الحرية والمسؤولية

بقلم الشيخ : رمضان محمد علي

عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم اعلاها وبعضهم اسفلها فكان الذين في اسفلها اذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن اخذوا على ايديهم نجو ونجو جميعا ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

أحبتي في الله الحرية الحقيقية هي الحرية المقيدة بقيد الشريعة الإسلامية لا الحرية المطلقة في أن افعل ما اريد من وجهة نظر الكثيرين لكن الحرية الحقة هي التي تنبعث من المفهوم الإسلامي والمنظور الصحيح لمعني الحريه أن يكون الإنسان عبد الله أي أن الإنسان يسير في دنياه وفق مراد الله تعالى لا ما تتطلبه ظروف الحياة فالحياة متغيرة ومتقلبة متطلباتها لا تحصى فإذا اطلق الانسان العنان لحريته في دنياه فلا شك أنه سيضل نفسه ويضل غيره لذا جعل الإسلام الحرية مقيدة بقيد الشريعة الإسلامية الغراء ولا حريه للعبد في أن يترك الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج تلك أمور ملزمة لا حرية لنا فيها ولا في أي حكم من أحكام الإسلام ولكن حريتنا في حياتنا من مأكل ومشرب وملبس لكن المسموح به في نطاق الشريعة

ها هو صديق الأمة أبو بكر رضي الله عنه بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتولى الخلافة ويرتد البعض عن الإسلام و البعض الاخر يمنع الزكاة فيقوم الصديق رضي الله عنه قائلاً والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة والله لو منعوني عقال بعير يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه هنا يخرج الصديق رضي الله عنه حريته الشخصيه الي ما ألزمت به الشريعة الإسلامية الأمر ترك هؤلاء فساد و افساد فأخذ القرار الحاسم الصحيح

الكثير من دعاة الحرية في عصرنا هذا يريدون وبكل وضوح خروج الناس من عقيدتهم بل تجريد الناس من العقيدة الصحيحة بحجة الحرية و المدنيه لكن الأصل في هذه الدعوات ليست الحرية كما يدعون ولكنها أعراض صحيح واضح للصد عن دين الله تعالى وللاسف نجح الكثير من هؤلاء الضالين المضلين في الوصول الى عقول الشباب المسلم الذي خرج من تعليمه حتي الجامعي بلا أن يتعرف على ابسط امور دينه فوقعوا في هذا الأمر بدعوى الحرية فاخلوا بأنفسهم ودينهم و أصبحوا عرضة لقبول أي انحراف من الشريعة الإسلامية

لذا ادعوا الحكماء و العقلاء وذوي الرأي لأن يعيدوا للشريعه الاسلاميه مكانها حتي يعم الخير ويعم الصلاح بين أبناء المجتمعات الإسلامية لأن التفريط في ثوابت الدين الصحيح لا علاقة له بالحرية من قريب او بعيد ومنتهى الحرية و اجمل ما فيها ان يعود الناس إلى الفطرة السليمة من خلال الشريعة الغراء الذي فيه صلاح الأنفس وصلاح الغير اسأل الله لي ولكم الثبات على الخير والحق انه نعم المولى ونعم النصير