انتصار أكتوبر العظيم


بقلم د/  عبدالفتاح سعيد وزير
الباحث بجامعة الأزهر الشريف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، واهب النعم ، ومبيد النقم ، وأصلي وأسلم على النبي المرتضى ، والرسول المصطفى ، وعلى آله وصحبه ، والتابعين إلى يوم الدين ، أما بعد,,,

 إن نصر أكتوبر 1973 م يظل نبراساً للأجيال، يُلهمها بضرورة الإيمان بالإرادة والقدرة على التخطيط والتنفيذ المحكم، وأن الوحدة الوطنية هي العماد الأساسي لمواجهة التحديات وحماية الأمن القومي كانت حرب أكتوبر مثالاً ساطعاً على قوة الإرادة المصرية والعبقرية في التخطيط والتنفيذ. واجه الجيش المصري تحديات تبدو مستحيلة، أبرزها خط بارليف، الذي وصف بأنه “المانع المنيع” وحصن لا يمكن اختراقه. لكن الإرادة الصلبة للجنود المصريين، المدعومة بخطة خداع استراتيجي محكمة، حولت المستحيل إلى واقع.

رسمنا علي القلب وجه الوطن ……… نخيلًا ونيلًا وشعبًا أصيلًا
وصُنّاكِ يامصر طول الزمن………. ليبقى شبابك جيلًا فجيلًا
علي كل أرضٍ تركنا علامة *** قِلاعًا من النور تحمي الكرامة
عروبتنا تفتديك القلوب *** ويحميكِ بالدم جيشُ الكنانة
وتنسابُ يا نيل حرًا طليقًا *** لتحكي ضفافُك معنى النضال

وتبقى مدي الدهر حصنًا عريقًا *** بصدق القلوب وعزم الرجال
رسمنا علي القلب وجه الوطن *** نخيلًا ونيلًا وشعبًا أصيلًا
وصنّاك يا مصر طول الزمان *** ليبقى شبابُكِ جيلًا فجيلًا

يد الله يا مصر ترعي سَماك *** وفي ساحة الحق يعلو نِداك
ومادام جيشك يحمي حِماك *** ستمضي إلي النصر دومًا خُطاك
سلامٌ عليك إذا ما دعانا *** رسول الجهاد ليوم

تظل ذكرى انتصار أكتوبر مصدر فخر خالد لكل مصري وعربي، وشاهداً أبد الدهر على قوة الشعب وصلابة قواته المسلحة. إنها ليست مجرد صفحة في كتاب التاريخ، بل هي نبراس ينير الطريق، يؤكد أن الإرادة الوطنية والوحدة بين الجيش والشعب هي القادرة على تحقيق المستحيل، والتصدي لأي تحديات، وبناء مستقبل مزدهر وقوي للوطن.

​فكل التحية لأرواح الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم ثرى سيناء الطاهر، ولأبطالنا الذين صنعوا هذا المجد العظيم. حفظ الله مصر قيادة وجيشاً وشعباً وأرضاً ببركة الصلاة على الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم –