استخدامات للمساجد منهى عنها ـ الجزء الثانى

 

المقال الحادى والعشرون من سلسلة مقالات (بدع آخر الزمان)

إحياء لتراث سيدى ولى الله تعالى فضيلة الشيخ / عمران أحمد عمران

من كبار علماء الازهر الشريف

ومن مثالب العوام ( اتخاذ المساجد دوراً للتحدث بالدنيا ) فيجعلونها مجالس الكلام الدنيوى فتراهم يتذاكرون في متاجرهم ومزارعهم وأحوالهم الخارجة عما بنيت له المساجد وهى انما بنيت لذكر الله، وقد ورد فى الاثر “انه اذا تكلم الرجل فى المسجد، قالت له الملائكة اسكت يا ولى الله، فاذا تكلم قالت له اسكت يا عدو الله، فان تكلم قالت له اسكت عليك لعنة الله”. وروي البيهقي عن الحسن مرسلا أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ( يأتي على الناس زمان يكون حديثهم في مساجدهم في أمر دنياهم فلا تجالسوهم فليس لله فيهم حاجة) وقد ورد في الحديث الشريف أن الكلام في المساجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. وفي رواية كما تأكل البهائم الحشيش.

وفي صحيح البخاري عن السائب بن يزيد قال: “كنت قائم في المسجد فحصبني رجل فنظرت فاذا عمر بن الخطاب فقال: اذهب فاتني بهذين” فجئته بهما فقال: “من أنتما ومن أين أتيتما؟” قالا: من الطائف، قال: “لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله ﷺ”.

قلت ولا خصوصية في هذا المسجد النبي ﷺ، فقد ورد فى الحديث كمارواه الترمذي عن على رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “اذا فعلت أمتى خمس عشرة خصلة حل بها البلاء الى أن قال وارتفعت الاصوات فى المساجد” فدل ذلك على عدم الخصوصية.

ومن مثالبهم ( اتخاذها دار صناعة ) فتجد الغزالين والضفارين وما يتيسر لهم صنعة في المسجد، كما شاهدنا وكل ذلك مناف لكرامة المسجد، كيف وقد نهي رسول الله ﷺ عن انشاد الضالة ( السؤال عن الشيء الضائع ) ففي الترمذي عن أبي هريرة t: ” اذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك، واذا رأيتم من من ينشد فيه ضالة فقولوا لارد الله عليك ضالتك” فبالأحرى اشتغالهم بالغزل أوما شابهه حتى أنك تجد المسجد متفرقة فيه قطع الصوف، وذلك توسيخ للمسجد وهو حرام.

 ومن مثالبهم (اتخاذ المسجد موضع حفلاتهم في ليالي الشيوخ التي يقيمونها للأولياء) ويأكلون ويشربون داخله وتختلط النساء بالرجال، ويتسع اذ ذاك الفساد ويدخل الصبيان حفاة والشبان والكهول الذين لا دين لهم كذلك حتى يكون المسجد كانه مرحاض، وربما دخلوا المسجد بالطبول والكاسات يضربونها داخل بيتٍ أذن الله أن يرفع، فيا للعجب من جهل الجاهلين وسكوت العالمين بينهم وذلك فيه ما لا يخفى عن الجاهل فضلا عن العالم، فاين الاسلام اليوم والمسلمون يعملون على ضياع شعائر الدين ويتهاونون بإحكامه ولا خوف يزعج القلوب ولا تذكير يؤثر في الطباع القاسية وتالله انى لأرى الأمر يزداد. والامر لرب العباد . ولو تتبعنا ما خالف أهل المساجد الدين فيه لطال بنا عن الغرض المراد.