القرآن سعادة في الدنيا وجنة في الآخرة
13 ديسمبر، 2025
القرآن حياة

بقلم المفكر العربي : علي محمد الشرفاء
أيها الإنسان خلقك الله من عدم وأنشأك خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين، وأمرك بالهبوط في الدنيا التي لا تعرف عنها شيئاً، وأرسل لك الأنبياء يعرفونك عنها كل شيء، عن بحارها وأفلاكها وكنوزها، وأمرك بالبحث في أرضها لتزرعها وتسكن فيها، وتستكشف ما في باطنها..
وأرسل مع رسله وأنبيائه كتباً تهديك صراطا مستقيما، وترشدك إلى ما يحقق أمنك واستقرارك، لتعيش مطمئنا سعيدا في حياتك، كما وضع لك- سبحانه – قوانين وقواعد تنظم حياتك وتعالج نفسيتك وتحصنك من الوقوع في المعاصي، وتعلمك مواجهة مكائد الشيطان وتحميك من ارتكاب الذنوب والخطايا، وتمنعك من الانزلاق في ارتكاب الجرائم
وما ينتج عنها من عذاب في الدنيا، وشقاء يرتد على أبنائك وأسرتك، فتعيش في كرب وضنك وأحزان،والله يريد لك الفرح والسرور بالرحمة والعدل والسلام والإحسان، والتعاون على البر والتقوى، ويحذرك من التعاون على الإثم والعدوان..
يعلمك الأمانة والمعاملة بالكلمة الطيبة ويحذرك عن الاستكبار على الناس، ويشجعك على العمل الصالح ومواساة الفقراء والمساكين والمحتاجين، ويتشارك مع السائلين والمستحقين للزكاة عشرون في المائة من صافي أرباح الأغنياء، ليتحقق التقارب بين الناس ويتساوى الجميع بالحد الأدنى من العيش الكريم .
ويتحقق الاكتفاء الذاتي في المجتمع، ويلتزم الإنسان بالمنهاج الأخلاقي في القرآن الكريم، بالتعامل بقلب طاهر، يسارع في الخيرات، يساعد الضعيف، مقبل على الناس بالترحاب والتكريم، تستقبله القلوب بالتحيات الطيبة
يتعامل مع الناس بالكلمة الطيبة، يقف مع الضعيف، يفرج عن المهموم، يأخذ بيد المظلوم، يصل ذوي القربى، يحسن للوالدين ولا يقل لهما أف ولا ينهرهما، ويخاطبهما قولا كريما، ولا يمشي متكبرا على الناس، يدفع بالتي هي أحسن ولا يقتل النفس التي حرم الله، ولا يكتم الشهادة وغيرها من تلك القيم القرآنية النبيلة التي تحترم حقوق الإنسان
فالقرآن والكتب التي أنزلها الله على رسله لم يرسلها عبثا، إنما من أجل أن يطبقها الإنسان في حياته، لتحقق مراد الله لعباده، بأن يعيشوا حياة كريمة مطمئنة في أمن وسلام، وليست للتلاوة والاستماع إلى القراء، وهز الرؤوس من الطرب..
إنهم بذلك استهانوا بكتاب الله، وأغفلوا تفعيله في حياتهم التي حولوها إلى قتال دائم، وحروب مستمرة، وشقاء وضنك، ففقدوا السلام في حياتهم وتبدلت علاقاتهم، وبدلا من أن يكونوا إخوة لا معارك بينهم ولا حروب، ولا استيلاء على أموال الغير واحتلال أراضيهم
سولت لهم أنفسهم وخدعتهم بتلاوة القرآن والصلاة على الرسول، لتمحى ذنوبهم، وهكذا تبدلت شريعة الله إلى شريعة الغاب التي تأمر بالعدوان وقتل الأطفال، فمهما قرأ الإنسان من قرآن واستمع قرونا للتلاوة، فإن ما يترجمه الإنسان في تعامله مع الناس من خداع وغش لن يحصد من ورائه في الدنيا أو الآخرة غير الندم، أو الخسران
فاستيقظوا يا من ظننتم أنكم مسلمون، وقد بين الله سبحانه شروط المسلم كما يلي: (يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ﴾( الزخرف- ٦٨/٦٩)