التبرك بالنبى صلى الله عليه وسلم
10 ديسمبر، 2025
شبهات حول قضايا التصوف

المقال السابع و الثمانون من سلسلة ( شبهات حول قضايا التصوف )
جمع وترتيب أ : عمر السلامونى
التبرك باسمه صلى الله عليه وسلم في الآذان :
قال تعالى ” ورفعنا لك ذكرك ” , فالله تعالى قرن اسم نبيه صلى الله عليه وسلم في الآذان باسمه الكريم .
قال الإمام الشافعى في الرسالة وعبدالرازق والمنذر وابن أبى حاتم والبيهقى في الدلائل عن مجاهد في قوله تعالى ” ورفعنا لك ذكرك ” لا أذكر إلا وذكرت معى أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله([1]) .
وعن أبى سعيد الخدرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” أتانى جبريل فقال إن ربك يقول : أتدرى كيف رفعت ذكرك ؟ قلت الله أعلم , قال ّا ذكرت , ذكرت معى “([2]) .
التبرك بموضع قدمه صلى الله عليه وآله وسلم :
عن أبي مجلز ان أبا موسى كان بين مكة والمدينة فصلى العشاء ركعتين ثم قام فصلى ركعة أوتر بها فقرأ فيها بمائة آية من النساء ثم قال: ما ألوت أن أضع قدمي حيث وضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدميه وأنا أقرأ بما قرأ به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ([3])
التبرك بقدح النبى صلى الله عليه وسلم :
عن أبى بردة قال : قدمت المدينة فلقينى عبدالله بن سلام فقال لى : انطلق إلى المنزل فأسقيك فى قدح شرب فيه النبى صلى الله عليه وسلم وتصلى فى مسجد صلى فيه النبى صلى الله عليه وسلم فانطلقت معه فأسقانى سويقًا وأطعمنى تمرا ثم صليت فى مسجده([4]) .
التبرك بنخامته صلى الله عليه وسلم :
ذكر الإمام البخاري حديثا طويلا قال فيه: ثم إن عروة يعني ابن مسعود جعل يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه، قال: فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوءه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له، فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قوم والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ، والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا، والله إن يتنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له ([5]) , قال الحافظ ابن حجر: في هذا الحديث التبرك بفضلات الصالحين([6])
أخرج البيهقي عن الزهري قال: حدثني من لا أتهم من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ أو تنخم ابتدروا نخامته فمسحوا بها وجوههم وجلودهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :لم تفعلون هذا ؟ قالوا: نلتمس به البركة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحب أن يحبه الله ورسوله فليصدق الحديث وليؤد الأمانة ولا يؤذ جاره([7]) .
([1]) الدر المنثور للإمام السيوطى ج 6 , ص 615 سورة الشرح .
([2]) الدر المنثور للإمام السيوطى , الهيثمى في موارد الظمأن 1772 , وفى مجمع الزوائد 8/254 , الطبرى في تفسيره 30/151 , ابن كثير في تفسيره 8/452 .
([3]) أخرجه النسائي 1727
([4]) فتح البارى شرح صحيح البخارى رقم 7342 .
([5]) البخاري في صحيحه , باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط .
([6]) الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) ج ٥ ص ٣٤١ .
([7]) كتاب حياة الصحابةج ٢ص ٣٢٥ , كذا في ((الكنز)) ج ٨ ص ٢٢٨ اه , افناع المؤمنين بتبرك الصالحين للشيخ عثمان بن عمر بن داود الشافعى