حمادة عوضين يفتح النار على إسرائيل دفاعًا عن الأزهر وشيخه الإمام الأكبر… ومواقف لا تُشترى
9 ديسمبر، 2025
أخبار العالم الإسلامى

بقلم فضيلة الشيخ : حسين السمنودي
إمام وخطيب ومدرس بدرجة مدير عام بمديرية أوقاف القاهرة
في لحظةٍ فارقة يتكالب فيها الاحتلال الإسرائيلي على كل صوتٍ حر، ويُحاول إسكات كل من يفضح جرائمه أو يكشف زيف روايته، خرج الكاتب الصحفي حمادة عوضين، رئيس مؤسسة الصحفيين والإعلاميين العرب، ليُطلق نيران غضبه على الكيان الصهيوني ومؤسساته، بعدما تمادت بعض الجهات الإسرائيلية في التطاول على الأزهر الشريف، والمطالبة ـ بوقاحةٍ غير مسبوقة ـ بإقالة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بسبب دعمه الصريح للمقاومة الفلسطينية ووقوفه مع الحق العربي والإسلامي.
إن ما فعله عوضين لم يكن مجرد موقف إعلامي أو تصريح عابر، بل كان صرخة حق، ووقفة شرف، ورسالة واضحة إلى من يظن أن الأزهر يمكن ابتزازه أو الضغط عليه أو شراء صمته. فالرجل ـ بصدق وإيمان ـ دافع عن مؤسسة لها تاريخ من النضال والوعي والدور القيادي في الأمة، مؤسسة لم تتلون، ولم تساوم، ولم تُبدّل ثوابتها.
لقد كان موقف شيخ الأزهر تجاه فلسطين واضحًا منذ اليوم الأول، بل منذ سنوات طويلة قبل “طوفان الأقصى”. كان دائمًا صوتًا حرًا ينحاز للمظلوم، يدافع عن كرامة الإنسان الفلسطيني، ويكشف عنصرية الكيان المحتل. وحين وقعت أحداث السابع من أكتوبر 2023، كان الأزهر أول جهة دينية كبرى تُصدر موقفًا قويًا يدين الاحتلال وينصر المقاومة ويؤكد أن الحق الفلسطيني لا يسقط.
هذا الموقف أربك إسرائيل كثيرًا… وجعل مؤسساتها الأمنية والفكرية تتحرك لمحاولة تشويه فضيلة الإمام الأكبر. ومن أبرز هذه المؤسسات معهد دراسات وأبحاث الأمن القومي الإسرائيلي INSS الذي سارع إلى مهاجمة شيخ الأزهر، واتهمه ـ ظلماً وعدوانًا ـ بأنه يقف إلى جانب “الحركات المتشددة”، فقط لأنه قال كلمة حق، ورفض رواية الاحتلال، وساند المظلومين.
لكن إسرائيل نسيت أو تناست أن الأزهر ليس مؤسسة هامشية كي تُهدّدها أو تملي عليها مواقفها… الأزهر كيان تاريخي عمره أكثر من ألف عام، وقف أمام الاستعمار الفرنسي والبريطاني، وواجه الظلم في كل عصر، وسيظل صوته عاليًا رغمًا عن أنف كل محتل.
وليس غريبًا أن يغضب الإسرائيليون من كتاب الأزهر الأخير “الإمام وردّ المزاعم الصهيونية” الذي هزّ أركان الدعاية الصهيونية، وفنّد الروايات المزيفة التي استخدمتها إسرائيل لتبرير جرائمها. فالاحتلال يخشى الكلمة الحرة أكثر مما يخشى السلاح… يخاف من الوعي، ومن التاريخ، ومن الحقيقة التي تُفضح على يد علماء الأزهر.
وهنا يأتي موقف الكاتب الصحفي حمادة عوضين ـ الذي ندعمه ونقف خلفه بكل قوة ـ ليعزز هذه المواجهة الفكرية والإعلامية. لقد عبّر بجرأة عن مشاعر ملايين العرب والمسلمين الذين ضاقوا ذرعًا بالاعتداءات الصهيونية على الرموز الدينية. كلماته كانت صادقة، نابعة من قلب حر يرفض الإهانة، ويقف في صف الوطن والعقيدة والقضية.
إن الدفاع عن الأزهر الشريف ليس خيارًا… بل واجبًا. ودعم الإعلاميين الشرفاء مثل حمادة عوضين هو تأكيد أن مصر لا تُرهبها تهديدات الاحتلال، ولا تنكسر أمام حملاته الدعائية، وأن صوت الحق سيظل أعلى من كل محاولات التشويه.
