نداء الصدق بين ضياع الأخلاق وجهل الإنسان
4 ديسمبر، 2025
منبر الدعاة

بقلم الكاتب والداعية الإسلامى
الدكتور : رمضان البيه
الإنسان بطبعته عدو ما يجهل وما أكثر الجهلاء ومن جهل شئ عاداه ، وأهل الجهل لأهل العلم أعداء ، ومهما بلغ الإنسان من العلم سيظل جاهلا بل كلما إذداد علما كلما أدرك بعد جهله وتحقق به ، ولنضرب بعض الأمثلة عن جهل البشر ، هل عرف البشر عظمة خالقهم ؟ ، أو عرفوا عظمة قدرهم كأشرف الكائنات وأكرم المخلوقات ؟ .
والله لو أدركوا وعلموا مدى فضل الله تعالى عليهم ومدى كرمه ورحمته ولطفه بهم وبره وفضله وإحسانه لهم لذابوا حياءا منه سبحانه وتعالى . ولقد كان من علمه سبحانه بهم أن وصفهم بظلمهم وجهلهم فقال تعالى عندما حمل الإنسان الأمانة بنفسه ولم يحملها بربه . قال ” وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ” ، ظلوما لنفسه بمخالفة أوامر ربه تعالى وإتباعه لهوى نفسه وتعلقه بدنيا فانية غروره مآلها إلى فناء ويعقبها حساب ومصير إما إلى سعادة أبدية أو شقاء وإيثارها على دار الخلد والتنعيم . ظلوما بإتباع خطوات الشيطان ومسالمته وعبادته بطاعته له وإتباعه .. جهولا بقدر نفسه وحكمة ربه تعالى في وجوده وخلقه ومراده منه عز وجل .
ومن جهل الإنسان بنعم الله تعالى غفلته عن شكر ربه بل هناك الكثير من البشر يجحدون نعم ربهم ويعصونه بها وهذا هو قمة الجهل والعمي ، ومن الجهل السخط على قدر الله تعالى وقسمته وعدم الرضا ،ومن الجهل الطمع وعدم القنع والرضا . ومن الجهل ظلم العباد والجور على حقوقهم ، ومن الجهل رؤية النفس وإستكبار الأنا والتعالى والغرور والسلف ومن الجهل الغفلة عن لقاء الله والحساب ، ومن الجهل المنازعة وعدم التسليم والإنقياد له تعالى .
وقمة الجهل مخالفة هدي الرسول الكريم الهادي البشير السراج المنير على حضرته وآله الصلاة والسلام . والطامة الكبرى عدم إدراك الإنسان لجهله وتوهمه أنه أعلم الناس .. هذا والفضل لأهل العلم لا لغيرهم وصدق الإمام علي كرم الله وجهه إذ قال ” الناس من جهة التمثال أكفاء .. أبوهم آدم والأم حواء .. نفس كنفس وأرواح مشاكلة .. وأعظم خلقت فيها وأعضاء .. وإنما أمهات الناس أوعية .. مستودعات وللأحساب آباء .. فإن يكن لهم من أصلهم شرف . يفاخرون به فالطين والماء .. ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم على الهدى أدلاء .. وقدر كل إمرى ما يحسنه . وللرجال على الأفعال أسماء .. وضد كل إمرئ ما كان يجهله . والجاهلون لأ هل العلم أعداء .. ففز بعلم تعش به حيا أبدا ، فالناس موتى وأهل العلم أحياء ..