معية الله

بقلم الشيخ: رمضان محمد على 

معية الله :
قال الله تعالى أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

أحبتي في الله معية الله هي ان تدرك ان الله معك :
تعريف مختصر يبين لك معنى المعية ذلك المعنى الذي ما ان وصل لأذان الإنسان منا يدرك ادراكاً لا شك فيه ان الله سنده في كل منحى من مناحي الحياة لطالما وصل إليك هذا المعنى و ادركت ان الله معك فهذا بلا شك راحه وطمأنينه في نفس وقلب المؤمن تلك المعية أدركها الأنبياء و الصالحون و عاشوها فعليا فها هو سيد الخلق محمد صلوات ربي وسلامه عليه يدرك معنى المعية بل يعيشها فعليا عندما اختبأ في غار ثور مع صديقه وحبيبه ورفيقه صديق الأمة يقول الصديق يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا فيقول صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما يا أبا بكر لا تحزن ان الله معنا معايا استشعرها المصطفى صلى الله عليه وسلم وعاشها فعلياً .

ايضاً موسى عليه السلام يقول له اصحابه إنا لمدركون قال كلا ان معي ربي سيهدين انظر الى الجواب من اول وهله كلا .. إدراك لمعية الله تعالى فيحكي القرآن الكريم ( فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون ( 61 ) قال كلا إن معي ربي سيهدين ( 62 ) فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ( 63 ) )

ايضاً خليل الله ابراهيم يجتمع عليه أهل الكفر والضلال فيلقون في النار فيقول حسبنا الله ونعم الوكيل بعد ما يدرك أن الله معه فيأتي الأمر من الله تعالى للنار قلنا للنار كوني برداًوسلاماً على إبراهيم .

ايضاً يجتمع أهل الكفر والضلال على النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في غزوة الأحزاب وما أدراك ما يوم الأحزاب

وفي وسط الأزمة و الحصار و الجوع يقف النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة وسط أصحابه قائلاً ألا رجل يأتيني بخبر القوم فلم يجب أحد فيكرر صلى الله عليه وسلم ثانيه ألا رجل يأتيني بخبر القوم و اضمن له العودة فلم يجبه النبي أحد فيكرر صلى الله عليه وسلم ثالثة ألا رجل يأتيني بخبر القوم و اضمن له العودة ويكون رفيقي في الجنة فلم يجبه النبي أحد

وهنا نقف وقفه من هؤلاء الافاضل الذين زكاهم الله من فوق سبع سماوات لم يجب النبي صلى الله عليه وسلم احد ثلاث مرات برغم ما اعطاه صلى الله عليه وسلم من امان ولكن عندما يتمكن الخوف من قلوب الرجال ما اجاب النبي صلى الله عليه وسلم احد فقال صلى الله عليه وسلم قم يا حذيفه فقام حذيفه بن اليمام رضي الله عنه ملبياً أمر اانبي صلى الله عليه وسلم يقول حذيفه كدت أن اختبأ عن عين النبي صلى الله عليه وسلم إلا انه بمجرد ان نادى علي تحول الامر من فروض الكفايه الي فرض العين فكان لزاما علي ان اطيع امر النبي صلى الله عليه وسلم .

قال الله تعالى في سوره الاحزاب ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ قال اهل العلم هذه الايه من فهمها فقد حاز نصف العلم ، يذهب حذيفه الى النبي صلى الله عليه وسلم فيعطيه النبي صلى الله عليه وسلم بردته ويقول له اذهب يا حذيفه و أتني بخبر القوم ولا نحدث فيهم امرا فيذهب حذيفه رضي الله عنه و يتخطى الخندق ويلقى ابا سفيان بن حرب قد اوقد ناراً لطلب الدفء يقول حذيفه وضعت سهمي في كيد القوس وكدت ان اقتله إلا اني تذكرت امر النبي صلى الله عليه وسلم ولا تحدث فيهم امرا فعاد سهمي الى مكانه و انتظرت حتى انطفأت النار ونادى ابو سفيان علي قواده هلموا وهنا يجلس حذيفه رضي الله عنه وسط القواد فينادى ابو سليان قائلاً ان عيون محمد ترصدنا فعلى كل منكم ان يتأكد من بجواره يقول حذيفه ظننت اني هلكت إلا انب قلت سريعا لابد ان اسأل من بجواري حتي لا يسألني فسأل عن يمينه من الرجل فقال عكرمه بن ابي جهل وعن يساره فقال عمرو بن العاص ولم يسأله احد وجلس بينهم وعلم اخبارهم وعاد الى النبي صلى الله عليه وسلم .

يقول حذيفة عندما نادى على النبي صلى الله عليه وسلم وخرجت من حفرتي وذهبت الى مكان المشركين تلك الفترة التي استغرقت جزءا كبيرا من الليل يقول كنت أشعر بالدفء كأني في حمام فما إن عدت الى حفرتي عاد الى بردي (شعر بالبرد) يقول حذيفة علمت أنها معية الله.

جعلنا الله وإياكم في معيته .