إن ما يتعرض له فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب اليوم ليس مجرد هجوم إعلامي عابر، ولا هو خلافٌ سياسي يمكن تجاوزه، بل هو جزء من حملة صهيونية منظمة تستهدف كل رمز شريف يقف في وجه المشروع الصهيوني، ويكشف زيفه، ويفضح جرائمه، ويُخرس دعايته التي تقوم على التضليل والكذب وتشويه الحقائق. لقد أدركت إسرائيل، منذ سنوات، أن صوت الأزهر الشريف ـ بقيادة الإمام الطيب ـ يمثل تهديدًا مباشرًا لروايتها الملفّقة، وأن تأثير هذا الصوت لا يتوقف عند حدود مصر، بل يمتد إلى كل العالم الإسلامي، وإلى الرأي العام العالمي الذي بدأ يعيد النظر في الرواية الصهيونية بعد أن صارت الشواهد والحقائق أقوى من أن تُخفى.
ولذلك، لم تتردد المؤسسات الصهيونية ـ من مراكز أبحاث ومنصات إعلامية وأذرع سياسية ـ في شن هجوم شرس على الأزهر وشيخه، مستخدمة أساليب رخيصة، من التحريض إلى التشويه إلى فبركة الاتهامات، بل وصل الأمر إلى المطالبة بإقالة الإمام الأكبر، وكأن الاحتلال يملك حق التدخل في مؤسساتنا الدينية، أو في شؤون دولة هي أكبر من أن تنتظر تقييمًا من كيان لا شرعية له.
هذه الممارسات تكشف ضيق إسرائيل بكل صوت حق… تكشف كم أن كلمة واحدة صادقة تصدر من الأزهر تُربك حساباتهم، وتُعرّي مشروعهم، وتكشف مظالمهم أمام العالم. لقد ضاقت إسرائيل بكتاب “الإمام وردّ المزاعم الصهيونية”، وضاقت بخطب شيخ الأزهر، وضاقت بتصريحاته في المحافل الدولية، وضاقت بموقفه الثابت منذ أحداث “طوفان الأقصى” وحتى اليوم… لأن الاحتلال يعلم أن فضيلة الإمام الأكبر لا يقول إلا الحق، وأن الحق هو العدو الأول للمحتل.
إن إسرائيل لم تجد شيئًا تُهاجم به الإمام إلا أنه “يدعم المقاومة”، وكأن دعم المظلوم جريمة، وكأن الوقوف مع شعب يُقتل ويُشرّد هو تحريض، وكأن الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى خطيئة. لكن الحقيقة الواضحة أن الاحتلال يريد عالَمًا أخرس… يريد شعوبًا صامتة… يريد علماء خانعين… يريد إعلامًا تابعًا… ويريد رموزًا دينية تُبارك جرائمه. ولكنه فوجئ بأن الأزهر ليس للبيع، وأن شيخه ليس رجلاً يُشترى أو يُستدرج أو يُهدّد.
ومن هنا، يصبح دعم الإعلامي الشريف حمادة عوضين موقفًا وطنيًا، لأنه رفع صوته دفاعًا عن قيمة كبرى، ولأنه لم يرضَ أن يرى الاحتلال يهاجم الأزهر دون رد، ولأنه عبّر عما يشعر به ملايين العرب والمسلمين الذين يرون في الإمام الطيب صوتًا للحق لا يجب إسقاطه أو إسكاتُه.
ونقولها كلمة واضحة لا لبس فيها:
إن الهجوم الصهيوني على شيخ الأزهر لن ينجح…
والمؤامرة لإسكات صوت الحق ستسقط…
ومحاولات التشويه ستتحطم على صخرة المصداقية التي يتمتع بها الأزهر وشيخه…
وكل من يهاجم الإمام الأكبر يكشف عن خوفه وضعفه قبل أن يكشف عن حقده.
سيبقى الأزهر منارة، وسيبقى الإمام الطيب شامخًا، وستبقى مواقفه محفورةً في الوعي العربي والإسلامي، وسنظل نردد أن الحق أقوى من الرصاصة، وأن الكلمة الحرة التي ينطق بها عالمٌ صادق تهزّ كيانًا قائمًا على الظلم مهما حاول أن يخفي حقيقته.
هذا هو عهدنا… وهذا هو موقفنا… وهذا هو دعمنا الدائم لكل صوت حر يقف ضد الاحتلال، ويكشف ألاعيبه، ويواجه طغيانه، وفي مقدمتهم الكاتب الصحفي حمادة عوضين الذي انتصر للأزهر… وانتصر للحق… وانتصر لفلسطين.