اللغة العربية لغة البيان والإعجاز

بقلم أ.د/ طلعت عبد الله أبو حلوة : أستاذ البلاغة والنقد ووكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر

 تعد اللغة العربية أفضل اللغات مكانة، وأشرفها منزلة، وأعظمها إبانة، وأفصحها نطقًا، وأبلغها أسلوبًا، وأجملها استخدامًا، وأكثرها مادة، وأغزرها دلالة، وأوسعها معنى، وأدقها تعبيرًا، وأقدمها وجودًا، وأطولها عمرًا، وأبقاها نهاية. من أتقنها أفلح وفاز، وأدرك بها حقيقة الإعجاز، وحُقَّ له الفخر والاعتزاز.

وإذا أردنا أن نصف هذه اللغة العربية الشريفة -وأوصافها أكثر من أن تحصى- ببعض الصفات التي اختصت وانفردت بها عن غيرها من سائر اللغات، فإننا نصفها بأنها لغة البيان والإعجاز.

 ومن يتأمل حديث القرآن عن اللغة العربية يجد أنه ذكرها باسم آلة اللغة وهو اللسان، ووصفه بوصفين: الأول بأنه “عربيّ”، والثاني بأنه “مبين”، وذلك في قوله تعالى: ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾(1)، فأما الوصف بأنه “عربيّ”؛ فلكي يطابق لسان القوم الذين نزل فيهم، وهم العرب، تحقيقًا لقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾(2)، وأما الوصف بأنه “مبين”؛ فلكي تتحقق الفائدة والوظيفة المنوطة باللغة، وهي الإبانة.

وهنا قد يسأل سائل -مثلًا- فيقول: لماذا وُصِفَتْ اللغة العربية -المُعَبَّر عنها باللسان- بالإبانة مع أن كل اللغات مبينة لأقوامها؟

 والجواب أن أي لغة معتبرة لا بد أن تكون مبينة؛ لأنها وسيلة البيان والتعبير، وذلك على حد تعريف العلامة ابن جني للغة بأنها “أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم”(3)، ولكن لما كانت اللغة العربية أدقّ اللغات إبانةً وأفضلها وأحسنها وأبلغها وُصِفَتْ بالإبانة دون غيرها، وكأن إبانة اللغات الأخرى لا تساوي شيئًا إذا قيست بإبانتها، هذا بالإضافة إلى ما وُجِدَ فيها من خصائص اخْتُصَّتْ وانفردت بها عن غيرها من اللغات، يقول الشيخ/ محمد الطاهر بن عاشور موضحًا بعض سبل الإبانة في هذه اللغة: “فإن لغة العرب أفصح اللغات وأوسعها لاحتمال المعاني الدقيقة الشريفة مع الاختصار، فإن ما في أساليب نَظْمِ كلام العرب من علامات الإعراب، والتقديم والتأخير، وغير ذلك، والحَقيقة والمجاز والكناية، وما في سعة اللغة من الترادف، وأسماء المعاني المقيَّدة، وما فيها من المُحَسِّنات، ما يَلِجُ بالمعاني إلى العقول سهلةً مُتَمَكِّنةً، فَقَدَّرَ اللَّهُ -تعَالَى- هذه اللغةَ أن تكون هي لغة كتابه الذي خاطب به كافةَ الناس”(4).

 ومن مظاهر الإبانة في هذه اللغة الشريفة كثرة جذورها اللغوية، ووفرة مفرداتها، وثروة ألفاظها الغزيرة، حتى إننا قد نجد للشيء الواحد أسماء كثيرة قد يصعب حصرها في بعض الأحيان، ولكل اسم من هذه الأسماء فائدة وصفة وخصيصة لا توجد في الاسم الآخر، ووجدت في ذلك مؤلفات مستقلة مثل كتاب “أسماء الأسد” لابن خالَوَيْه، و”التَّبَرِّي من مَعَرَّةِ المَعَرِّي” -وهو في أسماء الكلب- للسيوطي، ، فنجد -مثلًا- من أسماء الأسد: قَسْوَرة، و حَيْدَرة، وغَضَنْفَر، وضِرْغام، وضَيْغَم، ورِئْبال، وليث، وأسامة، وباسل، وهِزَبْر إلخ، كما نجد من أسماء السيف: حسام، وصارم، وبَتّار، وسُراط، ومُهَنَّد، وهِنْدِيّ، وصَمْصام، وقَضِيب، وفِرِنْد إلخ، وكذلك أسماء الخيل والإبل والرماح وغيرها؛ ولذا يقول الإمام الشافعي: “ولسانُ العرب أوسعُ الألسنة مذهبًا، وأكثرها ألفاظًا، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسانٌ غيرُ نبيّ، ولكنه لا يذهب منه شيءٌ على عامّتها حتى لا يكونَ موجودًا فيها مَنْ يَعْرِفُه”(1).

