من اليأس إلى الرجاء مع شيخي
15 سبتمبر، 2025
منهج الصوفية

بقلم الكاتب والداعية الإسلامى الدكتور : رمضان البيه
رضي الله تعالى عن شيخي وأستاذي ومُعلمي وأبي الروحي ومُرشدي في طريق الله عز وجل حضرة مولانا العارف بالله سيدي ومولاي الشيخ البيه .
اذكر أني أقبلت على حضرته يوما وأنا حزين ومهموم وشبه يائس من صلاح حالي في سيري إلى الله تعالى وذلك لغلبة أهواء نفسي وسطوة شيطاني عليها وقلة همتي في إقبالي على الله عز وجل
فجلست بين يديه الشريفة
وشكوت إليه تقصيري وحالي السيئ وأخذت في البكاء فوضع يده الشريفة على كتفي وقال :
يابني أنت على خير وسيكون لك يوما شأن ومكانة عند الله تعالى ..
فقلت متعجبًا كيف ذلك سيدي مع سوء حالي وإعوجاجي وضعفي وتقصيري وقلة همتي وغلبة أهواء نفسي ؟ .
فقال رضي الله عنه ” يا بني أبشر بالخير فأول تصحيح المسار في الطريق ‘ الصدق مع النفس وعدم الرضا عنها وإدراك النقص والإعتراف بالتقصير ، وعليك ألا تيأس أبدا من روح الله تعالى وأعلم أن رُب معصية أورثت ذلا وإنكسارًا خير من طاعة أورثت عزًا وإفتخار ، والشعور بالنقص والتقصير هذا هو دأب الصالحين وعليك بمداومة مجاهدة النفس وأجعل من صدقك في محبتك لله دافعا لك في المجاهدة وتذكر دوما قوله جل جلاله ” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا ” .
وإذا سقطت أثناء سيرك لا تيأس قم وأنهض وأعتذر وأستغفر وسل الله تعالى أن يفتح لك باب المدد والإمداد والتوفيق فهو سبحانه الممد والمعين فلا طاعة إلا بتوفيقه ولا حفظ من المعصية إلا بحفظه سبحانه ..
هذا ثم أخذ يحدثني عن أحوال أكابر الأولياء وما كانوا عليه في بدايتهم من سوء ونقص وبُعد عن الله عز وجل فلما تداركتهم العناية الإلهية إنتقلوا من البعد والإيحاش إلى القُرب والمؤانسة.
وقال سيدي مالك إبن دينار كان شُرطيا ظالما جائرًا ثم أجرى الله عليه إبتلاءًا فتغير حاله إلى عبدًا طائعًا ووليا مقربا ومن أكابر الأولياءوالعارفين ..
و سيدي أبا اليزيد البسطامي رضي الله عنه كان سارق قاطعا للطريق وحين آتته لواحظ العناية أصبح من خاصة الخاصة من أهل الولاية ..
ثم قال رضي الله عنه : عليك بالإحسان فإن رحمة الله قريب من المحسنين وعليك أن تتبع السيئة بالحسنة تمحوها وأكثر من الإستغفار والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله على حضرته وعلى آله وصحبه وسلم .
وإياك أن تيأس من رحمة الله تعالى وروحه ، ومن صلاحك ، وإني أرى أن الله تعالى له فيك شأن خاص وستتذكر كلامي هذا يومًا وستقول رحم الله شيخي ” والآن بعد مرور قُرابة الخمسون عاما على هذا الحديث أقول : رضي الله تعالى عن شيخي وأستاذي ومعلمي وباعث الأمل في نفسي وجزاه الله سبحانه عني خير الجزاء .