ضعف العقوبه وغياب الردع

المتحرش يعلم ان القانون لا يزال رحيما
وان مؤسسات كثيره تميل الى ستر الحادثه
وان الاهل يخشون الفضيحه اكثر مما يخشون الاذى
وحين يضعف الردع يزداد الجرم
وحين لا يخاف المذنب يكرر فعلته بدم بارد
وهنا يتحول القانون من حام الى شريك بالصمت
اعلام منحرف ومحتوى يطبع الانحلال
يعرض على الاطفال محتوى يجعل جسد الطفل هينا
ويهون الحدود الاخلاقيه
ويطبع الشذوذ والانحراف
وتوجد جهات خارجيه تدفع بهذا الخطاب بدعوى الحريه
لكن الهدف الحقيقي هو ضرب الاسره وتشويه الفطره وخلخلة الهويه

غفلة الاهل وسيطرة الانشغال ..

لا تستطيع الام المرهقه والاب المنشغل ان يتابعا كل تفاصيل يوم طفلهم
ويظل الطفل ساعات طويله بين ايدي غرباء
فاذا وقع عليه الاذى سكت
يظن نفسه مخطئا
او يخشى العقاب
او يعجز عن الفهم
ولهذا لا بد من وعي اسري متواصل يحيط الطفل كل يوم

جفاف روحي يفتح الباب للظلمه

حين تخفت روح الايمان في البيوت تزداد الفوضى في القلوب
والنبي الكريم حذر من زمن تضيع فيه الامانه
وقد وصلنا الى ملامحه
حيث يضعف الضمير وينطفئ الوازع
فلا يخاف بعض الناس من الله ولا من القانون

هل هناك ايد خارجيه؟

نعم
هناك جهات تسعى لفرض مفاهيم غريبه عن ديننا وفطرتنا
وتدفع لتطبيع الشذوذ ونشر الفوضى الاخلاقيه
وتستهدف الطفل لانه الباب الاسهل
لكن هذه الجهات لا تنجح الا اذا وجدتها بيئه ضعيفه
فالمؤامره تكبر حين نصمت
وتخمد حين نقف

ماذا نطالب به؟

تعديل قانون التحرش بالاطفال ليصبح رادعا واضحا: عقوبه لا تقل عن خمس وعشرين سنه
والاعدام في الحالات المرتبطه باستغلال منصب ديني او تعليمي
ومضاعفة العقوبه للاطفال دون العشر سنوات

كاميرات مراقبه في كل المدارس والنوادي

منع الخلوه بين اي طفل واي موظف ايا كانت صفته

توعية الاطفال بحقوقهم وحدود اجسادهم من سن مبكره

حملات وطنيه للتوعيه تعيد الهيبه لقضايا حماية الطفل

فصل فوري لاي موظف يثبت تورطه دون تستر او مساومات .

رساله الى كل ام واب

لا شيء اهم من امان طفلك
اسأليه كل يوم
اسأله كل يوم
افتحوا الحوار
واقطعوا الخوف من جذوره
ولا تستهينوا باي كلمه او اشاره
فالطفل لا يعرف كيف يحمي نفسه
لكنه يعرف من يحبه
ويثق في من يسمعه

الخاتمه

لا نريد مزيدا من الاطفال المكسورين
ولا مزيدا من البيوت التي تنهار بصمت
ولا جيلا يفقد براءته لان المجتمع خاف من الكلام

حماية الطفل ليست رفاهيها
هي فرض
وواجب
وامانه سنُسأل عنها

وحين نصحو
حين نقول كلمه الحق
حين نطالب بقانون لا يرحم المجرم
وقلوب لا ترحم الظلم
حينها فقط نحمي جيلا كاملا من الضياع