 ووجدت لهذه اللغة معاجم كثيرة تشتمل على متنها وألفاظها، وتنوعت هذه المعاجم بحسب الغرض الذي أُلِّفَتْ من أجله، وبحسب المنهج الذي اتبعه المؤلف في معجمه، فمنها معاجم الألفاظ، ومنها معاجم المعاني والموضوعات، وهذه المعاجم قد يوجد لها نظائر في اللغات الأخرى، لكن اللغة العربية انفردت دون سواها من اللغات بوجود معجم تركيبي تقاس عليه بلاغتها، ويضمن لها الحفظ والبقاء، وذلكم المعجم هو القرآن الكريم، يقول العلامة مصطفى صادق الرافعي: “ومن أجل ذلك كله قلنا: إن العرب أوجدوا اللغة مفردات فانية، وأوجدها القرآن تراكيب خالدة؛ وأن لهذه اللغة معاجم كثيرة تجمع مفرداتها وأبنيتها، ولكن ليس لها معجم تركيبي غير القرآن. وإنما سميناه “المعجم التركيبي”؛ لأنه أصل فنون البلاغة كلها، فما يكون في المنطق العربي نوعٌ بليغ إلا هو فيه على أحسن ما يمكن أن يتفق على جهته في الكلام”(2).

 وطرق ووسائل وأساليب الإبانة عن المعاني في اللغة العربية أكثر من أن تحصى وتحصر، ولكل أسلوب منها مقامه الذي يتطلبه ويقتضيه، وسياقه الذي ينادي به ويستدعيه، بحيث لا يصلح أحدها مكان الآخر، ولا يسد مسده، ومن هذه الوسائل: أضرب الخبر من ابتدائي وطلبي وإنكاري، والحقيقة والمجاز، والإطناب والإيجاز، والتقديم والتأخير، والتعريف والتنكير، والذكر والحذف، والإفراد والجمع، والإظهار والإضمار، والكناية والإفصاح، والتعريض والتصريح، والأمر والنهي، والإثبات والنفي، ونفي العموم وعموم النفي، والتفصيل والإجمال، والتفسير والإبهام، والفصل والوصل، هذا بالإضافة إلى دلائل المقام والسياق وقرائن الأحوال، وكذلك الدلالات المعجمية والصوتية والصرفية، وقد اشتملت هذه الوسائل وتلك الطرق والأساليب على كثير من الأسرار والفوائد والبدائع واللطائف التي يصعب حصرها واستقصاؤها، ولله در أمير الشعراء أحمد شوقي حيث قال:

إِنَّ الذي مَلَأَ اللُغاتِ مَحاسِنًا … جَعَلَ الجَمالَ وسِرَّهُ في الضادِ(3)(4)

 وتعددت أوجه الإعجاز في القرآن الكريم، وجاء هذا التعدد بحسب اختلاف رؤى ووجهات نظر العلماء الذين عُنُوا بقضية الإعجاز القرآني، فمنهم من قال بالإعجاز الغيبي، ومنهم من قال بالإعجاز التشريعي، ومنهم من قال بالإعجاز العلمي، ومنهم من قال بالإعجاز البلاغي، وهنا نقول: إن القرآن الكريم معجز بكل ما فيه من أوجه الإعجاز، لكن الإعجاز البلاغي هو أرجح أوجه الإعجاز لسببين: أما السبب الأول فهو أن الإعجاز البلاغي هو الذي يطرد في القرآن الكريم كله من أوله إلى آخره، فليس كل القرآن إخبارًا بالغيب، ولا كله أحكامًا تشريعية، ولا كله قضايا علمية، وإنما كله في أعلى درجة من درجات البلاغة وهي الإعجاز، وأما السبب الثاني فهو أن الإعجاز البلاغي هو الذي وقع به التحدي.

