العقل هبة الرحمن فكيف يضلّ به الإنسان


بقلم الكاتب والداعية الإسلامى

الدكتور : رمضان البيه

مصيبة الإنسان في دنياه وإبتلاءه تقع في إختياره .. ما بين الإيمان والكفر ، وما بين الطاعة والمعاصي ، وما بين إختياره وتدبيره لنفسه بنفسه ، وإختيار الله تعالى وتدبيره له ، الله سبحانه لم يكره أحد من البشر على الإيمان به سبحانه وترك للإنسان مطلق الإختيار حيث يقول سبحانه ” لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد إستمسك بالعروة الوثقى لا إنفصام لها والله سميع عليم ” . ويقول عز وجل ” وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ” ، والله تعالى حينما خلق العقل في الإنسان خلقه حتى يكن منارة ينير للإنسان سبيله وقائدا له يقوده إلى الرشد والرشاد وجعله سبحانه مناط التكريم والهداية .

ولذا جعله سبحانه محل ومناط التكليف، وهو أكرم خلق الله تعالى على الله ، وهو أس الفضائل وهو للدين أصلا وللدنيا عمادا ، فأوجب الله تعالى الدين بكماله وجعل الدنيا مدبرة بأحكامه وألف به بين خلقه مع إختلاف همهم ومآربهم وتباين أغراضهم ومقاصدهم . وأصلح الإنسان عقله وحسبه دينه . ومروءته خلقه ، وهو أفضل مرجو والجهل أنكر عدو وهو خير المواهب . وما أعطي عبد بعد الإسلام أفضل من عقل صالح يقوده إلى السلامة والنجاة والسعادة في الدنيا والآخرة. وبه يتفاضل الناس في الدنيا والآخرة .
ورد في الصحيح ان ام المؤمنين السيدةعائشة رضي الله عنها سألت الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن سر التفاضل بين الناس ؟ فأجابها قائلا ” بالعقل ” فقال ذاك في الدنيا وبما يتفاضلون في الآخرة؟ ، قال ” بالعقل ” ، قالت : كيف ؟ ،قال ” وهل يحاسب الناس في الآخرة إلا على قدر ما عقلوا ” .
هذا وإذا أكمل الله عز وجل للإنسان عقله فقد كملت أخلاقه ومآربه ، وحسب الإنسان دينه ومروءته وخلقه وأصله عقله . والعقل بطبيعته كما خلقه الله تعالى مستنير راشد رشيد . ويؤكد ذلك أن الله جل جلاله بعدما خلقه خاطبه بقوله ” أقبل ” فأقبل .
ثم قال له ” أدبر ” فأدبر  ، فأثنى عليه . فقال له سبحانه وتعالى ” وعزتي وجلالي ما خلقت أكرم علي منك بك آخذ وبك أعطي . وبك أثيب . وبك أعاقب ” ..
هذا وعندما ننظر في أحوال العباد نجد أن معظهم قد طاشت عقولهم وغاب رشدهم وغلب على أنوار عقولهم أهواء النفوس فضلوا السبيل وإنقادوا خلف الأهواء وشهوات النفوس وإتبعوا خطوات الشيطان وإعتلت قلوبهم بحب الدنيا .

هذا والعقل عقلان ، عقل معقول يعمل في المعقولات وعقل مطبوع مبطون في القلب وهو يعقل ويدرك ما لا يعقله ويدركه العقل المعقول . هنا سؤال هام جدا . وهو ما سر ضلال العقل وما الذي أثر فيه وقاده إلى الضلال والتخبط ؟؟؟ .

إنتظروا الإجابة في المقال التالي ..