بقلم أ : مرفت محمد رمضان
واعظه معتمده باوقاف القاهره الجديدة
أحبابي .. الوطن كلمه غاليه علي الجميع ، فالوطن أحب إلي الإنسان من نفسه وولده وماله ، وطن ليس معناها فقط أرض ولدت عليها وترعرعت علي خيرها….لا ..
وطن يعني (حضن) حضن يحتضنك يعطيك الأمان والسكينة .. يمنحك العزه والقوه ..
وطن يعني حب يملأ قلبك من المحيطين بك ،حب يجعلك تجود بنفسك فداء ثراه ، تهفو إلي رائحه هواه، إذا إبتعدت عنه لا تجد لجماله مثيلاً ، تحمل معك القيم والمبادئ التي تربيت عليها في هذا الوطن ، وتطبقها أينما حللت أو ارتحلت
تتسارع دقات قلبك عندما تدنوا من أرضه…تسجد علي ترابه شكراً لله لعودتك إليه ، تتمني له الخير وتدعوا له ليل نهار …
نري سيدنا إبراهيم يخرج من العراق مهاجرا إلي الشام يستوطن الشام ثم يذهب إلي مكه بأوامر من الله هو وزوجته الجديده هاجر وابنها إسماعيل فيدعوا لمكه بالبركة والعمران والرزق الوفير يقول تعالي علي لسان إبراهيم :”
فاجعل أفئده من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون”.(سوره إبراهيم)٣٧
وسيدنا محمد يخرج من مكه باكياً…يقول لولا أن اهلك أخرجوني منك ما خرجت .
وعندما يستوطن فى المدينه يدعوا لها بالبركة فى هوائها وتمرها ويدعوا لليمن والشام ويوصي بمصر خيراً…
سبحان الله وهو فى المدينه يزود عن أرضها ويدافع عنها ويعقد المعاهدات ويخوض غمار الحروب ، وحتي لما عاد إلي مكه ليكسر الأصنام وينشر التوحيد ويأخذ بأيدي أهلها إلي الجنه يرجع إلي المدينه يدفن فيها ليعلوا شأن وطنه الثاني …
هكذا يكون الإيمان حب الأوطان دليل كمال الإيمان.
فما بالك عندما يكون هذا الوطن هو مصر…
مصر
التي تجلي الله عليها ، مصر هى المكان الذى كلم الله عليها موسي النبي .. وانزل عليه الألواح فيها وأعطاه من المعجزات الكثير علي أرض مصر.
مصر مهد الديانات… سيدنا إدريس الحفيد الرابع لسيدنا آدم اول من خط بالقلم وأول من خاط الثياب وأول من علم العلم ..
مصر ترعرع علي ترابها سيدنا يوسف عندما رموه إخوته فى البئر واشتراه عزيز مصر وأكرم مثواه ودخل السجن ثم خرج وصار عزيز مصر ونادي بالتوحيد واحضر ابيه يعقوب واخوته الاسباط الاثني عشر …
مصر التي ترعرع عليها موسي النبي وأخيه هارون النبي وماتا عليها…
مصر التي احتضنت المسيح ٣ اعوام حمته من الملك الغاشم
مصر بلد لقمان الحكيم …
مصر النيل ينساب وعلي ضفتيه الأشجار تعانق ضياء القمر وتتسلل اشعه الشمس علي سنابل القمح …
مصر الأهرامات وحضاره ٧٠٠٠٠سنه حتي اليوم لم يتوصلوا للعلوم التي علمها المصريين القدامي