وقد تلخص إعجاز القرآن البلاغي في نظمه البديع الفريد الذي ليس له نظير، وقام هذا النظم العجيب على عنصرين أساسيين: هما الاختيار والتركيب، فاشتمل القرآن على زبدة ألفاظ اللغة، واختيرت له كل لفظة اختيارًا بديعًا عجيبًا بحيث لا يصلح سواها مكانها، ولا يسد غيرها مسدها ولو تم استقراء ألفاظ اللغة لفظة لفظة، وقد وُضِعَتْ كل مفردة من مفرداته مكانها بحيث لا يصلح ولا يستقيم المعنى بأي حال لو تم تقديم هذه المفردة على سابقتها أو أُخِّرَتْ عن لاحقتها.

وبالمثال يتضح المقال، فمثلًا -كمثال للاختيار- نجد القرآن استخدم أحيانًا لفظ “امرأة”، وأحيانًا أخرى استخدم لفظ “زوج”، وبتتبع الاستخدام القرآني لهذين اللفظين نجد أن القرآن يستخدم لفظ “امرأة” حينما تكون مقوّمات الحياة الزوجية غير مكتملة في المرأة، ولا تكون المرأة على توافق مع زوجها، ولا تكون أيضًا صالحة للإنجاب، ولا تكون الحياة الزوجية مؤسسة على دين صحيح، ويستخدم لفظ “زوج” حينما تكون مقومات الحياة الزوجية موجودة، وتكون الزوجة على توافق مع زوجها، وتكون كذلك صالحة للإنجاب، وتكون الحياة الزوجية مؤسسة على دين صحيح(1).

فمما جاء فيه ذكرها بلفظ “امرأة” قوله تعالى عن امرأة عمران بعد كبر سنها، وبعد وفاة زوجها: ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا﴾(2)، وقوله تعالى عن امرأة العزيز وقد خانت زوجها، وراودت نبي الله يوسف -عليه السلام- عن نفسها: ﴿قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ﴾ (3)، وقوله تعالى عن امرأة نبي الله نوح، وامرأة نبي الله لوط، حيث خانتا زوجيهما بعدم الإيمان بهما ورفض دعوتيهما: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا﴾ (4)، وقوله تعالى عن امرأة أبي لهب، وكانت هي وزوجها كافرين: ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾(5).

ومما جاء فيه ذكرها بلفظ “زوج” قوله تعالى عن آية الزواج حينما تكون مقومات الحياة الزوجية موجودة، وتوجد فيها المودة والرحمة والسكينة: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾(1)، وقوله تعالى عن خلق حواء من نفس آدم: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾(2).

 ومما يؤكد هذه الفروق ويؤكدها أن الله -تبارك وتعالى- قال على لسان نبي الله زكريا حينما كانت امرأته عاقرًا: ﴿وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا﴾(3)، وقال الله -عز وجل- عنها بعد أن أصلحها له، وأصبحت صالحة للإنجاب: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ﴾(4).

