وجوه التناسب بين سور القرآن الكريم وآياته علم عظيم
10 ديسمبر، 2025
حوار مع شيخى

( سلسلة سؤال وجواب )
يجيب عنها فضيلة أد / مختار مرزوق عبدالرحيم
العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
دفاع عن القرآن العظيم : وجوه التناسب بين سور القرآن الكريم وآياته علم عظيم
يقول بعض الناس علم وجوه المناسبات بين السور والآيات علم لا فائدة منه ؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
فالكلام المتقدم كلام من لم يتدبر كلام الله تعالى الذي ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد )
وإليك بعض النماذج مما قاله المحققون من أهل العلم في ذلك
أولا :
قال الفخر الرازي عند تفسير الآية ٢٨٤ من سورة البقرة
ﻭﻣﻦ ﺗﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﻟﻄﺎﺋﻒ ﻧﻈﻢ ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻮﺭﺓ – أي سورة البقرة- ﻭﻓﻲ ﺑﺪاﺋﻊ ﺗﺮﺗﻴﺒﻪ اﻋﻠﻢ ﺃﻥ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻌﺠﺰ ﺑﺤﺴﺐ ﻓﺼﺎﺣﺔ ﺃﻟﻔﺎﻇﻪ ﻭﺷﺮﻑ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ، ﻓﻬﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻌﺠﺰ ﺑﺤﺴﺐ ﺗﺮﺗﻴﺒﻪ ﻭﻧﻈﻢ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﻭﻟﻌﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮا: ﺇﻧﻪ ﻣﻌﺠﺰ ﺑﺤﺴﺐ ﺃﺳﻠﻮﺑﻪ ﺃﺭاﺩﻭا ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺃﻧﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﺟﻤﻬﻮﺭ اﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﻣﻌﺮﺿﻴﻦ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﻠﻄﺎﺋﻒ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻨﺒﻬﻴﻦ ﻟﻬﺬﻩ اﻷﻣﻮﺭ، ﻭﻟﻴﺲ اﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﻫﺬا الباب كما قيل
ﻭاﻟﻨﺠﻢ ﺗﺴﺘﺼﻐﺮ اﻷﺑﺼﺎﺭ ﺭﺅﻳﺘﻪ …
ﻭاﻟﺬﻧﺐ ﻟﻠﻄﺮﻑ ﻻ ﻟﻠﻨﺠﻢ ﻓﻲ اﻟﺼﻐﺮ
ﻭﻧﺴﺄﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻌﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ، ﻭﻳﻌﻠﻤﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻨﺎ ﺑﻪ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ
راجع مفاتيح الغيب
ثانيا :
قال الإمام الزركشي اﻟﻨﻮﻉ اﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺑﻴﻦ اﻵﻳﺎﺕ
ﻭﻗﺪ ﺃﻓﺮﺩﻩ ﺑﺎﻟﺘﺼﻨﻴﻒ اﻷﺳﺘﺎﺫ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﺷﻴﺦ اﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻲ ﺣﻴﺎﻥ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ اﻹﻣﺎﻡ ﻓﺨﺮ اﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻪ ﺷﻲء ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﻭاﻋﻠﻢ ﺃﻥ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﻠﻢ ﺷﺮﻳﻒ ﺗﺤﺰﺭ ﺑﻪ اﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺑﻪ ﻗﺪﺭ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻭاﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﻭﻓﻼﻥ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﻓﻼﻧﺎ ﺃﻱ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻭﻳﺸﺎﻛﻠﻪ ﻭﻣﻨﻪ اﻟﻨﺴﻴﺐ اﻟﺬﻱ ﻫﻮ اﻟﻘﺮﻳﺐ اﻟﻤﺘﺼﻞ ﻛﺎﻷﺧﻮﻳﻦ ﻭاﺑﻦ اﻟﻌﻢ ﻭﻧﺤﻮﻩ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﺘﻨﺎﺳﺒﻴﻦ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺭاﺑﻂ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻫﻮ اﻟﻘﺮاﺑﺔ ﻭﻣﻨﻪ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ اﻟﻘﻴﺎﺱ اﻟﻮﺻﻒ اﻟﻤﻘﺎﺭﺏ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻷﻧﻪ ﺇﺫا ﺣﺼﻠﺖ ﻣﻘﺎﺭﺑﺘﻪ ﻟﻪ ﻇﻦ ﻋﻨﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﺫﻟﻚ اﻟﻮﺻﻒ ﻭﺟﻮﺩ اﻟﺤﻜﻢ ﻭﻟﻬﺬا ﻗﻴﻞ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺃﻣﺮ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﺇﺫا ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻮﻝ ﺗﻠﻘﺘﻪ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﻝ ﻭﻛﺬﻟﻚ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﻲ ﻓﻮاﺗﺢ اﻵﻱ ﻭﺧﻮاﺗﻤﻬﺎ ﻭﻣﺮﺟﻌﻬﺎ
راجع البرهان في علوم القرآن ج ١ ص ٣٥
ثالثا :
قال الزركشي أيضا :
ﻗﺎﻝ اﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺸﻬﺮاﺑﺎﻧﻲ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﻇﻬﺮ ﺑﺒﻐﺪاﺩ ﻋﻠﻢ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﺳﻤﻌﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻫﻮ اﻟﺸﻴﺦ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ ﻭﻛﺎﻥ ﻏﺰﻳﺮ اﻝﻋﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭاﻷﺩﺏ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺮﺳﻲ ﺇﺫا ﻗﺮﺉ ﻋﻠﻴﻪ اﻵﻳﺔ ﻟﻢ ﺟﻌﻠﺖ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻫﺬﻩ؟ ﻭﻣﺎ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺟﻌﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻮﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻮﺭﺓ؟ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺰﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢاء ﺑﻐﺪاﺩ ﻟﻌﺪﻡ ﻋﻠﻢﻫﻢ ﺑاﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻧﺘﻬﻰ
المرجع السابق
رابعا :
من أراد الزيادة فليراجع
نظم الدرر للبقاعي
مفاتيح الغيب للفخر ، وغير ذلك .
خامسا :
التطبيق
يكفي أن تقرأ هذين الموضعين
١/ أول البقرة في الفخر
٢/ آية الكرسي في الكشاف
وقد تحدثنا عن الموضع الأخير على صفحتنا هذه قبل ذلك فراجعيوا ما كتبناه ..
ومما تقدم يعلم الجواب عن السؤال.
والله تعالى أعلى وأعلم .