تجلّيات الستر الإلهي دعوة محمدية إلى الإحسان وستر العباد
5 ديسمبر، 2025
منبر الدعاة

المقال الرابع من سلسلة ( الإحسان حياة ونجاة )
بقلم الدكتور : محمد عيسي القاضي من دعاة الأزهر الشريف
أيها المحمدي المكرم ، عليك أن تدرك جيداً ، أن الله سبحانه هو المحسن ، وأنه جل جلاله غاية في الإحسان ، إذ أن إحسانه ، يغمر المسئ والمحسن ، والطائع والعاصي ، ولا يحجب ربنا سبحانه إحسانه ورحمته حتي عن المشرك به ، بل إنه سبحانه دائم العفو والصفح والستر ، فكن أيها المحمدي النبيل ، متلبساً بصفة الجمال الإلهية هذه وأحسن دائما ، وإن من جميل إحسان الله بعباده ، أنه يلبسهم لباس الستر ، فكم من عصاة له سترهم ، وكم من معاصي غفرها ، وعفا عنها ، فهلا نُدرك هذا نحن بنو ءادم ، ونستر غيرنا ، وليكن حالنا دوماً نابعاً من قولهم ” من كان منكم بلا خطئيةٍ فليرمها بحجر “
ولندرك جيداً هذا ، ونتفهم هذا الحديث جيداً ، لنعلم كم هو واجب علينا ، أن نتعبد لله بستر عباده ، فقد جاء أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : –
(يدني الله العبد يوم القيامة ، فيضع عليه كنفه فيستره من الخلائق كلها ، ويدفع إليه كتابه في ذلك الستر
فيقول :إقرأ يابن آدم كتابك. فيقرأ فيمر بالحسنة فيبيض لها وجه ويسر بها قلبه.
فيقول الله تعالي : أتعرف يا عبدي
فيقول :نعم
فيقول الله: إني قبلتها منك فيسجد العبد
فيقول الله تعالي:أرفع رأسك وعد في كتابك فيمر بالسيئة، فيسود لها وجه، ويوجل لها قلبه، وترتعد لها فرائصه، ويأخذه من الحياء من ربه ما لا يعلمه غيره،
فيقول:أتعرف يا عبدي
فيقول:نعم
فيقول ربنا: إني قد غفرتها لك
فيسجد العبد، فلا يري منه الخلائق إلا السجود حتي إنهم ينادون بعضهم فيقولون، طوبي لهذا العبد الذي لم يعص الله قط، ولا يدرون ما قد لقي بينه وبين ربه فيما وقفه عليه)