الاسلام وقضايا التجديد
1 سبتمبر، 2025
الإسلام وبناء الحضارة

بقلم : جيهان عبد العزيز بدر
معلمة التجويد والقراءات العشر
وعضو نقابة القراء المصرية
لا شك أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان وهذا لا يتعارض أبدا مع تجديد الخطاب الديني بما يتناسب مع أحداث العصر وذلك للخروج من دوائر الجمود المنغلقة على المجتمع
ولكن نقف هنا برهه ، لكى نوضح أمرا أساسيا
هو أن ماثبت بدليل قطعى الثبوت والدلاله وما أجمعت عليه الأمة وصار معلوما من الدين بالضرورة كأصول العقائد وفرائض الاسلام من وجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج لمن استطاع إليه سبيلا
كل ذلك لا مجال الخلاف فيه لأنها أمور توقيفيه لا تتغير بتغير الزمان والمكان والاحوال والأشخاص
فمجال الاجتهاد هو كل حكم شرعي ليس فيه دليل قطعي
وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم مبدأ الاجتهاد حتى فى حياته فعندما بعث صلى الله عليه وسلم سيدنا معاذ إلى اليمن سأله: كيف تقضي إذا عرض لك قضاء ؟
قال: أقضى بكتاب الله
قال: فإن لم تجد؟
قال:فبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
قال: فإن لم تجد؟
قال:اجتهد رأيي ولو آلو
فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال :
الحمدلله الذي وفق رسول الله لما يرضي رسول الله
والتجديد لابد أن يكون منضبطا بميزانى الشرع والعقل وألا يترك لغير المتخصصين وغير المؤهلين
فالإسلام دين وسطى ذو تعاليم سمحه ومجتمعنا الاسلامى يحتاج إلى من يبنى لا إلى من يهدم
فالإسلام دين وسطيه واعتدال وبقدر تجديد الخطاب الديني بعقلانية دون شطط يكون استعداد المجتمع لتقبله وقطع الطريق على أصحاب الفكر الجامد والمتطرف
فلابد أن يكون التجديد ميسرا دون تسيب وسمحا دون تفريط مع الالتزام الدينى والقيمى والخلقى
ومن هنا فتحت الدولة أبواب أروقة الأزهر الشريف لتعلم التجويد والعلوم الشرعية
ومعاهد المحفظين ومراكز الثقافة الإسلامية وغيرها
وغيرها الكثير من جهود الأزهر الشريف والأوقاف لتجديد الخطاب الديني
حفظ الله مصر وجعلها رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين