المولد النبوي بين أصل الجواز وتهافت المنع
24 أغسطس، 2025
شبهات حول قضايا التصوف

بقلم الدكتور الشيخ : محمد سعيد صبحي السلمو
( الأزهرى البابي الحلبي )
ذلك يوم ولدت فيه
يقول بعضهم: لِمَ لا تحتفلون بالمولد بالصيام، كما صام النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين؟
فأقول: تمهّلوا! أنتم إذن أقررتم بالمبدأ، وهو جواز الاحتفاء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
فإن قلتم: لا نراه جائزا ولو بالصيام، فقد خالفتم السنة نفسها، إذ صام النبي شكراً لمولده.
وإن قلتم: نعم هو جائز، فقد اتفقنا على الأصل.
ومتى ثبت الأصل، بطلت شبهتكم بأن يوم الولادة هو يوم الوفاة، وسقط استدلالكم المطلق بحديث كل بدعة ضلالة.
أما قولكم: إنا لا نصوم، فذلك مردود، فنحن نصوم ونطعم، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم إذ عق عن نفسه.
فإذا اتفقنا أن الأصل جائز، فكل وسيلة تُتخذ لتعظيم المولد إنما تُقاس على هذا الأصل: قراءة القرآن، وذكر السيرة، وإنشاد المدائح، والاجتماع على ذكر الله.
فهذه كلها وسائل، والوسائل لا يُطلب لها دليل مستقل، لأنها تابعة لأصلها.
ألا ترون أننا نستعمل مكبّرات الصوت في الأذان، ونبثّه على الشاشات؟ هذه وسيلة تُتبع الأصل وهو الأذان.
ألا ترون أننا نشجع على حفظ القرآن بالمسابقات والهدايا وطباعة المصاحف؟ كلها وسائل لحفظ كتاب الله.
فكذلك ما نفعله في المولد النبوي: وسائل تتبع أصلها، وهو جواز الاحتفاء به بالصيام والعقيقة.

فكذلك ما نفعله في المولد النبوي: وسائل تتبع أصلها، وهو جواز الاحتفاء به بالصيام والعقيقة.
غير أني أراهن أن الوهابية، لو صدقوا أنفسهم، لقالوا: حتى صيام النبي بدعة!
وهذا من أعجب ما يُرى: قومٌ يرفعون شعار “التمسك بالسنة”، فإذا واجهتهم السنة نفسها أنكروها، وكذّبوا صاحبها قبل أن يكذّبوا مخالفيهم.