قصيدة الامام الصرصري الحنبلي يتوسل ويستغيث بالنبي صلى الله عليه وسلم

إعداد أ : مصطفى خاطر
المقالة التاسعة والسبعون من سلسلة ( شبهات حول قضايا التصوف )

إليك رسول الله أشكو تخلّفي  ** وشدّة تقصير بقلبي مُجحف

وفقد خشوع للفوائد جالب **  وأعظم من فقديه فقد تأسفي

إذا لمعت للرشد في القلب لمعةٌ ** تغمدها سدفٌ الحجاب فتختفي

إلام وقد أكملت ستين حجةً ** الوث على ذل النقيصة مطرفي

وحتّام أنهى النفس عن شهواتها **  وتضمن لي أن لا تعود فلا تفي

وأزجرها عن غيّها وجماحها ** فتخدعني منها بوعدٍ مسوّف

أغالي بها في سومها فتردني ** إلى ثمنٍ بخسٍ زهيد مطفف

اغثني فقد ضاقت عليّ مذاهبي ** وأنت ملاذ للمروع المخوّف

أجرني أجرني يا حمى كل عائذ ** ويا ملجأ الجاني وغوث الملهّف

قصدتك يا خير البرية كلها ** وأفضل مبعوث وأعدل منصف

وأكرم مقصود وأنجح شافع ** وأرحم خلق الله بالمتعطف

لتسأل فيّ الله فارحم تضرعي ** وذلّ خضوعي واستعار تلهفي

قصدتك علماً أن جاهك كأنف ** لجارك قصد الهاتف المتخطّف

فخذ بيدي يا عُدّتي عند شدتي ** وصل وتعطف يا كريم التعطف

وكن لي في الدنيا شفيعاً فإنني ** لأرجوك في الأخرى لحشري وموقفي

ألست سليل الغرّ من آل هاشم ** أولى الكرم الهامي على كل معتفي

بك اكتست الآباء فوق فخارهم ** فخاراً ومن يفخر بمثلك يكتف

وكنت نبياً قبل آدم مصطفى ** كريماً لحقٌ أنت خيرٌ من اصطفى

ومنك اكتست أعطاف طيبة حلّة ** من الفخر لا أهداب برد مفوّف

فقاقت جميع الأرض نوراً وبهجةً ** وعرفاً به لولاك لم تتعرّف

ولولاك ما حنّت إليها على الوجى ** ركائب تطوى نفنفاً بعد نفنف

الخ القصيدة