ومثلًا -كمثال للتركيب- نجد القرآن الكريم قد قَدَّمَ لفظة “شركاء” على لفظة “الجن” في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ﴾(5)؛ لأن المقصود في هذه الآية هو إنكار مطلق اتخاذ شريك لله -سبحانه وتعالى- سواء كان من الجن أم من غيرهم، ولو تقدمت لفظة “الجن” على لفظة “شركاء” لكان الإنكار متوجهًا إلى اتخاذ الجن شركاء لله عز وحل، ويكون الإنكار خاصًا بذلك دون التعرض إلى اتخاذ غير الجن شركاء لله جل جلاله، يقول الإمام عبد القاهر الجرجاني: “ليس بخاف أن لتقديم “الشركاء” حُسْنًا وروعةً ومأخذًا من القلوب، أنت لا تجد شيئًا منه إن أنت أَخَّرْتَ، فقلتَ: (وجعَلوا الجنَّ شركاءَ لله)، وأنك ترى حالَك حالَ مَنْ نُقِلَ عن الصورة المُبْهجة، والمَنْظر الرائقِ، والحُسْنِ الباهر، إلى الشيء الغُفْل الذي لا تحلى منه بكثيرِ طائلٍ، ولا تصير النفس به إلى حاصل، والسببُ في أنْ كان ذلك كذلك هو أن للتقديم فائدة شريفة ومعنى جليلًا لا سبيل إليه مع التأخير. بيانه أنَّا، وإنْ كنَّا نرى جملة المعنى ومحصوله، أنهم جعلوا الجنَّ شركاءَ وعبدوهم مع الله تعالى، وكان هذا المعنى يحصل مع التأخيرِ حصولَه مع التقديمِ، فإن تقديم “الشركاء” يفيد هذا المعنى، ويفيد معه معنى آخر، وهو أنه ما كان ينبغي أن يكون لله شريكٌ لا مِن الجنِّ ولا غيرِ الجِنِّ. وإذا أُخِّرَ فقيل: (جعلوا الجنَّ شركاءَ لله)، لم يُفِدْ ذلك، ولم يكن فيه شيءٌ أكثر من الإخبار عنهم، بأنهم عبدوا الجنَّ مع اللهِ تعالى، فأما إنكارُ أنْ يُعْبَد مع الله غيرُه، وأنْ يكونَ له شريكٌ من الجنِّ وغير الجن، فلا يكونُ في اللفظ مع تأخير “الشركاء”، دليلٌ عليه”(6).

ومما يشهد لذلك أن العرب تُفَرِّق في استخدامها بين قولك: “محمد أخوك”، و”أخوك محمد”، فتخاطب بجملة “محمد أخوك” من يعلم أنه يوجد إنسان اسمه “محمد”، ولكنه لا يعلم أنه أخوه، وتخاطب بالجملة الثانية “أخوك محمد” من يعلم أن له أخًا، ولكنه لا يعلم أن اسمه محمد؛ وذلك لأن المبتدأ باعتباره هو المسند إليه والمحكوم عليه لا بد أن يكون معلومًا للمخاطب، ولأن الخبر باعتباره هو المسند والمحكوم به يكون مجهولًا لدى المخاطب، يقول الإمام عبد القاهر الجرجاني: “وههنا نكتة يجب القطعُ معها بوجوبِ هذا الفرقِ أبدًا، وهي أنَّ المبتدأَ لم يكُنْ مبتدأً لأنه منطوقٌ به أولًا، ولا كان الخبر خبرًا لأنه مذكورٌ بَعْد المبتدأ، بل كان المبتدأُ مبتدأً لأنه مُسْندٌ إليه ومُثْبَتٌ له المعنى، والخبَرُ خبرًا لأنه مُسْنَدٌ ومُثْبَتٌ به المعنى … وإذا كان هذا كذلك ثم جئتَ بمعرفتين فجعلتهما متبدأ وخبرًا فقد وجَبَ وجوبًا أن تكونَ مثبِتًا بالثاني معنىً للأول. فإذا قلت: “زيدٌ أخوك”، كنتَ قد أثبتَّ بأخوك معنى لزيدٍ، وإذا قَدَّمْتَ وأَخَّرْتَ فقلتَ: “أخوك زيد”، وجب أن تكون مثبتًا بزيدٍ معنىً لأخوك”(1).

 وهكذا تتجلى عبقرية هذه اللغة ببدائعها وفوائدها، وتفضي بأسرارها ولطائفها، ولا يعرف ذلك إلا الجهابذة الكبار، والأفذاذ العباقرة من أولي العزم من العلماء، وجاء القرآن الكريم ونزل بلسانها، فجعلها تراكيب خالدة، وارتقى بها إلى حد الإعجاز، ولكن قد يضيق الأمر ببعض الناس، فيظن الحسن قبحًا، ويحسب النور ظلامًا، فيعيب اللغة العربية ويتهمها بما ليس فيها؛ وذلك لأن من جهل شيئًا عابه، ومن عجز عن مجاراة شيء عاداه، ولله در البحتري وكأنه يقول على لسان هذه اللغة:

إِذا مَحاسِنِيَ اللاتي أُدِلُّ بِها … كانت ذُنوبي فَقُل لي: كَيفَ أَعتَذِرُ!؟(2)